سورية: «لجنة الدستور» تقترب... وتوتر روسي - إيراني

• غارة أميركية على قوات سورية في البوكمال • انفتاح كردي على الدول العربية

نشر في 04-02-2019
آخر تحديث 04-02-2019 | 00:05
تجمع لمقاتلين أكراد في قرية باغوز فوقاني في ريف دير الزور أمس الأول       (أ ف ب)
تجمع لمقاتلين أكراد في قرية باغوز فوقاني في ريف دير الزور أمس الأول (أ ف ب)
وسط محاولات من روسيا وإيران لإيجاد أرضية سياسية على وقع منافسة مستمرة بين ميليشياتهما في سورية، وجهت القوات الأميركية ضربة محدودة لحليفهما الرئيس بشار الأسد في منطقة نهر الفرات، التي يحاول تنظيم «داعش» إيجاد مخرج منها إلى آخر معاقله في البادية.
في خضم منافسة محمومة وآخذة في الاتساع بين ميليشيات روسيا وإيران بسورية، أرسل «الكرملين» وفداً إلى طهران برئاسة مبعوثه الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، لمناقشة التطورات على الأرض وتسريع إطلاق اللجنة الدستورية السورية.

وأفادت وزارة الخارجية الروسية، أمس، بأن لافرينتيف وفيرشينين، ناقشا في طهران أيضاً التحضير للقمة الثلاثية المقبلة بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران في إطار مسار أستانة».

وبعد مشاورات مماثلة أجراها المسؤولان الروسيان في أنقرة مع نائبه سادات أونال، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس: «خلال الأيام القليلة المقبلة سنشكل اللجنة الدستورية السورية بمشاركة ممثلي المجتمع المدني والنظام السوري والمعارضة، وسنقدم المساعدة في صياغة مشروع الدستور (السوري)».

وبعد أن هدأت المعارك، شنت القوات الروسية حملة اعتقالات جماعية لقادة نظام الرئيس بشار الأسد ومسؤولي ميليشياته، وفقا للمرصد السوري، الذي أوضح أن العملية شملت قوائم المئات من قادة وعناصر ميليشيات «الدفاع الوطني»، التي شكلت بدعم إيراني.

ووفق المرصد، فإن الاعتقالات تتم بأوامر مباشرة من قاعدة حميميم الروسية وتمضي بوتيرة متصاعدة وفي مناطق متفرقة، لكن أكثرها حساسية تتم في حماة، حيث اعتقل العشرات من قادة «الدفاع»، بغطاء من الفيلق الخامس الذي شكّلته موسكو، وهو فيلق يضم تشكيلات مقاتلة من جيش النظام وأخرى من فصائل المعارضة.

ولم يستبعد مراقبون أن يكون الاستنفار والاعتقالات، مرتبطين بمواجهات قبل أسابيع سببها رفض الفرقة الرابعة المحسوبة على طهران أوامر روسية ممثلة في «الفيلق الخامس» بالانسحاب من حماة.

أستانة وسوتشي

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس الأول، أن وفداً منها أجرى مباحثات مع المسؤولين الروس حول التطورات الأخيرة في سورية، لافتة إلى أنها شملت تنفيذ اتفاقي أستانة وسوتشي والوضع في محافظة إدلب وإنشاء المنطقة الآمنة.

وبينت الوزارة أن المسؤولين الأتراك والروس أكدوا أهمية التعاون والحفاظ على اتفاق خفض التصعيد بالمنطقة، رغم كل أنواع «الاستفزازات»، واتفقا على أهمية التفاهم المتبادل لمواجهة أي نوع من «الإرهاب»، مع احترام وحدة الأراضي السورية.

هجوم أميركي

وفي تصعيد ميداني مفاجئ، هاجمت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة موقعاً للجيش السوري قرب جبهة القتال ضد آخر جيب لتنظيم «داعش» شرقي نهر الفرات في ساعة متأخرة ليل السبت- الأحد، فتسببت في أضرار وإصابات.

وقال مصدر عسكري سوري، لوكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أمس، «شن طيران التحالف الأميركي عدوانا على أحد تشكيلات الجيش العربي السوري العاملة في منطقة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي»، موضحا أن الهجوم أسفر عن إصابة جنديين وتدمير مدفع.

وشدد المتحدث باسم التحالف، الكولونيل شون رايان، على أن الحلفاء في قوات سورية الديمقراطية (قسد) والوحدات الكردية تعرضوا لإطلاق النار و»مارسوا حقهم الأصيل في الدفاع عن النفس»، مشيرا إلى أن الأراضي الخاضعة للتنظيم على نهر الفرات «انحسرت إلى آخر قريتين، ويتوقع تطهيرهما قريبا، وأن معظم المتبقين في صفوف التنظيم من الأجانب في الأغلب.

تعزيزات أميركية

وبعد إرسال النظام المزيد من ميليشيات «الدفاع الوطني» بمدينة سلمية شرق حماة إلى دير الزور، استقدم التحالف الدولي تعزيزات جديدة إلى منطقة شرق الفرات من كردستان العراق، ودخلت عبر معبر الوليد برفقة دوريات من الجيش الأميركي و«قسد».

ووفق المرصد السوري، فإن القافلة اشتملت على نحو 70 شاحنة وصهريجا وناقلة. وأفاد موقع «العربية» بأنها عبارة عن مساعدات لوجستية من ذخيرة وعربات عسكرية، واتجهت إلى قاعدة «خراب عشق» قرب عين العرب، أكبر قاعدة أميركية في الشمال السوري.

هروب «داعش»

وبعد فشله في إيجاد مهرب إلى صحراء العراق، أفاد المرصد بأن «داعش» هاجم قوات النظام وحلفاءها الإيرانيين عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في محاولة لإيجاد ممر نحو الجيب الأكبر والأخير المتبقي للتنظيم غرب نهر الفرات، والممتد على مساحة نحو 4 آلاف كلم مربع في البادية السورية.

وذكر المرصد أن الهجوم استمر حتى فجر أمس، وتسبب في مقتل 11 على الأقل من التنظيم، من ضمنهم 3 انتحاريين فجّروا أنفسهم.

استراتيجية كردية

في غضون ذلك، جدد المجلس الرئاسي لمجلس سورية الديمقراطية رفضه لإقامة أي منطقة آمنة تحت إدارة تركيا، ووضعها تحت رعاية دولية كحلّ بديل، مطالبا بضرورة التواصل مع الدول العربية وفتح قنوات دبلوماسية مع الدول الفاعلة في الأزمة.‏

وأوصى المجلس خلال اجتماعه الاعتيادي أمس الأول في ناحية عين عيسى بريف الرقة بالتواصل مع المعارضة السورية في الخارج المؤمنة بالمشروع الديمقراطي للتأكيد على الحوار السوري – السوري كحلّ للأزمة السورية، فضلا عن الاستمرار في مكافحة «داعش»‏ والاهتمام بشمال وشرق سورية وفق استراتيجية واضحة.‏

back to top