في أول انشقاق لجنرال رفيع، أعلن مدير التخطيط الاستراتيجي في سلاح الجو الفنزويلي، الجنرال فرانسيسكو استيبان يانيز رودريغيز، أمس، أنه لم يعد يعترف بالسلطة "الدكتاتورية" للرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو ويؤيد زعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة.

وفي شريط فيديو بث على وسائل التواصل الاجتماعي، قال الجنرال رودريغيز: "أبلغكم بأنني لا أعترف بسلطة نيكولاس مادورو الدكتاتورية وأعترف بالنائب خوان غوايدو رئيسا لفنزويلا"، ودعا بقية أفراد الجيش للانشقاق.

Ad

الا أن القيادة العليا اتهمته بالخيانة، وذلك في تغريدة على حسابها على "تويتر".

وفي 26 يناير الماضي، انشق الملحق الدفاعي الكولونيل خوسيه لويس سيلفا، أكبر مبعوث عسكري فنزويلي إلى الولايات المتحدة عن حكومة مادورو.

وفي أجواء من التوتر، تظاهر أنصار المعسكرين في مكانين منفصلين في كراكاس.

وتحدّت، أمس، المعارضة الفنزويلية مادورو بالنزول إلى الشارع مجدّداً، أمس، لمطالبته بالتخلي عن السلطة في الذكرى العشرين للثورة البوليفارية التي قادها الزعيم الراحل هوغو شافيز، في مناسبة ذات طابع رمزي كبير.

الا أن الزعيم الاشتراكي قال لأنصاره الذين تجمعوا في ساحة بوليفار في قلب كراكاس، على بعد عشرة كيلومترات عن التظاهرة المضادة: "الشارع لا غيره للدفاع عن الوطن والثورة".

كما خرجت تظاهرات مماثلة في الولايات المتحدة وإسبانيا وبيرو والمكسيك والأرجنتين، حيث يعيش الكثير من الفنزويليين. وتمّ أيضاً تنظيم مظاهرات في أكثر من 12 مدينة إسبانية، حيث يعيش نحو 400 ألف فنزويلي.

والتظاهر أمس، ليس خيارا اعتباطيا إذ إنه يصادف ذكرى مرور عشرين عاما على "الثورة البوليفارية"، التي تحمل اسم بطل الاستقلال سيمون بوليفار. وتصادف في هذا اليوم أيضا ذكرى تنصيب الرئيس الاشتراكي هوغو شافيز رئيسا من 1999 حتى وفاته في 2013. وينتمي مادورو إلى التيار الذي أسسه.

وكان البرلمان الأوروبّي اعترف، الخميس الماضي، بسُلطة غوايدو، داعياً كلّ دول الاتّحاد الأوروبي إلى القيام بالمثل. وقرّر الاتّحاد الأوروبي تشكيل مجموعة اتّصال دوليّة "تُعطي نفسها 90 يوماً للتوصّل إلى نتيجة إيجابيّة"، تدفع نحو إجراء انتخابات رئاسيّة جديدة في فنزويلا.

في غضون ذلك، مد غوايدو يده إلى الصين، متعهدا بالالتزام بالاتفاقيات الثنائية المبرمة معها. وأبدى في تصريحات أدلى بها لصحيفة "ساوث تشاينا بوست" الصينية، استعداده لبدء حوار مع بكين "في أقرب وقت ممكن".

وقال غوايدو، أمس الأول، إنه ليس مستعدا لإجراء أي مفاوضات ما لم يكن رحيل مادورو مطروحا.

ووجه زعيم المعارضة رسالة إلى رئيسي المكسيك والأوروغواي اليساريين اندريس مانويل لوبيز أوبرادور وتاباريه فازكيز أكد فيها: "سنكون مهتمين بمفاوضات بهدف وحيد هو تحديد بنود انهاء اغتصاب السلطة، ما سيسمح بنقل السلطة، وبدء عملية انتقالية تفضي إلى انتخابات حرة".

وخلال رحلة إلى ميامي، أمس الأول، واصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الضغط على حكومة مادورو. وقال: "حان الوقت لوضع حد نهائي لدكتاتورية مادورو". وأضاف أن "الولايات المتحدة ستواصل ممارسة ضغط دبلوماسي واقتصادي للتوصل إلى انتقال سلمي إلى الديموقراطية".

وحذر بنس من أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة، فاستبداد مادورو يجب أن يتوقف الآن"، مدينا "تأثير كوبا السلبي الذي حان وقت تخليص فنزويلا منه".

من ناحيته، اتهم مستشار الامن القومي الأميركي جون بولتون، مادورو بتهريب أصول فنزويلا المالية للخارج جواً، متسائلا عما إذا كان "يسرق" أموال شعبه لدفع ثمن التدخل الروسي في بلاده.

وفي تغريدة على "تويتر"، كتب بولتون أن "غوايدو يريد استخدام هذا الذهب من أجل توفير الغذاء للشعب الفنزويلي".

وفي طهران، اتهم الرئيس حسن روحاني الولايات المتحدة، امس، بالسعي لفرض "هيمنة عالمية"، مندّداً بمحاولة واشنطن الإطاحة بحليف طهران مادورو.

وقال روحاني، خلال اجتماعه مع مبعوث فنزويلا الجديد في طهران: "الأميركيون بالأساس ضد الثورات الشعبية والدول المستقلة، ويسعون لفرض الهيمنة العالمية بقمعها".