«رئيسا» فنزويلا يتنازعان على الذهب والجيش

ترامب يفكر في الخيار العسكري والسعودية تراقب النفط

نشر في 29-01-2019
آخر تحديث 29-01-2019 | 00:02
مادورو يركض مع مجموعة من العسكريين في قاعدة باراماكاي أمس الأول  (اي بي ايه)
مادورو يركض مع مجموعة من العسكريين في قاعدة باراماكاي أمس الأول (اي بي ايه)
دعا رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة إلى تظاهرات جديدة غداً والسبت المقبل، ضد الرئيس نيكولاس مادورو المشكوك في شرعيته، لدفع الجيش إلى تغيير موقفه، في وقت كشف عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام أن الرئيس دونالد ترامب يفكر في «خيار عسكري» لحل الوضع في فنزويلا.
كشف رئيس البرلمان الفنزويلي، المعارض، خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة، أن المعارضة تتفاوض سرّا مع الجيش ومسؤولين آخرين لعزل رئيس الدولة الحالي المشكوك في شرعيته، نيكولاس مادورو، عن السلطة.

وقال غوايدو أمس الأول، لصحيفة «واشنطن بوست»: «نحن نجري محادثات مع المسؤولين والمدنيين والجيش. هذا موضوع حساس للغاية ويتعلق بالأمن الشخصي، لذلك فإن هذه المفاوضات تجري في الخفاء وعلى نحو سري كامل».

ودعا رئيس البرلمان (35 عاما) إلى تظاهرات جديدة غداً والسبت المقبل، ضد مادورو لدفع الجيش إلى تغيير موقفه ومواكبة المُهل التي حددها الأوروبيون لإجراء انتخابات جديدة.

وأمهلت إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا، مادورو، 8 أيام للدعوة إلى انتخابات، وإلا ستعترف بغوايدو رئيساً. وتنتهي هذه المهلة يوم الأحد.

أما الاتحاد الأوروبي، فقد لوح بتهديد غير واضح، مؤكدا أنه «سيتخذ إجراءات» إذا لم تتم الدعوة إلى انتخابات «في الأيام المقبلة»، بما في ذلك ما يتعلق «بالاعتراف بقيادة البلاد».

وقال غوايدو: «سنحتفل السبت بهذا الدعم غير المسبوق في جميع أنحاء العالم لقضيتنا، وكذلك بالاستناد إلى أنه سيكون الموعد الوشيك لانتهاء مهلة الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى إنهاء اغتصاب السلطة وتشكيل حكومة انتقالية والدعوة إلى انتخابات حرة».

ويسعى غوايدو إلى إضعاف ولاء الجيش الداعم الرئيسي لمادورو منذ وصوله إلى الحكم في 2013، متشجعا بالدعم الدولي.

وعرض العفو عن الموظفين والعسكريين الذين يوافقون على دعمه، في قانون قام أنصاره بتوزيعه أمس الأول، على مراكز الشرطة والجيش في البلاد.

وقال غوايدو: «اليوم ذهبنا لنمد يدنا». وتوجه إلى الجندي الفنزويلي بالقول: «نضع أملنا فيك وفي التزامك حيال دستورنا»، مؤكدا أنه «ليس الوقت المناسب للشعور بالخوف».

وأمام المعارضين الذين قاموا بتسليمهم نص القانون، أحرق بعض الجنود الوثيقة التي تقدم «كل الضمانات الدستورية» للعسكريين والمدنيين الذين «يتعاونون من أجل إعادة الديمقراطية». وقال أحدهم إن «الجيش مع قائدنا نيكولاس مادورو».

ذهب فنزويلا

من ناحية أخرى، وفي رسائل بعث بها الى رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي ومارك كارني محافظ بنك إنكلترا، قال غوايدو إن مسؤولي حكومة مادورو يسعون إلى بيع الذهب وتحويل العائدات إلى البنك المركزي الفنزويلي. وأضاف: «أكتب إليكم كي أطلب منكم وقف هذه التحويلات غير القانونية. إذا تم تحويل هذه الأموال، فسيستخدمها نظام نيكولاس مادورو غير الشرعي والسارق لقمع الشعب الفنزويلي وترويعه».

مادورو

وفي استعراض للقوة العسكرية في مواجهة المهلة الدولية، شهد مادورو عرضاً عسكرياً لعتاد روسي، وسط إطلاق نيران المدفعية المضادة للطائرات وقذائف الدبابات على جانب أحد التلال في قاعدة باراماكاي العسكرية شمال فنزويلا.

وصرح مادورو (56 عاما) وبجواره وزير الدفاع فلاديمير بادرينو على متن دبابة، أمام القوات المسلحة «أقول للقوات المسلحة البوليفارية: وحدة قصوى وانضباط أقصى وتلاحم أقصى». ووجّه تحذيرا أيضا إلى العسكريين. وقال بعد أن ركض معهم في جولة تدريبية قصيرة: «هل أنتم انقلابيون أم تحترمون الدستور؟ لا تكونوا خونة أبدا، بل أوفياء دائما».

وقال مادورو إن العرض العسكري يظهر للعالم أنه يحظى بدعم الجيش وإن القوات المسلحة الفنزويلية مستعدة للدفاع عن البلاد. أضاف: «لا أحد يحترم الضعفاء أو الجبناء أو الخونة. ما يحترم في هذا العالم هو الشجاعة والقوة».

وتابع: «لا ينبغي لأحد أن يفكر حتى في أن يطأ على هذه الأرض المقدسة».

الدول الداعمة

ولم يتوقف إعلان المواقف الداعمة للشاب المعارض، إذ إن لائحة الداعمين الدوليين لغوايدو تطول يوما بعد يوم. فبعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتراف بلاده «بالحكم الجديد في فنزويلا والمتمثل بخوان غوايدو»، أعلنت بدورها وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس بين، إن «أستراليا تعترف وتدعم رئيس الجمعية الوطنية خوان غوايدو في تولي منصب الرئيس الموقت وفقا للدستور الفنزويلي وإلى حين إجراء انتخابات». ويأتي اعتراف أستراليا وإسرائيل، إثر خطوة مماثلة اتّخذتها الولايات المتّحدة وكندا ودول عدّة في أميركا اللاتينيّة.

وفي واشنطن، نقل موقع «أكسيوس» الإلكتروني الأميركي، عن عضو مجلس الشيوخ الجمهوري، ليندسي غراهام، أن الرئيس دونالد ترامب يفكر في «خيار عسكري» لحل الوضع في فنزويلا. وكشف غراهام، الذي يعد من «الصقور»، عن حوار جرى بينه وترامب سأله خلاله الرئيس الأميركي: «ما رأيك في استخدام القوة في فنزويلا؟ فأجبته: عليك أن تكون حذرا، هذا يمكن أن يكون مشكلة. إلا أنه قال لي: أنا مندهش، فأنت تريد أن تغزو في كل مكان».

عضو مجلس الشيوخ المعروف بمواقفه المتشددة ضحك من تعليق ترامب وقال: «أنا لا أريد الغزو في كل مكان، أريد أن أستخدم الجيش فقط عندما تكون مصالحنا الأمنية الوطنية في خطر». وأكد غراهام، أن «ترامب معبأ بشكل عدواني تجاه فنزويلا».

الى ذلك، قبلت الإدارة الأميركية ترشيح غوايدو لكارلوس الفريدو فيشيو، ليصبح قائما بأعمال السفارة الفنزويلية في الولايات المتحدة.

وفي تصريح هو الأول من نوعه، اعتبر وزير الطاقة والصناعة السعودي خالد الفالح، أمس، أن الأزمة التي تشهدها فنزويلا قد يكون لها أثر على استقرار سوق النفط. وقال الفالح، في تصريحات لقناة "العربية" ، على هامش مشاركته في مؤتمر صناعي استثماري في الرياض: "نراقب الأوضاع السياسية هناك، وبناء على التطورات قد يكون هناك تأثير على توازن السوق".

أستراليا وإسرائيل تعترفان بغوايدو
back to top