سامي محمد: الإبداع لا يمكن اصطياده مهما تعددت الثقافات
شارك في ندوة جمعية الخريجين مع المخرج حبيب والتشكيلي شرف
شارك النحات والتشكيلي الكبير سامي محمد، والمخرج السينمائي حبيب حسين، والفنان محمد شرف، في ندوة "الإبداع في خدمة الفن والثقافة".
أقامت جمعية الخريجين بالتعاون مع جمعية انعكاس ندوة بعنوان "الإبداع في خدمة الفن والثقافة" بمقر جمعية الخريجين، تحدث فيها الفنان القدير سامي محمد، والمخرج السينمائي حبيب حسين، والفنان محمد شرف، وأدارت الندوة سهيلة النجدي.استهلت الفنانة النجدي حديثها عن فكرة الندوة، وقالت إن الإبداع هو إنتاج ذاتي، يعكس فكر المبدع وإبداعه، ويحاول أن يظهره من خلال مفاهيم بصرية وسمعية وكتابية، وذلك الإنتاج هو الذي يميّز الشخص المبدع، مشيرة إلى أن الجميل في الندوة أن يتحدث فيها ثلاثة أجيال من الفنانين في الكويت. وبدأ الفنان القدير سامي محمد حديثه بقوله إن الإبداع لا يمكن اصطياده مهما تعددت الثقافات، فالإبداع محاكاة داخل الإنسان، وإصراره على أنه يعطي شيئا، واستعرض فكرة عمله "الشلل والمقاومة" وقال إنه بدأ بفكرة بسيطة، محاولا أن يضع فيه كل المخزون الذي لديه، ويتمثل بالقدرة الحرفية، وأيضا المخزون الإبداعي، لافتا إلى أن "الإبداع هو شيء داخلي ويكون مع العمل نفسه، وفي العمل الفني يجب أن تتوافر شروط عدة".
واستعرض أعماله" صبرا وشاتيلا"، الذي تكمن فكرته في حدث سياسي، وأيضا "الصناديق" الذي يقول عنه إنه مشروع كبير أخذ مجهودا، وأكد أن الفكرة هي جوهر الإبداع، وفي المقابل يجب أن يكون هناك شخص مقابل يقدر هذا الإبداع، أو يقدر العطاء الموجود في الثقافة والفنون والموسيقى وغيرها. من ناحية أخرى قال سامي محمد إنه يحضّر لمعرض قادم، مؤكدا أن الناس سيفاجأون به.
أدوات ثقافية
من جانبه، قال المخرج السينمائي حبيب حسين: "لكل عصر أدواته الثقافية وأقنيته المستخدمة في التواصل بين أفراده، ولا شك في أن العصر الذي نعيشه باتت الصورة تقف خلف الكثير من الأفكار، فضلا عن تأثيرها في تشكيل خبرات وتحديد مواقف المتلقي إزاء ما يحيط به من مجريات اجتماعية سياسية اقتصادية، وإذا كانت الصورة الجامدة تغني عن ألف كلمة، فلنا أن نتصور تأثير الصورة المتحركة أو السينمائية التي تحتوي على مئات وآلاف الصور".وتابع حديثه: "الفيلم السينمائي يجمع بين الأدب والفن والتكنولوجيا، وفي كتابة النص والسيناريو لا يمكن إنتاج فيلم من دون نص مكتوب يترجم إلى مشاهد بواسطة المخرج، بعد هذه المرحلة يتم الاستعانة بفن الدراما، وفن التصوير والإضاءة، أي تشكيل الصورة، فالفنان التشكيلي يرسم بريشته ومدير التصوير يرسم بعدساته وكاميراته يحتضن الفن السابع، وأيضا فن تصميم الديكور والموسيقي وغيرها.ومع تطور الأفكار السينمائية كان لا بد من الاستعانة بالتكنولوجيا لإنتاج أفلام الخيال العلمي مثلا، فتم إنتاج أفلام باهرة وفي فترة زمنية قياسية، وأصبحت تكنولوجيا المؤثرات الخاصة البصرية والسميعة عنصرا رئيسيا في صناعة السينما إلا ما ندر... لا بد من التذكير هنا بأن كل العناصر التي تدخل في صناعة الفيلم السينمائي مهما كانت متطورة ومكلفة لا يمكن أن ينجح من دون سيناريو جيد ومقنع، كما قال المخرج العبقري الفريد هيتشكوك". وتحدث الفنان التشكيلي محمد شرف عن بداية في المجال واستعرض للحضور مجموعة من البوسترات التي صممها كمصمم جرافيك، لافتا إلى أن ثقافة البوستر ليست رائجة في المجتمع الكويتي وفكره، حينها كيف نترجم البوستر إلى شيء له علاقة بحياة الكويتيين اليوم؟وأضاف أن بدأ بوضع الأعمال التي يصممها على وسائل التواصل الاجتماعي التي أخذت طابعا اجتماعيا وسياسيا، وكانت بمنزلة ردة فعل للأمور التي تحدث.وأشار شرف إلى أن يجب أن يتضمن البوستر رسالة واضحة، مضيفا أنه في بعض الأحيان يأخذ المواضيع الجادة بطريقة فكاهية، وموضحا أن هذه الطريقة تساهم في وصول الرسالة بصورة أكبر وأشمل.وعن تجربته في الكتب الممنوعة بالكويت يقول شرف: قمت بتصميم 200 شاهد لكتب مُنعت ووضعتها في مقر معرض الكويت للكتاب، وتابع شرف أن العمل أزيل، لكنه وصل إلى شريحة كبيرة من الناس ودائرة أكبر من الدائرة التي يقدر أن يصل إليها، معلّقا أن ذلك بالنسبة له من أفضل النتائج التي حققها. واشتملت الندوة على عرض فيلم الوثائقي "الفن التشكيلي" من إخراج حبيب حسين.
الفيلم السينمائي يجمع بين الأدب والفن والتكنولوجيا حبيب حسين