روحاني: لست المسؤول عن «أصعب أزمة» منذ 40 عاماً

قائد «الحرس الثوري» يزور جزيرة أبوموسى... والجيش يهدد واشنطن وبعض الدول الخليجية

نشر في 31-01-2019
آخر تحديث 31-01-2019 | 00:05
روحاني وإلى جانبه حسن الخميني داخل ضريح الخميني في طهران أمس (أ ف ب)
روحاني وإلى جانبه حسن الخميني داخل ضريح الخميني في طهران أمس (أ ف ب)
دافع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن حكومته وحمّل الولايات المتحدة المسؤولية عما وصفه بـ «أكبر ضغط وأزمة اقتصادية» منذ قيام النظام، في حين هدد الجيش الإيراني الولايات المتحدة وبعض دول المنطقة بالتزامن مع تأكيد قائد «الحرس الثوري» تمسك طهران بـ3 جزر متنازع عليها مع الإمارات في مياه الخليج.
حمّل الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة المسؤولية عما وصفه بـ «أصعب أزمة» تواجهها بلاده منذ قيام نظام الجمهورية الإسلامية.

وقال روحاني، خلال كلمة عند تجديده للعهد أمام ضريح قائد الثورة آية الله الخميني، في العاصمة طهران أمس: «تواجه البلاد اليوم أكبر ضغط وأزمة اقتصادية منذ 40 عاما»، مضيفا أن «المشاكل الأساسية التي تعيشها إيران سببها مؤامرات أميركا، ولا يجب إدانة حكومة الجمهورية الإسلامية بدلاً من أميركا، هذا أكبر أذى يمكن أن يحصل».

ورأى أن الولايات المتحدة خسرت حربها السياسية والقانونية ضد إيران، فلجأت إلى شن حرب اقتصادية.

ورداً على منتقدي «الاتفاق النووي» المبرم في 2015 والذي انسحبت منه واشنطن بشكل أحادي مايو الماضي، قال روحاني: «إن أساس الاتفاق كان في مصلحة البلاد»، مشيراً إلى موقف الدول الأوروبية التي تتمسك بـ «الاتفاق»، وترفض موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

واعتبر أن الولايات المتحدة التي أعادت فرض عقوبات اقتصادية خانقة على طهران «ناكصة للعهود. ليس معنا فقط، بل مع أوروبا والصين ونافتا واتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ».

وأنهى كلمته بالدعوة إلى «الوحدة»، قائلا إن الخميني ما كان يولي جل اهتمامه للقوى الأجنبية بل إلى «الخلاف» الداخلي.

تهديد الخليج

في غضون ذلك، حذّر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الولايات المتحدة، وبعض الدول الخليجية من أنها ستتلقى «رداً قاصما» لو حاولت الاعتداء على إيران.

واعتبر باقري، في كلمة ألقاها أمس الأول، خلال ملتقى تكريم ذكرى مقتل شقيقه حسن باقري، أن «إيران أصبحت القوة المتفوقة في المنطقة، لكنها مع ذلك تتحدث بعدالة وشجاعة عن مواقفها الصائبة والمبدئية، وتقول بصراحة إنها لا تطمع في أراضي الغير».

وقال: «لقد شحن البعض كل طاقاتهم للإطاحة بالحكومة الشرعية في سورية، في حين يسعون الآن لاستئناف أنشطة سفاراتهم لدى دمشق».

في موازاة ذلك، أكد قائد «الحرس الثوري» اللواء محمد جعفري أن الجزر الثلاث التي تطالب بها الإمارات في مياه الخليج جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية، لافتا إلى أن القوات المسلحة ستدافع عن كل شبر منها دون أي تردد.

وأضاف جعفري، الذي وصل على رأس وفد عسكري رفيع من الحرس في زيارة تفقدية عسكرية لجزيرة أبوموسى المطلة على مضيق هرمز، وإحدى الجزر الثلاث المتنازع عليها مع الإمارات، أن «أبوموسى تعتبر قلب إيران النابض في مياه الخليج»، وأن «الحرس» سيواصل تعزيز القدرات العسكرية فيها.

وأعرب عن اعتقاده بأن تحريض دول الجوار ضد الجمهورية الإسلامية، لن «يجدي نفعاً» في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.

وكان وزير الخارجية محمد جواد ظريف قال أمس الأول إن تصرفات الإمارات دخلت مرحلة جديدة باتت فيها غير مقبولة كليا من جانب طهران.

تصنيع أسلحة

وغداة تأكيد طهران أنها لن تسعى إلى زيادة مدى صواريخها البالستية المثيرة لقلق الولايات المتحدة وأوروبا، كشفت وزارة الدفاع الإيرانية عن تصنيع «صاروخ أخكر» وطائرة مسيرة «درون» أطلقت عليها اسم «كمان 12»، وذكرت أن بإمكانها التحليق فترة 10 ساعات ولمسافة بطول 1000 كم أو الذهاب فقط مسافة 2000 كم، وهي قادرة على نقل شحنة زنتها 100 كغم.

وقالت وكالة أنباء «تسنيم»، إن «أخكر» يعد أحدث صاروخ يطلق بواسطة الطائرات المسيرة، مشيرة إلى أن الصاروخ يطلق من مسافة 30 كم وهو مزود بمحرك «ميكروجت».

خلاف أميركي

وأكد مدير الاستخبارات الأميركية دان كوتس أن طهران لا تعكف، وفق المعلومات المتوفرة لديه، على تطوير قنبلة نووية.

وقال كوتس، ضمن المعلومات التي أدلى بها أمس الأول أمام جلسة استماع للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي: «لا نعتقد أن إيران تقوم حالياً بأنشطة أساسية نرى أنها ضرورية لصناعة سلاح نووي».

وبذلك يعارض مدير الاستخبارات الأميركية رئيسه ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، وهما يعتبران المعلومات التي تؤكد أن إيران لم تتوقف أبداً عن السعي لصناعة قنبلة نووية، معلومات صادقة.

وعزز موقف كوتس ما قالته مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي ايه» جينا هاسبل من أن إيران لا تزال ملتزمة شروط الاتفاق النووي المبرم عام 2015 رغم انسحاب واشنطن منه.

غير أن كوتس أكد في الوقت ذاته صحة تقديرات الحكومة الأميركية فيما يتعلق بأن طهران تشارك في ألاعيب، من بينها دعم الثوار الحوثيين والمتطرفين الشيعة في العراق.

وكانت المعلومات التي تتهم طهران بالسعي لصناعة قنبلة نووية، جزءا من الأساس الذي اعتمد عليه ترامب في قراره إنهاء إشراك الولايات المتحدة في «الاتفاق النووي» مع إيران.

في سياق آخر، أكدت وزارة الخارجية البحرينية أن تصريحات المتحدث باسم وزارة خارجية إيران بهرم قاسمي بشأن أحكام القضاء في المملكة «تعكس الطبيعة العدوانية المتأصلة للنظام في إيران ونهجه في عدم احترام مبادئ العلاقات الدولية وحسن الجوار».

إلى ذلك، أعلنت جماعة «جيش العدل» السنية المتشددة مسؤوليتها عن انفجارين في مدينة زاهدان في جنوب شرق إيران أسفرا عن إصابة ثلاثة من ضباط الشرطة.

وقالت الجماعة، في بيان، إنها استهدفت مركزا للشرطة بـ»قنبلتين قويتين»، مما دمر سيارة ودراجة نارية تابعتين للشرطة.

«جيش العدل» تتبنى انفجارين بإيران... والمنامة تشجب تدخل طهران بـ«قضاء المملكة»
back to top