إيران: أرسلنا أسلحة للبنان وغزة... وموسكو لن تتآمر علينا
• طهران تتمسك ببرنامجها البالستي دون زيادة مدى صواريخها
• مستشار خامنئي يحذر من مصير فنزويلا
أكدت طهران إرسالها صواريخ متطورة إلى «حزب الله» اللبناني وفصائل غزة، في حين تعول على موقف روسي مؤيد لها لمواجهة الضغوط، وأعلنت تجميد مدى صواريخها الباليستية في تراجع خجول أمام ضغوط أوروبية لحثها على الدخول في مباحثات بشأن أنشطتها في المنطقة.
رداً على التقارير عن تعاون بين روسيا وإسرائيل لاخراج طهران من سورية، قال المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء سيد حسن فيروز آبادي إنه، بالنظر إلى ظروف المنطقة وأوروبا، فإن القيادة الروسية لن تتفق مع دول أخرى ضد مصالح إيران.وقال اللواء فيروز آبادي في حوار مع وكالة "إرنا"، إنه بالنظر إلى العلاقات السياسية والجيوسياسية العريقة بين إيران وروسيا، وتأكيد زعماء البلدين على ذلك، فإن التعاون بين طهران وموسكو قائم بشكل جيد. واعتبر أن "الوضع الحالي في أميركا وأوروبا يحتم توثيق العلاقات بين طهران وموسكو في القريب العاجل، وخصوصاً في جبهة غرب آسيا".
وجاء ذلك بعد تصريحات لقائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق أمير إشل، أكد فيها أن "روسيا الوحيدة القادرة على إخراج إيران من سورية".وبعد أسبوع من تصاعد التوتر إثر غارات جوية إسرائيلية استهدف مواقع لـ"الحرس الثوري" الإيراني في سورية، قال أمین المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن ما حدث في ملف الأنفاق على الحدود اللبنانية الإسرائيلية "فضيحة كبرى".وأضاف شمخاني أن "الصواريخ عالية الدقة باتت في أيدي المقاومة في لبنان وغزة للرد على أي حماقة ترتكبها إسرائيل".ورأى شمخاني، في كلمة خلال ملتقى بطهران أمس، أنه "لیس هناك من وصمة عار للكیان الصهیوني الذي یدعی التفوق الاستخباراتي، أكثر من تحول وزراء الكیان إلى جواسیس وحفر مئات الكیلومترات من الأنفاق تحت أقدامهم".ويأتي التصريح بعد تأكيد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله حصوله على صواريخ وصفها بالدقيقة خلال خطابه الأخيرة.في غضون ذلك، أرسلت طهران إشارات طمأنة خجولة للدول الأوروبية التي تتخوف من نفوذها في المنطقة وتسلحها الصاروخي في وقت ثارت شكوك حول إطلاق "الآلية الخاصة لمواصلة التجارة"، التي وعدت بها الأخيرة لإقناع الجمهورية الإسلامية بمواصلة الالتزام بالاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية خانقة عليها. وقال أمین المجلس الأعلى للأمن القومي، إن إیران لاتعاني من أي نقص من الناحیة العلمیة والتنفیذیة لزیادة مدیات صواریخها العسكریة، لكنها وإلى جانب الجهود المتواصلة لتحسین الدقة، لا تعتزم واستناداً لاستراتیجیتها الدفاعیة تطویر مدیات صواریخها.وأكد شمخاني أن جهود بلاده لتطوير البرنامج الفضائي ستتواصل من أجل "تحسين نوعية حياة الشعب وزيادة القدرة التكنولوجية على مواجهة التصحر وتقلص مساحات الغابات وتفشي الجفاف.واتهم المسؤول الإيراني إسرائيل بإثارة ضجة في وسائل الإعلام الغربية لربط البرنامج الفضائي الإيراني بتطوير القدرات الصاروخية. في إشارة إلى اعتماد طهران على صاروخ محلي الصنع لإطلاق الأقمار الصناعية للفضاء.لكن الجمهورية الإسلامية رفضت ضغوطاً من جانب فرنسا وقوى أوروبية أخرى لإجراء محادثات بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية، بعدما هددت باريس بفرض عقوبات عليها.وشدد وزير الدفاع أمير حاتمي، أمس، على أن قدرات بلاده الصاروخية غير قابلة للتفاوض، رافضاً دعوة واشنطن إلى كبح تكنولوجيا الصواريخ والدخول في مفاوضات لإبرام معاهدة شاملة.وقال: "الأعداء يقولون إنه يتوجب القضاء على قوة إيران الصاروخية، لكننا قلنا مراراً إن قدراتنا الصاروخية غير قابلة للتفاوض".في موازاة ذلك، قال وزير الاتصالات محمد جواد أزاري جهرومي، إن طهران ستطلق قريباً قمراً صناعياً يطلق عليه اسم "الصداقة"، مشيراً إلى تشكيل لجنة بالقوات المسلحة لدراسة وتحديد أسباب فشل التجربة الأخيرة التي أجريت يناير الجاري. على صعيد آخر، حذر اللواء يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي، من أن بلاده تواجه "تهديدات مركبة"، وإحدى احتمالاتها أن إيران قد تواجه مصير فنزويلا التي تشهد اضطرابات سياسية واجتماعية.وقال صفوي إن إيران "تدرس استراتيجية الانتقال من الدفاع إلى الهجوم" إذا ما تعرضت لهذه التهديدات.ودعا صفوي إلى التحالف مع روسيا لمواجهة التهديدات المركبة، مشيراً إلى أن "ما حدث في فنزويلا"، خير مثال عن نوعية التهديدات. وتأتي الإشارة إلى أحداث فنزويلا والدعوة إلى التحالف مع روسيا في سياق الموقف الإيراني الداعم للنظام الحاكم في كاراكاس بوجه الانتفاضة الشعبية، وكذلك خشية قادة النظام من أن تؤدي الاحتجاجات الشعبية المتفرقة في البلاد إلى التوسع مجدداً بحيث تشكل تهديداً وجودياً على النظام.ويحذر كبار مسؤولي النظام الإيراني مما يطلقون عليه "الصيف الساخن" إثر احتمال عودة الاحتجاجات في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية على وقع العقوبات والضغوط الأميركية.ويربط خامنئي وكبار مسؤولي النظام، الاحتجاجات الشعبية المتفرقة والمستمرة بأشكال مختلفة والإضرابات العمالية وزيادة وتيرة نزول مختلف شرائح الشعب الإيراني إلى الشوارع للاحتجاج على سياسات النظام، بما يصفونها بـ"المؤامرة الخارجية".
هجمات إلكترونية
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إيران "تشن يومياً هجمات إلكترونية، على إسرائيل".وأضاف نتنياهو إن إسرائيل تراقب الهجمات، وتصدها. وتابع: "إيران تُهددنا بطرق كثيرة وخلال الـ24 ساعة الماضية، أطلقت تهديدات بتدميرنا، حيث قال الإيرانيون، إنهم سيطلقون صواريخ ستضرب مدننا، نحن نعي التهديدات، ولكنها لا تؤثر علينا لأننا نعلم قوتنا في الدفاع وفي الهجوم".40 عاماً على «عودة» الخميني
رغم خفوت الحماسة الثورية، وبروز الكثير من حركات المعارضة لنظام الجمهورية الإسلامية، يشهد ضريح المرشد الإيراني المؤسس آيه الله روح الله الخميني إقبالاً ملحوظاً من جانب زوار يحتفلون بذكرى عودته من المنفى إلى طهران في الأول من فبراير 1979.وبعد 40 عاماً على عودة الإمام الخميني إلى طهران، لا يزال مجيد حيدرنيق، أستاذ الفقه حالياً في مدينة قم المقدسة، يتذكّر كيف تسلّق "سياج جامعة طهران كي أتمكن من مشاهدة ما يحدث". وكان حيدرنيق من بين ملايين الأشخاص الذين احتشدوا في شوارع العاصمة الإيرانية، أملاً في رؤية الإمام الخميني عائداً إلى إيران بعد أكثر من 14 عاما أمضاها في المنفى.وقبل عشرة أيام فقط من ذلك التاريخ، كان الشاه محمد رضا بهلوي فرّ من إيران وسط انتفاضة شعبية عارمة كانت تتواصل منذ أشهر، وكانت البلاد تنتظر عودة الرجل الذي أطلق الثورة الإسلامية ليطوي صفحة 25 قرناً من الحكم الملكي. وفي الصورة زوار بمحيط ضريح الخميني جنوب طهران مطلع يناير الحالي (أ ف ب)