التشكيلية سمر رأفت: أرسم على وجوه البشر لأبرز ملامح النفس الإنسانية
رغم أنها تدرس طب الإسنان، فإنها مأخوذة بعشق الرسم منذ كانت طفلة، وقد حققت المصرية سمر رأفت شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ بدأت قبل سنوات عرض إبداعها المتنوع في الرسم على أي سطح يصادفها، ولكنها تكاد تجزم في حوار مع «الجريدة» أن الرسم بالألوان على وجوه البشر هو أكثر ما يشعرها بالمتعة، وفيه مزايا عدة. نتعرف إليها في سياق السطور التالية.
كيف بدأت علاقتكِ بالرسم... وما أول فكرة نفذتها وكيف كانت ردود الفعل؟بدأت علاقتي بالرسم منذ كان عمري 10 سنوات. كنت في الصف الخامس الابتدائي ولا أنسى حين قالت لي مُعلمة الرسم: «أنت ترسمين لوحات لا تعرفين قيمتها. يمكن عرضها في معارض عالمية»، ومرت السنون وكنت لا أزال أرسم في حدود إمكاناتي، وبمرور الوقت أصبحت لدي قدرة على الرسم بشكل أفضل بكثير، بشهادة كل المقربين إلي الذين شجعوني ودعموني. وبدأت الرسم بالرصاص، ثم ألوان الزيت على اللوحات، وظللت لمدة عامين تقريباً أرسم على لوح القماش والورق، ثم بدأت الرسم على النرجيلة والسبرتاية والملابس، وأي سطح يصادفني.
هل لدراستك علاقة بالفن التشكيلي؟أنا فنانة تشكيلية بالفطرة. أكاديمياً، أدرس طب الأسنان. بالطبع كنت أتمنى أن ألتحق بكلية الفنون الجميلة، لكن نتيجة ظروف خاصة لم أتمكن من ذلك.هل حصلت على دورات متخصصة في الرسم لصقل موهبتك؟لا. لم أحصل على أية دورات في الرسم. اكتسبت خبرتي من تجاربي الكثيرة. مثلاً، كنت أرى صورة وأحاول رسمها بطريقتي، من دون أية قواعد، وبمرور الوقت انغمست في عالم الألوان، وأبدعت مئات اللوحات
ملامح وأهداف
ما المتعة التي تشعرين بها من خلال الرسم؟حين أرسم أشعر براحة نفسية كبيرة. عندما ينخرط المرء في عمل يحبه يكون سعيداً وشغوفاً بمواصلة ما ينجزه ويتولد في داخله طموح لتحقيق مزيد من التميز والنجاح. تميزت في الرسم على وجوه البشر، لماذا اخترت هذا النوع من الفن تحديداً؟كنت أرسم الوجوه بالرصاص (Pencil portrait)، لكنني وجدت أن ذلك لا يجسد أي روح أو مشاعر، وهو مجرد صورة منقولة بالرصاص. ومن هنا فكرت في التلوين على وجوه الناس، ثم التقاط صورة فوتوغرافية للشخص الذي رسمت على وجهه، فتبدو وكأنها لوحة مرسومة بتقنية البعد الثاني 2D. يشعرني هذا الأمر بمتعة كبيرة ليس لها مثيل.ما الذي تهدفين إليه من خلال هذه الفكرة؟هذا النوع من الرسم فن جميل وأحاول من خلاله إيصال فكرة ما أو مشاعر معينة أو أن أجسّد شخصية الإنسان لتبدو، بعد هذه الرسوم على وجهه، أكثر وضوحاً... يبرز هذا الفن ملامح النفس الإنسانية.لمن تنفيذين هذه الأفكار.. للأصدقاء والأقارب فحسب؟في ما يتعلق بالرسم على الوجوه، أستخدم وجوه بعض معارفي كلوحة من القماش، أما الأنواع الأخرى كالرسم على «السبرتاية» و«النرجيلة»، فأنفذ الأفكار وأروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال ما يعرف بـOnline gallery.مَنْ مثلك الأعلى في الرسامين أو الفنانين التشكيليين عموماً؟لن أكون صادقة إذا ذكرتُ اسم رسام واحد، لكن في الوقت ذاته يمكنني القول إنه لا مثل أعلى بعينه لي. كل ما في الأمر أن كل رسّام تلفت نظري لوحة له كفيلة بإثارة الشغف بداخلي.مشاريع
حول مشاريعها وأفكارها التي تحلم بتطبيقها مستقبلاً تقول سمر رأفت: «أريد إيصال فني إلى الناس كافة. لا أسعى إلى إيصال رسالة واحدة، بل أريد أن أصنع شيئاً مهماً يؤثر في حياة كل شخص من منظوره وحسب تجربته الخاصة. عملياً، أود أن يكون لي «غاليري» خاص أعرض فيه أعمالي الفنية التي حققت نجاحاً وأشاد بها نقاد تشكيليون كبار ونالت إعجاب الجمهور المتلقي، وأحلم بمرسم أنفذ فيه أفكاراً أحلم بتطبيقها في عالم الريشة والألوان».