طرد المراقبين بالخليل استخفاف بالمجتمع الدولي
![مصطفى البرغوثي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1564897822016822100/1564897879000/1280x960.jpg)
القرار الإسرائيلي بطرد المراقبين الدوليين يعني أولا إتاحة الفرصة للمستعمرين المستوطنين المعروفين بشراستهم بالبطش بأهل الخليل دون حسيب أو رقيب، وبالتالي فإنه يمثل تشجيعا للمستوطنين على تصعيد جرائمهم ضد سكان البلدة القديمة في الخليل. وهو يعني ثانيا تهديد الوجود الفلسطيني والإسلامي في الحرم الإبراهيمي، وحق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية فيه، وهو يعني ثالثا أن إسرائيل ألغت رسميا من جانب واحد اتفاق أوسلو وملحقاته، بعد أن ألغت كل التزاماتها فيه من الناحية العملية، ولم يبق من أوسلو إلا الالتزامات المفروضة على الفلسطينيين. وقرار طرد المراقبين يعني رابعا أن إسرائيل تتعمد توجيه إهانة للدول المشاركة في بعثة المراقبين الدوليين وهي النرويج وسويسرا والسويد وإيطاليا وتركيا، وهو قرار يأتي في وقت تتصاعد فيه الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين من قبل المستعمرين المستوطنين ومن قبل جيش الاحتلال، حيث يُقتل الفلسطينيون بدم بارد ودون مبرر، ودون مساءلة، كما جرى للشهداء حمدي النعسان في المغير ولحمدان العارضة في قلب مدينة البيرة ولصالح البرغوثي، والطفلة سماح مبارك في القدس، ولمئة وثمانين شهيدا في مسيرات العودة في قطاع غزة.وكأن المستوطنين وجنود الاحتلال يمتلكون رخصة مفتوحة لقتل أي فلسطيني أو فلسطينية حيثما يشاؤون، وأينما يشاؤون، ولم يكن لهذه الوقاحة أن تصل إلى هذا المستوى لولا الصمت الدولي والتعتيم الإعلامي على جرائم المستعمرين والمحتلين، ولولا قناعة المجرمين بأن جرائمهم ستمر دون محاسبة أو عقاب، ولولا تواطؤ جهاز القضاء الإسرائيلي مع كل هذه الجرائم. والسؤال هنا: ماذا ستفعل الدول الخمس التي طُرد مراقبوها؟ وماذا ستفعل الأمم المتحدة إزاء الاستهتار بها؟ وماذا سيفعل رعاة اتفاق أوسلو بعد أن مزقته إسرائيل المرة تلو الأخرى؟لن تردع هذه الجرائم إلا بمقاومتها، ولن تتوقف هذه الممارسات ما لم يعاقب ويقاطع من يرتكبها، وما من مجرم ارتدع ما لم يعرف أن هناك ثمنا لجرائمه.* الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية