تحقق مسرحية "سبيليات إسماعيل" التي صُنِعت في معمل أكاديمية لوياك للفنون الأدائية "لابا"، نجاحاً تلو الآخر، بعدما سبق لهذا العمل أن أحرز جوائز عديدة في المحافل المحلية والعربية، حيث كانت محطته الأخيرة مشاركته قبل أيام ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان "مراكش الدولي للمونودام" للمسرح.ومسرحية "سبيليات إسماعيل" اعدتها فارعة السقاف عن رواية "السبيليات" للراحل الروائي اسماعيل فهد اسماعيل، وتصدى لاخراجها رسول الصغير، أما نجمته فهي شيرين حجي. وتستند تلك المسرحية إلى أحداث وشخصيات تاريخية حقيقية حول فكرة البناء والإصلاح ضد الهدم والتخريب، حيث تدور القصة باختصار حول امرأة عراقية تدعى "أم قاسم" اضطرت للخروج من قرية السبيليات التي تقع في الجنوب العراقي والمحاذية للحدود الإيرانية بسبب الحرب آنذاك، لكن خلال الرحلة يموت الزوج الذي كان قد أوصى زوجته بدفنه في مسقط رأسه، فتصرّ على تنفيذها مهما كان الثمن وتتوالى الأحداث.
رؤية اخراجية متقنة رسمها الصغير ونص محبوك باحترافية كتبته السقاف وأداء مسرحي جميل قدمته حجي، اجتمعوا سوياً وقدموا نكهة فنية مختلفة وفريدة من نوعها، فكانوا بذلك سبباً مقنعاً للفت الأنظار نحو "سبيليات إسماعيل" ليكون صاحب العرض المميز بعدما اختاره وفد الجزائر، ضيوف المهرجان، ورشحوه للمشاركة ضمن فعاليات مهرجان "الجزائر الدولي للمونودراما" في دورته القادمة، رغم وجود عروض أخرى ذات قوة متنوعة بأفكارها وإبداعها جاءت من فرنسا، وإسبانيا، والمغرب، وتونس، وقطر، والسويد والأردن.وفي هذا الشأن، أعربت الفنانة شيرين حجي عن سعادتها بهذه التجربة والانجاز الذي حققته وسط وجود عروض أخرى قوية، مبينة أنها "سعيدة بهذه التجربة الفنية المسرحية التي تعلمت منها الكثير واكتسبت خبرات من دول متنوعة قادمة من ثلاث قارات، وفعلاً هذا الأمر هو الذي نحتاجه دائماً نحن المسرحيين لصقل موهبتنا وتطوير أدائنا، فضلاً عما يخلقه من روح المنافسة العالية والشريفة".
المونودام
وعن سبب تسمية المهرجان "مونودام"، بالقول: "في بداية الأمر استغربت نوعاً ما اسم المهرجان بأنه (مونودام) وليس (مونودراما)، حينها أخبروني أن الكلمة تنقسم الى شقّين، الأول منها (مونو) ويعني واحد، أما الشق الثاني (دام) تعني المرأة أو الممثلة الواحدة، ومن هذا المنطلق فإن المهرجان يسمح لممثلة فقط بفرصة اعتلاء خشبة المسرح وتقديم ابداعها بكل حرية". وحول مشاركة أحد طلبة "لوياك" في ورشة الارتجال هناك، قالت: " اعتدنا في (لابا) أن ندعم جميع الطاقات الشبابية ومنحها كل الفرص لتطوير ذاتها، لهذا ذهب معنا إلى المهرجان أحد الطلبة المتميزين في (لابا) ويدعى سلمان المطيري، حيث سنحت له فرصة الالتحاق هناك بورشة الارتجال التي قدمها نخبة من فناني السويد، فكان الطالب الكويتي الوحيد وسط 24 طالباً مغربياً".