واصلت المؤسسات والهيئات الكويتية نشاطها المتجدد في مد يد المساعدة للاجئين والنازحين والمحتاجين بالمنطقة ودعم جهود التنمية بالقارة الافريقية وسط إشادة دولية بجهودها خاصة تجاه الأشقاء السوريين.

وتركزت المساعدات التي قدمتها المؤسسات الكويتية خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة في سوريا وتركيا واليمن وقطاع غزة والسودان وبنين وتوغو وتنوعت بين جهود إغاثية وأخرى صحية وتنموية.

Ad

فمن جانبه رحب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان بمساهمة الكويت بمبلغ أربعة ملايين دولار أمريكي لتمويل مشروعات تعمل على تحسين حياة السوريين المحتاجين ويعود نفعها على حوالي 20 ألف شخص في أنحاء البلاد.

وأوضح البيان ان الدعم الكويتي لبرنامج الأغذية العالمي سيساعد في جهود إعادة تأهيل الأصول المجتمعية الحيوية في المناطق الريفية ما يساهم في تمكين صغار المزارعين من زيادة إنتاجهم.

وأضاف انه من المقرر أن يستخدم البرنامج المساهمة الكويتية أيضا في توفير التدريب المهني لمن هم قادرون على العمل.

وقالت الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا كورين فليشر ان هذه المساهمة المقدمة من الكويت ستدعم جهود البرنامج لمساعدة الأسر السورية على التعافي من الأثار المدمرة المترتبة على النزوح وإعطائهم الفرصة لإعادة بناء حياتهم تدريجيا.

بدوره ذكر مدير برنامج الأغذية العالمي في الإمارات العربية المتحدة وممثله لدى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي مجيد يحيى ان "الكويت من الدول التي تلتزم دوما بدعم برنامج الأغذية العالمي في الشؤون الإنسانية".

وأضاف ان هذا الدعم "سيصنع فرقا حقيقيا في حياة الأسر السورية التي فقدت الكثير وما زالت تعاني في الوقت الذي تكافح فيه بلادهم للتعافي".

وفيما يتعلق بالأشقاء السوريين أيضا قامت (جمعية النجاة الخيرية) الكويتية بتوزيع مساعدات انسانية على اللاجئين السوريين في مدينة (شانلي أورفا) جنوب تركيا.

وقال رئيس قطاع الموارد والإعلام بالجمعية عمر الثويني في بيان تلقته وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان وفد الجمعية الاغاثي الذي ضم 35 متطوعا ومتطوعة أطلق حملته (دفئا وسلاما) لمساعدة أكثر من عشرة آلاف لاجئ سوري.

واوضح الثويني ان المساعدات متنوعة حيث شملت توزيع كسوة الشتاء والمواد الغذائية والبطانيات والخيام ووسائل التدفئة وغيرها من الاحتياجات الضرورية لاسر اللاجئين.

واشار الى ان هذه الحملة جرت بالتعاون والتنسيق مع وزارتي الشؤون والخارجية بالكويت مؤكدا حرص الجمعية على الحضور والإشراف وتوثيق كافة فعالياتها وانشطتها.

من جهة اخرى ذكر الثويني ان الفريق الكويتي أجرى زيارة تفقدية لمدارس (جمعية النجاة الخيرية) بتركيا والتي بلغت خمس مدارس تضم آلاف الطلبة والطالبات من اللاجئين السوريين حيث تم من خلالها توفير جميع الوسائل التعليمية الحديثة وتكريم الطلبة الفائقين.

كما كشف عن عزم الجمعية انشاء 25 مدرسة جديدة في تركيا تستوعب اكثر من 35 ألف طالب لافتا الى وجود مدرستين قيد الإنشاء.

من جانبه قال مدير ادارة التعليم الخارجي بالجمعية ابراهيم البدر ان الوفد سيجري برفقة محافظ (شانلي أورفا) عبدالله ايرين زيارة في وقت لاحق لدار (محمد الأيوب) لليتيمات والتي تكفل 70 يتيمة سورية كفالة شاملة.

واعتبر البدر ان دار اليتيمات تعد من المشاريع الرائدة على صعيد الاسهام الكويتي والتي تسعى بشكل فعال الى توفير العناية الكاملة لشريحة الأيتام من تعليم وصحة وتربية وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

جاء ذلك في وقت حث مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سوريا الأطراف المعنية على التعاون من أجل تمكين وصول المساعدات بشكل فوري وآمن ومستدام الى قاطني مخيم (الركبان) معتبرا عدم وصول المساعدات "أمرا غير مقبول".

وقال العتيبي في كلمة ألقاها نيابة عن حاملي القلم للملف الإنساني السوري في مجلس الأمن (الكويت وبلجيكا وألمانيا) ان "أكثر من مليون شخص يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها داخل سوريا" لافتا الى ان وراء هذه الأرقام المفزعة قصصا لا تحصى تعكس المعاناة الإنسانية المستمرة للمدنيين السوريين من أطفال ونساء وشيوخ "أصبحوا ضحايا لأحد أبشع النزاعات التي شهدها تاريخنا المعاصر".

واكد ان الكويت وبلجيكا وألمانيا بصفتها حاملة القلم ومن أكبر المانحين للاستجابة الإنسانية لسوريا خلال السنوات الماضية "ستبذل قصارى جهدها للتخفيف من معاناة الشعب السوري وضمان اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته وفقا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

وحول الوضع في اليمن أعلنت جمعية الهلال الاحمر الكويتي انطلاق قافلة عاجلة لإغاثة النازحين من المحافظات اليمنية ضمن حملة (الكويت بجانبكم) بالتنسيق مع شبكة الاستجابة للأعمال الانسانية.

وقال رئيس مجلس ادارة الجمعية الدكتور هلال الساير في تصريح ل(كونا) ان قافلة الاغاثة تضم خمس شاحنات بحمولة تزن 100 طن من المساعدات الانسانية في إطار البرامج العديدة التي تقدمها الكويت لرفع معاناة الشعب اليمني الشقيق.

وأضاف الساير ان الشاحنات تحوي مواد غذائية متنوعة وتمورا ستوزع في محافظات مأرب والجوف وعدن وحضرموت مشيرا الى ان عدد المستفيدين من المساعدات يصل الى نحو 41 ألف مستفيد.

وأوضح ان الجمعية ستقوم بحملات اغاثية مستمرة تستهدف تحسين الحياة المعيشية للاشقاء في اليمن عبر توزيع المساعدات الانسانية والاغاثية اضافة الى تنفيذ المشاريع التنموية لمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يعيشونها وتستدعي مد يد العون والمساعدة لهم.

وأفاد بأن (الهلال الأحمر) الكويتي مول الكثير من البرامج الإغاثية في اليمن منها المراكز الصحية والمستشفيات وتوفير المواد الغذائية والصحية ومواد الطاقة وتبني تعليم عدد من الايتام ودعم الاشقاء اليمنيين في ارخبيل سقطري عبر استخدام الطاقة الشمسية لإنارة قرية (دابا كراجا) في الأرخبيل.

واشار الى ان الجمعية وزعت أخيرا مساعدات إغاثية شملت ثلاث محافظات يمنية واستفاد منها نحو 20 ألف نازح في محافظات تعز وأبين والحديدة مبينا أن المساعدات تضمنت توزيع 2577 سلة غذائية تتضمن مجموعة من المواد التموينية الاساسية.

وعن المساعدات الطبية ذكر الساير ان الجمعية نفذت في محافظة تعز أيضا اربعة مشاريع صحية تمثلت في مخيم جراحي يجري 100 عملية عظام و65 عملية أعصاب إضافة إلى مخيم علاجي ل1500 حالة في خمس مديريات بمعدل 300 حالة لكل مديرية في تخصصات الباطنية والأطفال والنساء.

ولفت الى ان التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة تؤكد حاجة اليمن إلى تقديم المساعدات العاجلة اذ يوجد نحو 18 مليون شخص يعانون من الجوع.

وفي الأراضي الفلسطينية نفذت جمعية الرحمة العالمية الكويتية مشروعا خيريا تمثل في توزيع كسوة شتائية لأكثر من 900 طفل بقطاع غزة وعائلات حيث يوجد الفقر والبطالة بسبب تردي الاوضاع الإنسانية.

وقال مدير الجمعية بقطاع غزة عماد كحيل في تصريح ل(كونا) إن الجمعية تمكنت اليوم من منح الدفء لأكثر من 900 طفل بقطاع غزة ورسمت البسمة على وجوههم عبر حملة (كسوة الشتاء لأطفال فلسطين) والتي تخص اليتامى والاسر الفقيرة والمعوزين بقطاع غزة لما يعشونه من ظروف اقتصادية صعبة بسبب الحصار.