تكريم الشاعر غسان مطر... المتمرّد على التقاليد

نشر في 03-02-2019
آخر تحديث 03-02-2019 | 00:06
الشاعر غسان مطر يتوسط سهيل مطر وناجي نعمان وانطوان رعد
الشاعر غسان مطر يتوسط سهيل مطر وناجي نعمان وانطوان رعد
كرّمت جمعية {أهل الفكر} و{دار نعمان للثقافة} الشاعر اللبناني غسان مطر ونظمت أمسية شعرية في المناسبة في إطار الموسم الحادي عشر لصالون ناجي نعمان الأدبي الثقافي وضمن {لقاء الأربعاء} الـ63.
استهل ناجي نعمان (رئيس مؤسسة الثقافة بالمجان) أمسية تكريم الشاعر اللبناني غسان مطر بكلمة أورد فيها خاطرتين تحية إلى كاتبين غابا أخيراً: {أولى في مي منسى إحدى كبيرات فن الرواية في لبنان، ومن ناقداته المعدودات، وقد كانت لها وقفات ههنا في لقاء الأربعاء؛ وثانية في إدمون صعب أحد آخر الأرقام الصعبة في صحافتنا المتداعية}.

أضاف: {غسان مطر قبطان سينقلنا إلى محيطات عالمه، نافخاً الريح في شراع سفينته، كاشفاً لنا ما للموت من أسرار، وربما، أيضاً، ما للحياة من أسرار}.

مراحل حياة

تمحورت كلمة سهيل مطر في المناسبة حول غسان مطر {الطفل الذي لا يزال يلعب، ويضحك، ويبكي، ويخربط الأشياء، ويتمرد على التقاليد، ولا يقتنع، ولا يخجل، ولا يطأطئ رأساً ولا ينحني}.

بعد ذلك، مرّ بمراحل حياته وما أنبتته من دواوين، متوقفاً عندما {انكسرت الأرض عام 1989، فكان الشعر صراخه ودموعه، ولم يكتب بغير الجرح والغضب، وراح يعزف على قبر لارا (ابنته قتلت في الحرب) قائلاً: فما دام قبرك صار بلادي فلن أرحلا! ثم عندما وقعت حرب 2006، حين تضرج غسان بدماء الحلم، حمل كأسه المحطم، فإذا به من جديد ينتفض ويقول: وقانا الطفلة السمراء، تغفو قرب جدتها، وتحلم بالفراشات الجميلة واللعب، لم يبق غير حذائها، قبلته، وغمسته بدمائها، ورمته في وجه حكام العرب}.

وذكر بأن الأخير {لم يخضع، بل عاد ليراهن على العقل، وليرسم صورة لبنان ولا أجمل: لبنان من قال: إني ما انتصرت له/ وما زرعت على أجفان العلما/ إزميله نحت الجنات مفتتحا/ وحين سواه سوى الحسن واختتما}.

شكر غسان مطر مضيفيه، ناجي نعمان وأنطوان رعد، ورفيق دربه سهيل مطر، وألقى شعراً، منه: «جمر فمي، هل رأيت الجمر صار فما؟/ وهل رأيت فما للجمر مبتسما؟/ شعري البواكير من جرح ابتسامته/ إذا عصرت قوافيه/ وجدت دما/ والشعر أوله جمر وآخره/ جمر، وتشتعل الآهات بينهما}.

وأضاف: {وليس كالشعر فضاحا إذا جرؤت/ أيد ملوثة أن تلمس القلما/ يأبى كمن مسه ذل ويأنف من/ حروف من يستبيح الحرف والكلما/ ودنسوا اللغة العذراء وانتقموا/ وأقبح الناس من من أمه انتقما}.

بعد ذلك كانت مداخلات للعلامة السيد صالح الحكيم، الشيخ القاضي يحيى الرافعي، ورئيس جمعية {أهل الفكر} الشاعر النقيب أنطوان رعد، الذي سلم مطر باقة ورد، فيما سلم نعمان المحتفى به شهادة التكريم والاستضافة. 

شاعر القضية

منذ بداياته الأولى في الكتابة لقب غسان مطر بأنه شاعر القضية، ذلك أنه على مدى تاريخه الأدبي لم يغيّر مواقفه تجاه القضايا الكبرى التي تعصف بلبنان والمنطقة العربية، المتسمة بالتمرد على الواقع ورفض الخنوع والاستسلام والإيمان بقدرة الشعب على النهوض من الكبوات رغم تعاظم المآسي عليه، متسلحاً بحضارة .

أصدر غسان مطر نحو 14 ديواناً شعرياً، حصرها بعد ديوانه الرابع «لأنك تحبين هذا الشعر» (1973) بقضية فلسطين والقضية اللبنانية والقضايا القومية... مبتعداً بذلك عن الغزل.

back to top