أقامت دار الآثار الإسلامية، تحت مظلة الموسم الثقافي، أمسية موسيقية استحقت أن يصفها الجمهور بأنها فريدة من نوعها على صعيد الفكرة والتنفيذ وعلى مستوى الحضور الفني والجماهيري الكبير الذي تابعها. واختار المؤلف الموسيقي د. سليمان الديكان عنوان "مشاهد" لأمسيته التي شهدت معزوفات تخللتها بضع أغنيات تحمل عبق التراث وروح العصر، وامتزجت فيها أنغام الآلات التي تعانقت أنغامها لتفرز موسيقى استثنائية بقيادة المايسترو كمال الدين.
"مشاهد" تأليف وألحان وتوزيع د. سليمان الديكان، وبقيادة المايسترو د. كمال الدين، وشارك فيها بالغناء مجموعة مميزة من المطربين هم لينا خياط وأحمد الحريبي وكارلا رمية ومحمد جاسم وآنا كاراديمتروفا.وشهد الحفل حضورا جماهيريا كبيرا ملأ جنبات مسرح مركز اليرموك الثقافي عن آخره، وتقدمه الموسيقار القدير غنام الديكان والفنان المخضرم مصطفى أحمد والفنان القدير محمد المنصور والشاعر سامي العلي، إلى جانب العديد من الشخصيات العامة ولفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي، لاسيما من السفارة الأوزبكستانية.
قصص واقعية
بدأت الأمسية بكلمة ترحيبية ألقاها د. سليمان الديكان، تحدث فيها عن ملامح حفله، موضحا أن "مشاهد هي مؤلفات موسيقية وغنائية مستوحاة من مشاهد قصصية واقعية موسيقية تختزل ملامح مختلفة في رحلة الحياة، وتجسد كل موسيقى قصة تنقلك من مشهد إلى آخر، ومن حالة إلى حالة، محاولة الوصول الى واقعية المشاهد".وأضاف ان "الأمسية عصارة تجارب عاشتها الشعوب الذين ذاقوا مرارة الاحتلال والعبودية، وتمردوا على الهوان، مدركين أن الله واهب الحياة، ووهب معها الحرية في اللحظة نفسها".وأكد أن الموسيقى التي تعزفها الفرقة ترتبط بحياة الإنسان الواقعية، ومستوحاة من ذكرياته المليئة بالمواقف والمشاعر على اختلافها، مشددا على أن "مشاهد" قد تكون عاطفية أو مؤلمة عن الاشتياق والوداع والفراق واللحظات الجميلة.وشدد على أن حفله من المؤلفات الموسيقية المتحررة من قيود القوالب التقليدية والخيال الجامح، وتتحدى المنطق والواقع لتعانق الخيال.إنعاش الذكريات
ثم أفسح د. الديكان المجال للفرقة الموسيقية، بقيادة المايسترو د. كمال الدين، لتبحر مع الجمهور إلى أفق الإبداع بأنغام دغدغت المشاعر وداعبت القلوب وعانقت الروح فأنعشت الذكريات، ليخيم الصمت على الجمهور وتسري الموسيقى مجرى الدماء.وكانت البداية مع المشهد الأول الذي وصفه الديكان بـ"العسجد"، ثم توقفنا مع "مشاهد"، وهي اغنية قدمتها الفنانة لينا خاطر، بينما كانت ثالث المشاهد الموسيقية بعنوان "خيوط الشمس"، التي عزفتها الفرقة بتمكن قبل أن يعتلي الثنائي محمد جاسم وآنا المسرح ليقدما معا مشهدا أوبراليا من كلمات الشاعر فهد الخشرم بعنوان "وآدمعي".أما المشهد الموسيقى الخامس فكان بعنوان "أبعاد الحرية"، أعقبته أغنية صدح بها الفنان احمد الحريبي بعنوان "يا بلادا"، ثم مضت الفرقة لتعزف بمهارة مشاهد "سياج" و"أشرعة"، ثم عاد الحريبي للظهور مجددا إلى جانب الفنانة كارلا رمية ليقدما "خدعتني" وهو مشهد عاطفي كلمات د. يعقوب الغنيم، وبعده شدت كارلا منفردة بأغنية "التعايش والاختلاف"، كلمات د. سعاد الصباح، قبل أن تختتم الفرقة الحفل بمشهد "قد غادروها".وفي الختام أهدى المايسترو د. كمال الدين للمؤلف د. سليمان الديكان هدية تذكارية، تقديرا على جهده في الأمسية التي لاقت استحسان الحضور.