الجيش اللبناني يعد نفسه لحماية منصات «غاز المتوسط»

فرنسا لم توقف مساعداتها العسكرية... وتأهب شمالاً وشرقاً خوفاً من تسلل «النصرة»

نشر في 30-01-2019
آخر تحديث 30-01-2019 | 00:04
الحريري مستقبلاً السفيرة الأميركية لدى لبنان في القصر الحكومي أمس (دالاتي ونهرا)
الحريري مستقبلاً السفيرة الأميركية لدى لبنان في القصر الحكومي أمس (دالاتي ونهرا)
طمأن مرجع أمني رفيع، في حديث لـ«الجريدة»، إلى «متانة الوضع الأمني الداخلي في لبنان»، داعيا إلى «البقاء على الحذر، لأن الوضع في سورية غير مستقر».

وأضاف المرجع: «علينا أن نبقى يقظين، خصوصا بعد سيطرة جبهة النصرة الإرهابية على إدلب، وبالتالي لابد من إبقاء العين مفتوحة خشية تسلل الإرهابيين، لذلك عمدنا إلى تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود الشمالية الشرقية».

وتطرق إلى مسألة تسليح الجيش اللبناني والمساعدات العسكرية، قائلا: «عندما تأتي الدول الصديقة لمساعدتنا نحن نرحب، مثلا المساعدات العسكرية الأميركية للجيش تبلغ نحو 200 مليون دولار، وكل الدول الصديقة قدمت وتقدم مساعدات، والجاهزية لدى الجيش نتيجة تراكم سنوات من المساعدات والتدريب والتطوير، ولا شيء تحت الطاولة، كل شيء معروف وفوق الطاولة».

وتابع: «أما الكلام عن وقف المساعدات العسكرية الفرنسية، فالرد عليه هو أن الفرنسيين لم يقصروا في مساعدتنا، وفي الأسبوع الماضي زارنا وفد من القوات المسلحة الفرنسية، واتفقنا على مساعدات جديدة من تدريب وغيره».

واستدرك: «نحن لدينا توجه لتقوية قدراتنا البحرية، حيث اقترحت فرنسا على الجيش تخصيصه بقروض ميسرة بقيمة 300 مليون يورو، وهذا المبلغ سنستثمره في رفع قدرات الأسطول البحري، خصوصا أننا بحاجة إلى حماية منصات النفط والغاز في عرض البحر المتوسط، كون هذه الثروة الوطنية استراتيجية بالنسبة إلى لبنان». وأوضح أن «عقيدة الجيش اللبناني هي فعل يومي، ومنذ عام 1948 إسرائيل هي العدو، وأيضا الإرهاب التكفيري هو العدو، والحديث عن تغيير عقيدة الجيش لا يعيره الجيش أي اهتمام». وأذ أكد المرجع أن «مداولات المجلس الأعلى للدفاع تبقى سرية»، قال إن «هناك وضعا على الخط الأزرق افتعله العدو الإسرائيلي، ويحتاج إلى قرار من السلطة السياسية التي يخضع لها الجيش والأجهزة الأمنية، ونظرا لخطورة وحساسية الموقف جرى التباحث في الاجتماع الاخير للمجلس الأعلى للدفاع، الذي دام نحو ساعتين بكل الخيارات، وتحدث الجميع، حيث طرحت أفكار وقدمت تقارير».

وعما نقل عن وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان انه طلب من اسرائيل عدم توجيه ضربة الى لبنان قبل تشكيل الحكومة، لفت المرجع إلى أن «هذه العبارة ذكرها الإعلام الإسرائيلي، ولم يصدر رسميا عن الخارجية الفرنسية».

وتابع: «أما تقدير قيادة الجيش حول احتمال حرب إسرائيلية على لبنان فمن غير المسموح ألا يكون هذا الاحتمال قائما، لأن إسرائيل عدو، وإذا حصل خطأ غير محسوب من يستطيع القول إن الأمور لن تتطور».

وشدد على أن «الجيش اللبناني على جاهزية تامة في الجنوب، وعلى طول الخط الأزرق، والتنسيق ممتاز ويومي مع قوات اليونيفيل، ونفذنا مقررات السلطة السياسية، بحيث اتخذنا الاجراءات والتدابير العسكرية».

وحول موضوع الانفاق والجدار الاسمنتي الذي تقيمه إسرائيل، قال المرجع إنه «استثمار سياسي إسرائيلي، وفي عام 1923 رسّمت الحدود بين لبنان وفلسطين، وفي عام 1949 بعد احتلال فلسطين رسّمت لجنة الهدنة، التابعة للأمم المتحدة الحدود استنادا إلى ترسيم 1923، وبعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 حدد الخط الأزرق كخط انسحاب، ويومها جرى التحفظ عن 3 نقاط».

وأضاف: «مع التطور التقني لأدوات القياس والتحديد تبين وجود 13 نقطة متحفظ عنها، وبدأ البحث بهذا الملف في اللجنة العسكرية الثلاثية التي تجتمع في الناقورة، وحصل تقدم في الموضوع، وطلب من قيادة الجيش إكمال البحث في اجتماعات اللجنة، على أن تعود بالنتائج الى السلطة السياسية التي يعود إليها اتخاذ القرار النهائي، وما نبحثه في اجتماعات الناقورة هو النقاط الـ13 على الحدود البرية دون البحث في الحدود البحرية».

تحقيق بشأن «تسريب الأخبار» وسلام بـ «الوساطة» مع إسرائيل

أظهر المرجع الأمني استياءه مما نشر في صحيفة «الأخبار» عن مداولات المجلس الأعلى للدفاع، كاشفاً عن «فتح تحقيق رسمي لفضح من سرب محضر الاجتماع إلى الصحيفة». ولفت المصدر إلى أن «مداولات المجلس سرية، ولا يجوز أن تصبح مادة صحافية». وأكد المصدر أن «التنسيق ممتاز ويومي مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)»، مشيرا إلى أن «كل الأمور الخلافية مع إسرائيل تبحث في إطار الاجتماع الثلاثي الذي يعقد في الناقورة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي برعاية أممية». وقال: «لا كلام مباشرا بيننا وبين الإسرائيلي حتى يمر السلام عبر الوسيط الأممي».

back to top