المشروع المنقذ
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
الإصلاحات الجزئية التي ذكرها الصندوق وقامت بها الحكومة مثل تحويل الإجراءات الإدارية إلى تعاملات إلكترونية، والتقليل التدريجي للدعوم كلها "ترقيعات" مؤقتة لن تجدي في النهاية، ولا يختلف الأمر في المراهنة على القطاع الخاص بصورة مجملة في تحمل عبء التخفيف عن الباب الأول، فهو في دولة الريع، تابع لإنفاق القطاع العام، وأصحابه هم القطط السمان.في مثل هذه الظروف، على السلطة أن تنظر بجدية أكثر لمشروع الجزر وطريق الحرير كمورد محتمل رديف للدخل العام. قد يبدو هذا الحديث غريباً ومستهجناً، فهي السلطة ذاتها التي طرحته بداية، فكيف نطلب منها الجدية في تقبله؟! السبب للعارفين ببواطن الأمور أن عدداً من رموز السلطة وجدوا في المشروع باباً للسخرية والإلهاء السياسي فيما بينهم، يرونه كما يصوره أبطال مسلسل درب الزلق لمشروع حسين في بيع لحم كلاب للسوق، وهذا محزن. أيضاً يفترض أن يبادر القائمون عليه بتوضيح الكثير من الأمور الغامضة في المشروع وإزالة ما يبدو متعارضاً فيه، ومثل ملاحظات النائب أسامة الشاهين في لقائه مع جريدة الراي يجب أن يُلتفت إليها. ليس هناك ثمة خيارات مريحة لتحقيق موارد إضافية للدخل العام، وأمامنا حالة فنزويلا اليوم التي هي في الواقع أغنى من دولنا بثرواتها الطبيعية، فلنفكر بمسؤولية في هموم الغد القريب، قبل أن يبدأ أولادنا وبناتنا بالنباح.