تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستقبال البابا فرنسيس بحفاوة عندما يصل إلى أبوظبي مساء الأحد، في مستهل زيارة تاريخية لترؤس قدّاس ضخم، هي الأولى لحبر أعظم إلى شبه الجزيرة العربية، مهد الإسلام.

ومن المتوقع أن تحط طائرة البابا عند الساعة 18,00 ت غ في مطار العاصمة الإماراتية، وأن يكون في استقباله كبار المسؤولين الاماراتيين، وقبل القدّاس الثلاثاء، سيشارك البابا في حوار ديني الاثنين مع شيخ الأزهر أحمد الطيب ومسؤولين دينيين آخرين.

Ad

ويعيش قرابة مليون كاثوليكي، جميعهم من الأجانب، في الإمارات حيث توجد ثماني كنائس كاثوليكية، العدد الأكبر مقارنة مع الدول الأخرى «أربع في كل من الكويت وسلطنة عمان واليمن، وواحدة في البحرين، وواحدة في قطر».

وتتبع الامارات إسلاماً محافظاً، لكنّها تفرض رقابة على الخطب في المساجد وعلى النشاطات الدينية فيها، وتعتبر أحد أبرز مناهضي الإسلام السياسي في العالم العربي.

وتتوقّع السلطات الإماراتية مشاركة أكثر من 130 ألف شخص في قداس الثلاثاء في ملعب لكرة القدم، الأول من نوعه في شبه الجزيرة العربية، وسيكون بحسب وسائل إعلام محلية الأكبر في تاريخ الإمارات.

وتشهد الإمارات منذ صباح الأحد تساقط أمطار على العديد من مناطقها وبينها أبوظبي، إلا أنه من المتوقع أن تتوقف الأمطار قبل صباح الثلاثاء.

انتظار

ومنذ الساعات الأولى لصباح الأحد، اصطف مئات تحت المطر أمام كاتدرائية القديس يوسف في العاصمة الإماراتية، التي سيزورها أيضاً البابا صباح الثلاثاء، أملاً في الحصول على آخر التذاكر لحضور القداس.

ووقفت الأميركية الحامل كولينز كوشيه راين (39 عاماً) المقيمة في الإمارات بانتظار تذكرتها، وقالت لوكالة فرانس برس «أن مجيء البابا يفتح المجال أمام محادثات حول التسامح يجب أن يسمعها كل العالم».

وأكد من جهته الايرلندي شين غالاغير أن الحماسة تغمره لحضور القداس.

وقال غالاغير «أنا في غاية الحماسة، لقد جاء البابا إلى إيرلندا بالقرب من مقر اقامتي في أغسطس الماضي، لكنني لم أتمكن من رؤيته لأنني كنت مضطراً للمجي إلى هنا».

وتابع «إن مجيئه إلى هنا، حيث أعمل وأقيم، أمر رائع، خصوصاً وانه بلد مسلم، سيكون أسبوعاً عظيما».

أما دوريس دسوزا وزوجها، فقدا وصلا من مدينة غوا في الهند لحضور القداس، وكانت دسوزا أقامت وعملت في الإمارات مدة 37 عاماً قبل أن تعود إلى بلدها.

وقالت «نحن متشوقان للغاية».

وفي الشوارع الرئيسية في أبوظبي وتلك المؤدية إلى مجمع الكاتدرائية، علّقت أعلام الفاتيكان والإمارات بالإضافة إلى أعلام اللقاء الديني الذي سيحضره البابا الاثنين، تحت مسمى «لقاء الاخوة والانسانية».

تعايش

واحتلت زيارة البابا العناوين الرئيسية في الصفحات الأولى للصحف المحلية الأحد، وعنونت صحيفة «الخليج» بالخط العريض «أهلاً وسهلاً بابا الفاتيكان».

وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر «هي زيارة تحمل قيمة إنسانية عظيمة تضيف بها دولتنا صفحة جديدة في تاريخ التآخي والتسامح»، مضيفاً أن الزيارة «تؤكد للعالم نهج دولتنا في التسامح والتعايش السلمي».

ووجّه المسؤول الإماراتي انتقاداً إلى قطر لسماحها بإقامة الشيخ يوسف القرضاوي، المقرّب من جماعة الاخوان المسلمين، على أراضيها، إنما من دون أن يسميه أو يسمي الدولة الجارة، معتبراً أن بلاده تستضيف «المحبة»، بينما قطر تستضيف «الارهاب».

وكتب «شتّان بين من يستضيف مفتي العنف والإرهاب ومن يصدر فتاوي تبرر استهداف المدنيين، ومن يستضيف بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في حوار المحبة والتواصل».

والعلاقات مقطوعة بين الامارات والسعودية والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة ثانية، على خلفية اتهام الدول الأربع للدوحة بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، وهو ما تنفيه قطر.