روسيا تسعى لخفض التوتر بين إيران وإسرائيل

واشنطن تقلل أهمية «آلية التجارة» الأوروبية لكنها تبقي الضغط

نشر في 01-02-2019
آخر تحديث 01-02-2019 | 00:09
إيرانيات في انتظار وصول صحافية من أصول إيرانية إلى مطار الخميني في طهران أمس الأول بعد إطلاق واشنطن سراحها أخيراً (أ ف ب)
إيرانيات في انتظار وصول صحافية من أصول إيرانية إلى مطار الخميني في طهران أمس الأول بعد إطلاق واشنطن سراحها أخيراً (أ ف ب)
أكد مصدر دبلوماسي إيراني، لـ «الجريدة»، أن طهران أبلغت موسكو أنها لن تقف مكتوفة الأيدي بعد الآن حيال الضربات الإسرائيلية التي تستهدفها وحلفاءها في سورية، وأن أي ضربة إسرائيلية مقبلة ستواجَه برد عنيف.

وأضاف المصدر أن الإيرانيين أعربوا لموسكو عن امتعاضهم الشديد لعدم التزامها بالاتفاق الأميركي ـــ الروسي ـــ الإسرائيلي الذي قبلت به طهران، على أساس أن روسيا ستضمن أمن القوات الإيرانية في حال ابتعدت 40 كيلومتراً عن خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل، غير أن موسكو تكتفي بإبلاغ الإيرانيين بالمواقع التي ستستهدف من جانب إسرائيل لإخلائها.

وأكد المصدر أن طهران أخبرت موسكو أنها لن تلتزم بهذا الاتفاق بعد الآن، وأنها ستعود إلى المناطق داخل حزام الـ 40 كيلومتراً.

وكشف أن موسكو طلبت من طهران التريث حتى تناقش الموضوع مع تل أبيب، في محاولة لخفض التوتر والتوصل إلى صيغة جديدة للتفاهم، مؤكداً أن زيارة المبعوث الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرانتبيف لإسرائيل جاءت لهذا الغرض.

وقال المصدر إن الأجهزة الأمنية التابعة لحزب الله في لبنان رصدت تحركات غير عادية للإسرائيليين في المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع لبنان وسورية، وهو ما أثار شكوكاً بأن إسرائيل يمكن أن تحاول القيام بعملية عسكرية واسعة ضد إيران وحلفائها في دمشق أو بيروت، وعليه فإن جميع القوات الموالية لإيران في سورية ولبنان بدأت تجهز نفسها للمواجهة، وتم تسليمها هي والحزب كميات كبيرة من السلاح.

في سياق آخر، وبعد أشهر من التأجيل والتعثر للخطوة التي تهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، عقب انسحاب الولايات المتحدة منه وإعادتها فرض عقوبات خانقة على طهران، أطلقت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، أمس، «قناة مالية خاصة» لمساعدة الشركات الأوروبية، التي لديها مصالح تجارية في إيران، على تفادي استهداف واشنطن لها.

ووفق ما ذكرت «الجريدة» منذ أيام، تقرر أن يكون مقر الهيئة، التي أطلق عليها «إينتكس» في باريس، وسيترأسها مسؤول مصرفي ألماني بارز، وستعمل كبورصة تبادل أو نظام مقايضة متطور.

وفي وقت استبعدت مصادر دبلوماسية أن تتمكن تلك «الهيئة الأوروبية» الجديدة من تمرير معاملات تجارية كبيرة، أكدت طهران أنها تحتاج إليها للإبقاء على الاتفاق النووي قائماً.

ورحب نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بحذر، مؤكداً أن «القناة المالية خطوة أولى من جانب الأوروبيين للوفاء بالتزاماتهم تجاه الاتفاق»، معرباً عن أمله «أن تغطي جميع السلع والمواد».

في المقابل، حذرت واشنطن الأوروبيين، وقالت السفارة الأميركية، في ألمانيا، إنها تسعى للحصول على تفاصيل إضافية بشأن «القناة التجارية» التي لا تستخدم الدولار.

وذكر متحدث باسم السفارة: «كما أوضح الرئيس ترامب، فإن الكيانات التي ستشارك في أنشطة خاضعة للعقوبات مع إيران ستواجه عواقب وخيمة»، لكنه أضاف: «لا نتوقع أن يكون لآلية المدفوعات الخاصة أي تأثير على حملتنا لممارسة أقصى قدر من الضغوط».

back to top