مادورو يحذّر من حرب أهلية ويتجاهل مهلة أوروبا
● سفير فنزويلا في العراق ينضم إلى غوايدو
● ترامب: استخدام القوة مطروح
● كوبا تدعو لتعبئة عامة
مع انتهاء مهلة مدتها ثمانية أيام منحها الاتحاد الأوروبي للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو فقدان المزيد من الدعم على الصعيد الدولي، ألمح مادورو إلى احتمال اندلاع حرب أهلية، وعرض مرة جديدة إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، في وقت أعلن السفير الفنزويلي لدى العراق، جوناثان فيلاسكو راميريز، انشقاقه، مؤكداً ولاءه لزعيم المعارضة خوان غوايدو.وكانت ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وهولندا والبرتغال وبريطانيا، أمهلت مادورو ثمانية أيام، انتهت أمس، للدعوة إلى انتخابات رئاسية جديدة، وإلا فستعترف بمعارضه غوايدو رئيساً.وبدلاً من تحقيق ذلك، أطلق مادورو الذي ظهر أمس الأول، بين الجمهور للمرة الأولى منذ ستة أشهر، فكرة إجراء انتخابات تشريعية مبكرة لتغيير البرلمان، الذي تشكل فيه المعارضة الأغلبية.
وقبل ساعات من انتهاء المهلة الأوروبية، قال مادورو لقناة «لا سيكستا» التلفزيونية الإسبانية، في مقابلة بثت أمس: «لا أحد يمكن أن يقول بالتأكيد أن مخاطر مثل هذا السيناريو ظاهرة للعيان. كل شيء يعتمد على درجة حماقة وعدوانية الامبرياليين الشماليين (الولايات المتحدة) وحلفائها الغربيين».وأمس الأول، رفض مادورو بالفعل مطلب الدول الأوروبية، ووصفه بأنه «وقح»، قائلا لمؤيديه: «أنا الرئيس الحقيقي لفنزويلا». وبينما أكد مادورو، في كلمة أمام أنصاره، تأييده إجراء انتخابات تشريعية مبكرة خلال السنة الجارية، رفضت وزيرة الشؤون الأوروبية الفرنسية ناتالي لوازو، ذلك الاقتراح ووصفته بأنه «مهزلة»، موضحة أن بلادها ستعترف بغوايدو «إذا لم يعلن مادورو إجراء انتخابات رئاسية بحلول مساء اليوم (الأحد)».في المقابل، نزل أمس الأول، 100 ألف متظاهر إلى شوارع كراكاس، للمطالبة برحيل مادورو (56 عاما).ومن منصة أمام مقر ممثلية الاتحاد الأوروبي، قال غوايدو (35 عاما) خلال الاحتجاج: «نقسم أن نظل في الشوارع إلى أن تتحقق الحرية وتتشكل حكومة مؤقتة وتجرى انتخابات جديدة، سنواصل التحرك في الشوارع إلى أن نصبح أحرارا، إلى أن ينتهي اغتصاب السلطة».وأكد غوايدو أن «شهر فبراير سيكون حاسما لطرد مادورو من السلطة»، داعياً أنصاره إلى مواصلة الضغط في تظاهرة جديدة في «يوم الشباب في فنزويلا» في 12 فبراير. كما أعلن زعيم المعارضة وصول مساعدات إنسانية مرسلة إلى البلاد إلى الحدود مع كولومبيا والبرازيل و»جزيرة في الكاريبي» في الأيام المقبلة، داعيا الجيش إلى السماح بدخولها.وأكد الرئيس الكولومبي إيفان دوكي في «تويتر»، فتح بلاده لثلاثة مراكز لجمع المساعدات الإنسانية بما فيها أغذية وأدوية، لفنزويلا.وفي أول انشقاق عن حكومة مادورو في بلد عربي، أكد السفير الفنزويلي لدى العراق، أن مكانه الوحيد هو إلى جانب الشعب والدستور والبرلمان.وتوجه راميريز إلى رئيس البرلمان المعارض قائلاً:» سيد غوايدو، أنت على الجانب الصحيح من التاريخ والناس والدستور. مادورو وعصابته المغتصبة للسلطة تجاوزوا كل الخطوط المسموح بها».وكان الملحق العسكري في السفارة الفنزويلية بواشنطن خوسيه لويس سيلفا، أعلن الأسبوع الماضي أيضاً «قطع علاقته» مع مادورو، ودعا القوات المسلحة إلى الاعتراف بغوايدو رئيساً شرعياً.كما أعلن مدير التخطيط الاستراتيجي في سلاح الجو الجنرال فرانشيسكو يانيز، أمس الأول، تأييده لغوايدو، مشيراً إلى أنه لم يعد يعترف بـ»السلطة الدكتاتورية» لمادورو.وبينما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، في مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" الذي تذيعه شبكة CBS الأميركية إن استخدام القوة العسكرية في فنزويلا هو "أحد الخيارات"، دعا مستشار البيت الابيض للأمن القومي جون بولتون «جميع عناصر وقادة الجيش الفنزويلي إلى الاقتداء بالجنرال يانيز وحماية المتظاهرين السلميين الذين يدعمون الديمقراطية والدفاع عن الدستور».وكتب بولتون في «تويتر»، أمس الأول: «يجب على موظفي البنك المركزي الفنزويلي وغيرهم من المصرفيين القبول بالعفو العام الذي يمنحه الرئيس غوايدو الآن بدلا من أن تتم مساءلتهم لاحقا عن تبديد ثروة البلاد».وفي بروكسل، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، أمس، أن دول مجموعة اتصال فنزويلا ستعقد أول اجتماع لها الخميس المقبل في أوروغواي.وتضم المجموعة عددا من دول الاتحاد الأوروبي، هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والبرتغال وإسبانيا والسويد وبريطانيا، إضافة إلى عدد من دول أميركا اللاتينية، هي بوليفيا وكوستاريكا والإكوادور وأوروغواي.وفي كوبا، كتب وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز، في «تويتر» أمس، أن «الحكومة الأميركية، وهي العقل الحقيقي المدبر للانقلاب في فنزويلا، تهدّد بشن عدوان عسكري على هذه الدولة الشقيقة. وتمارس ضغوطا على أوروبا لتكون تابعة لها، فلنعلن التعبئة جميعا، لوقف التدخل الاستعماري في أميركا اللاتينية».