التأم شمل ثلاثة من صنّاع الكوميديا في الفضاء الإلكتروني البديل تحت مظلة فعالية "حديث الاثنين" ضمن فعاليات الموسم الثقافي لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، من المملكة العربية السعودية الكاتب ومؤلف سلسلة "مسامير" الكارتونية فيصل العامر، والمخرج الإبداعي التنفيذي في "تلفاز11" علي الكلثمي، ومن الكويت الفنان أحمد الشمري ممثلاً عن مجموعة "شنو يعني" وهو من أوائل من قدم الـ "ستاند أب كوميدي"، للحوار حول موضوع "الكوميديا في الخليج والعالم العربي".

وبذكاء استطاع مدير الأمسية جاسم القامس بمعية ضيوفه الثلاثة أن يأخذ الحوار إلى منحى آخر ليس ببعيد عن الفكرة الرئيسية، لكنه ارتكز على خلفية ضيوفه الثلاثة الذين يقدمون الكوميديا أو الإعلام بثوبه البديل المتمثل في الفضاء الإلكتروني.

Ad

كانت البداية مع الكاتب العامر، الذي استهل حديثه بالمحتوى الكوميدي العربي البديل، معتبراً أن "الإعلام التقليدي الذي كنا نقرأه أو نشاهده كان يسير وفق آلية محددة جامدة لا تتغير ولم يطرأ عليها أي تغيير، وعندما جاء الإعلام البديل أوجد فرصة للناس لتعبر عن آرائها بكل حرية، مما أتاح الفرصة للإبداع ليظهر دون أي وساطة، وسمح بظهور تجارب عدة في الخليج، وأزعم أن الإعلام البديل أصبح مشاهداً بصورة كبيرة، بينما نادراً ما يتابع الإعلام التقليدي.

وتناول تجربته في "تلفاز 11" والموضوعات الاجتماعية الحساسة التي تطرق إليها وفريقه ومدى تعارض ذلك مع الرقابة على ما قدموه من محتوى "إذ سبق أن تطرقنا إلى قضايا مثل قيادة المرأة للسيارات وأخرى تمس حقوق المرأة عموماً بدافع قناعتنا بضرورة الحديث عما نؤمن به من أفكار في ذلك الوقت لم يكن الرقيب واضحاً على الفضاء الإلكتروني وتحديداً اليوتيوب خلافاً لوسائل الإعلام التقليدية التي تحدها قوانين، أما المتلقي فإننا نختبر وعي الناس من خلال هذا المحتوى، وفي مجتمعاتنا اعتدنا أن يعبر الناس عن رأيهم بأريحية في العالم الافتراضي.

واعتبر أن "رؤيتنا باليوتيوب كانت أوضح لقياس مدى تأثير العمل على الناس والتوقف على مدى رضانا نحن عما نقدم ورأينا عن منتجنا الفني فالأمر ليس أيديولوجيا نستخدمها كل مرة، وهذا ما وقعت فيه بعض الأعمال المعروفة مثل "طاش ما طاش" لناحية توجيه رسائل مباشرة، وأعتقد أن الفنان بالضرورة إنسان باحث، بينما الشخص الجامد الذي يعتقد أنه أمام مشروع لا يقبل عمله التغيير، فمصيره إلى النسيان".

قصة محبوكة

وتحدث عن تجربته مع كتابة السيناريو قائلاً، إن "كاتب القصة من السهل أن يتحول إلى كاتب سيناريو لاسيما أنك إذا كتبت قصة محبوكة فيها صورة أي مخرج من الممكن أن تحولها إلى فيلم قصير.

من جانبه، قال علي الكلثمي، إنه ينتمي إلى جيل كان هاجسه التعبير عن النفس، "ووجدت مع المجموعة التي أعمل معها الفرصة في الفضاء الإلكتروني لإشباع هذه الرغبة، وكان الإنترنت المكان الذي حقق لنا انتشاراً كبيراً ومنحنا ديناميكية في خلق محتوى مختلف، وبالفعل قدمنا مجموعة من البرامج المختلفة".

وعن مدى تقبل المجتمع للسخرية، أوضح الكلثمي أن "النسيج القبلي كبير في السعودية ولأنني أحد أفراد هذا النسيج وأعرف عاداته وتقاليده وبدأت أحقق بعض النجاحات، تلمست أن القبيلة نفسها بدأت في استيعاب هذا الأمر بل ان النقد يأتي من داخلها.

وتطرق إلى كمية البرامج المتنوعة التي يقدمها من خلال "تلفاز" قائلاً: "منذ بدأنا هناك العديد من التجارب والمراحل وآليات العمل وحالياً دخل معنا مستثمرون في "تلفاز11" لاسيما وأن فكرتنا الأولية كانت بعنوان "يوميات" ثم بدأت الفكرة تتبلور بمرور الوقت مع تنامي مواقع التواصل الاجتماعي والألوان التي نقدمها، إذ تأثرنا بفكرة الستاند أب كوميدي وجرفنا تيار الكوميديا وبدأنا نغطي قطاعات كبيرة من الأنشطة الفنية وأول مشروع اشتغلت عليه عام 2007 بتوثيق الستاند اب كوميدي في السعودية وعام 2011 بدأ "تلفاز" عندما قررنا ان يأخذ الأمر شكلاً جدياً أكثر وكان هدفنا أن نقدم محتوى يمثل الشاب السعودي، معتبراً أن إدارة الإبداع هي الأصعب.

وشدد على أن السخرية إحدى مقومات الإنتاج في السنوات الخمس الأخيرة، وهي سمة لا أعرف إذا كنا نستطيع ان نوظفها سينمائياً، وأعتقد أمامنا وقت طويل لنصل لهذه المرحلة.

«شنو يعني»

من ناحيته، تناول أحمد الشمري تجربة مجموعته "شنو يعني"، وكيف أن الفكرة جاءت بالنقاش مع بشار الجزاف وأحمد الهقوة وبالفعل اجتمعنا على تقديم مجموعة اسكتشات كوميدية وعرضها عبر موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب، مضيفاً أنه ورفاقه اهتموا بأن يقدموا هذه الاسكتشات لتلبية طموحهم على المستوى الشخصي بغض النظر عن ردة فعل الجمهور، مشيراً إلى ان بعض الأصوات التي انتقدتهم بمرور الوقت أصبحت تدعمهم.

وحول الرقابة وإذا كانت تشكل هاجساً بالنسبة لهم، أوضح الشمري "أننا من بداية عملنا كنا نعرف أن هناك انتقادات سوف تطالنا من محيطنا الاجتماعي القريب من ثم حرصنا على توفير غطاء قانوني لما نقدم من محتوى من خلال عبارات نكتبها في نهاية كل حلقة أو اسكتش".

وإذا ما كانت مجموعة "شنو يعني" تسعى إلى تطوير عملها ليأخذ منحى تجارياً، أفاد بأن "لدينا العديد من الأفكار لكن لتطبيقها هناك صعوبات عدة لاسيما مع ضيق الوقت وانشغال كل منا في عمله ما يتسبب في تأخير الاسكتشات التي نطرحها".

وعن رغبة المجموعة في تخطي فكرة الاسكتشات، ذكر أن "لدينا العديد من المشروعات التي تتبلور خلال الاجتماعات الدورية، منها فكرة فيلم قصير ومسلسل، لكن تبقى أن الاسكتشات أسرع في التنفيذ والعرض سواء في إنستغرام أو يوتيوب.