فشل البتكوين ينهي فرصة تطوير عملة افتراضية لا مركزية

بات من الشائع في إعلانات تسويق العملات الافتراضية البديلة لبتكوين قراءة عبارات مثل "نحن مثل بتكوين ولكن مع مميزات إضافية" "We’re like Bitcoin, but with features X,Y, and Z".

وفي أغلب الأحيان يشير مروجو بدائل البتكوين الى أن البتكوين عملة افتراضية بطيئة وعتيقة تفتقر إلى سمات متقدمة مثل الخصوصية والعقود البارعة أو رخص الصفقات، ولكن بالنسبة الى خبير الرياضيات في بلوك ستريم أندرو بولسترا هناك ثمة سبب وراء ما يطرح بخصوص افتقاد عملة بتكوين إلى بعض المميزات.

وفي مقابلة مع دوغلاس تامان في برنامج حديث مونيرو في الشهر الماضي شرح بولسترا الفوارق المهمة بين الكيفية التي ينظر بها مستخدمو البتكوين إلى هذه العملة وإلى عدد لا يحصى من العملات الافتراضية البديلة لها. ونظراً لأن هذه المحادثة جرت حول البدائل، فإن الكثير من النقاط التي طرحها المتحدث كانت قد تركزت حول ميزة الخصوصية، ولكن ما طرح يمكن أن يتوسع ليشمل أي ميزة أخرى قد تكون طورتها أي من العملات الافتراضية الأخرى.

نقطة رئيسية، طرحها بولسترا خلال مناقشته مع تامان، تناولت التركيز الشديد على عنصري السلامة والاستقرار اللذين يميزان بتكوين. إذ أوضح بولسترا "أننا في بتكوين نهتم كثيراً باستقرار وقوة وطول أجل التجارب الرقمية – على حساب الخصوصية في أغلب الأحيان (أو الآن على الأقل) والكثير من الجوانب التي يركز عليها مطورو بتكوين تركز على تحسين هذين العنصرين، وهم يحاولون الحفاظ على الوضع الراهن للنظام فيما يتعلق بالافتراضات اللازمة للتحقق من سلامتها".

ويشير بولسترا هنا إلى المقولة الدارجة بأن بتكوين هي نوع من الذهب الافتراضي أو الرقمي. وكما قال ونسز كاسارس عضو مجلس إدارة بي بال في الماضي، فإن الفكرة هي أن تصبح بتكوين في نهاية المطاف عملة عالمية ومخزناً للقيمة ووسيطاً في التبادل والصرف.

عند هذه النقطة من الحوار سأل تامان متى يقرر مجتمع بتكوين الابتعاد عن الجذور الفوضوية للعملة، إذ إن الآخرين يولون ميزة الخصوصية أهمية تفوق أي شيء آخر. ورد بولسترا بقوله "إن الفارق المهم بين ما تقوم به بتكوين وما تقوم به الكثير من العملات الافتراضية الاخرى هو أننا في بتكوين لا ندمر النظام".

وفي وقت لاحق قال خبير الرياضيات في بلوك ستريم "إن معظم عمالقة بتكوين الذين أعرفهم لا يتصفون بعدم الخصوصية – بل على العكس – لكنهم ينظرون إلى بتكوين الآن مثل تقنية ناشئة، لكنها تقنية أكبر من أن تفشل، أو ربما لا ينبغي أن نتسبب في فشلها وهي أشبه بسابقة تتفوق على ما عداها". ومضى بولسترا إلى حد القول إنه من وجهة نظره فإن العالم لن يحصل على فرصة أخرى لتطوير فكرة لا مركزية العملة الافتراضية في حال فشلت بتكوين.

بحسب بولسترا توجد أيضاً رغبة في خفض تكلفة المشاركة في شبكة بتكوين عبر جهد يهدف إلى الحفاظ على المستوى المناسب من اللامركزية. وقال بولسترا "نحن نهتم كثيراً ببلوغ الحد الأقصى من انتشار الشبكة ومزايا من هذا القبيل بقدر يفوق اهتمام العملات الأصغر التي لا تهتم باتساع نطاق المبادلات لصالح الخصوصية.

وأضاف بولسترا قائلاً، أن هناك المزيد دائماً من مستخدمي بتكوين بقدر يفوق نمو أي شبكة عملة افتراضية أخرى، لذلك فإن قاعدة هذه العملة أكبر بقدر واسع من أي من العملات الافتراضية التي لم تحقق أرضية واسعة حتى هذه اللحظة.

وهذه المخاوف المتعلقة بنمو الحجم، شكلت سبباً رئيسياً لحروب الحجم التي سادت في الفترة من سنة 2015 إلى 2017 وبلغت ذروتها في نهاية المطاف بخلق بدائل بتكوين مثل بتكوين كاش (التي ألحقت الضرر ببتكوين في الأجل القصير).

واللافت أن مؤسس بتكوين ساتوشي ناكاماتو علق ذات مرة قائلاً، إن مستخدمي نظامه الرقمي النقدي قد "يزدادون طغياناً" في نهاية المطاف إزاء هذه المسألة.

من جهة أخرى، قال بولسترا في مقابلة حديث مونيرو "إننا لن نتقبل حتى أي تراجع طفيف في الأداء". ولاحظ أيضاً أن من الصعب إرجاع التغييرات التي حدثت لبتكوين وهذا هو السبب وراء وجود رغبة في الانتظار لنتائج البحث، فقد يكتشف أحدهم في نهاية المطاف طريقة أكثر فعالية بقدر أكبر تضيف ميزة جديدة أو يبتكر فكرة جديدة بعد أشهر أو سنوات من إضافة الميزة. والتحسن في مستوى الخصوصية المعروف باسم العمليات السرية يشكل نموذجاً مفيداً في هذا السياق، فهو طريقة أكثر فعالية من أجل تنفيذ هذا التحسن، الذي نشر من جانب باحثين بمن فيهم بولسترا في عام 2017.

وعلى الرغم من أن وتيرة التقدم قد تبدو بطئية جداً من وجهة نظر مراقب خارجي، فإن هناك الكثير من التقدم الذي تحقق في تطوير بروتوكول بتكوين عبر السنوات.

وعلى سبيل المثال يمثل تشغيل شبكة البرق Lightning Network رد بتكوين على القول، إن العملات الأخرى أسرع وأرخص (وكانت قد تخطت دفعات بعضها في أحد المتاجر أون لاين) كما أن بولستر قام بعرض للتطورات المرتبطة بالخصوصية بالنسبة الى بتكوين مثل توقيع شنور وتابروت.

● كايل توربي - مجلة فوربس