على مدى يومين حافلين استضافت ندوة القرين عدداً كبيراً من المفكرين والباحثين العرب في مناقشة موضوع شديد الأهمية وهو الإعلام الجديد الذي يضم بين جنباته كل ما يتصل بثورة الاتصالات وكل الوسائل الحديثة التي أسهمت وتسهم في حفر قنوات التوصيل الإعلامي بسرعة مذهلة، وتشكل وعي أجيال تتسع الهوة بينها وبين الأجيال التي سبقتها.الأخطر أن الإعلام التقني الحديث أصبح أداة فاعلة على نطاق واسع في تشكيل تيارات شعبوية في كثير من المجالات الاجتماعية والسياسية، ما ينبئ عن دخولنا إلى عصر يصبح فيه الإعلام فاعلاً في التغيرات الاجتماعية ربما بأكثر مما نتخيل.
تنوعت الأوراق التي جاءت من تخصصات مختلفة: الإعلام، والدراسات الثقافية، والدراسات الأدبية، والدراسات القانونية، وغيرها مما حفلت به جلسات الندوة. كذلك تنوعت مشارب المشاركين في الندوة وثقافاتهم، لتثري الحضور برؤى مختلفة. حضر الدكتور سيد عبد الله من جامعة ميريلاند الأميركية، والدكتور وائل فاروق من الجامعة الكاثوليكية بميلانو بإيطاليا، وشاركت الدكتورة سعاد العنزي من جامعة الكويت، والدكتور أسامة البحيري من جامعة طنطا، والدكتور محمد حبيبي من جامعة جازان بالسعودية والدكتور عيسى إدريس من سورية، والدكتور علي العنزي الناقد الكويتي وعميد معهد الفنون المسرحية، وأساتذة أفاضل من جامعات عربية مختلفة. والظاهرة الإيجابية في ظني وجود أوراق من كتاب وكاتبات متخصصين في الفنون والسرد بعيداً عن الوسط الأكاديمي، فنجد أوراقاً معمقة ومهمة للكاتبة والروائية السودانية آن الصافي، والموسيقي والفنان التشكيلي المصري حسن زكي، والكاتب الصحافي والروائي والشاعر وليد علاء الدين، والروائي والشاعر الكويتي حمود الشايجي، وغيرهم من المنخرطين في العمل الإبداعي ليقدموا جميعاً صورة واضحة عن أثر الإعلام الجديد في مجالات إبداعهم.مسألة الإعلام إذن تخصنا جميعا وتؤثر في كل ما نفعل في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة. وكي تكتمل الفائدة ستُطبع أبحاث الندوة في كتاب يصدر قريباً عن المجلس الوطني للثقافة والفنون بالكويت وهو الراعي الأساسي لاحتفالات القرين عموماً. بقيت كلمة حق وتحية توجه إلى شعلة النشاط التي أحاطت بالندوة تنسيقاً وإدارة، وأعني اللجنة المنظمة للندوة وعلى رأسها الدكتور محمد الرميحي.
توابل - ثقافات
تنوير : القرين والإعلام الجديد
31-01-2019