بعد أقل من 24 ساعة على إعلان السلطات السودانية إطلاق جميع الأشخاص الذين قبض عليهم خلال التظاهرات الأخيرة المناهضة لسياسة الرئيس عمر البشير، اعتقلت قوات الأمن مريم الصادق المهدي، نائبة رئيس "حزب الأمة" الرئيسي المعارض، أمس ساعات، في حين تزيد السلطات من قمعها للتظاهرات المناهضة للحكومة التي هزّت البلاد منذ 19 ديسمبر، عندما نزلت حشود غاضبة إلى الشارع للاحتجاج على زيادة الحكومة سعر الخبز ثلاثة أضعاف. وتنامت التظاهرات لتتحول إلى احتجاجات مناهضة للحكومة تطالب البشير بالتنحي.وألقت عناصر من جهاز الأمن والمخابرات الوطني النافذ القبض على مريم من منزلها وفق ما أكدت شقيقتها رباح، التي قالت: "صباح اليوم الأربعاء، حضرت سيارتان تتبعان لجهاز الأمن والمخابرات، وأخذت مريم الصادق من منزلها من دون أن يبرزوا مستند استدعاء وحتى الآن لم تعد ولا نعرف عنها شيئاً".
وفي تغريدة مقتضبة، عبر حساب "حزب الأمة" على "تويتر"، أكد الحزب اعتقال مريم المهدي. ولاحقاً، تمّ الإفراج عنها.وعادت مريم المهدي إلى البلاد، في 16 نوفمبر الماضي، بعد غياب استمر أكثر من 7 أشهر، قضتها متجولة مع والدها، بين العاصمة المصرية القاهرة، والإثيوبية أديس أبابا، والبريطانية لندن.وكنائبة لرئيس حزب الأمة، نظمت مريم المهدي دورياً فعاليات مناهضة للبشير.ويدعم والدها، آخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطياً للسودان، حركة التظاهرات المطالبة بإنهاء حكم البشير المستمر منذ ثلاثة عقود.وكانت وزارة الإعلام أوضحت في بيان أن مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق صلاح قوش "أصدر قراراً بإطلاق جميع المعتقلين في الأحداث الأخيرة".وتقول منظمات غير حكومية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن جهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي يمارس القمع منذ بداية التظاهرات، يعتقل أكثر من ألف متظاهر وقادة للمعارضة وناشطين وصحافيين.واعتقل المئات من المحتجين والناشطين وشخصيات من المعارضة منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء السودان. ورغم اطلاق المعتقلين، تظاهر نحو 300 أستاذ ومحاضر داخل حرم "جامعة الخرطوم"، أمس، احتجاجاً على نظام البشير.وقال الناطق باسم "مبادرة أساتذة ومحاضري جامعة الخرطوم" ممدوح محمد الحسن: "نفذ أكثر من 300 من أساتذة جامعة الخرطوم اعتصاماً داخل مباني الجامعة" أمس. وأضاف أن "531 أستاذاً ومحاضراً في جامعة الخرطوم وقعوا مبادرة جامعة الخرطوم التي تتضمن مجموعة من المطالب". وأوضح أن من "أهم مطالبها قيام حكومة انتقالية".وتجددت الاحتجاجات، أمس الأول، واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات المتظاهرين في حي بري في الخرطوم وكذلك المئات الذين تجمعوا في مدينة أم درمان المجاورة.وفي بورتسودان في شمال شرقي البلاد تظاهر المئات من قبائل البجا للمطالبة باستقالة الرئيس عمر البشير، ولإحياء ذكرى مقتل 21 شخصاً من مدينتهم سقطوا قبل 14 عاماً خلال مواجهات مع الشرطة.
دوليات
الأمن السوداني يعتقل ابنة الصادق المهدي ساعات
31-01-2019