تضمّ جولة معرض الملك توت عنخ آمون 10 مدن كبرى في سبع دول هي: اليابان، وبريطانيا، وفرنسا، وأميركا، وكندا، وأستراليا، وكوريا الجنوبية.

بدأت أولى المحطات في مارس الماضي بمدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا الأميركية، واستمر المعرض تسعة أشهر محققاً نجاحاً وإقبالاً جماهيرياً كبيرين، إذ زاره نحو 700 ألف زائر، وضم قطعاً أثرية، عبارة عن حلي وتماثيل للملك الفرعوني الشاب، وبلغت عوائد المعرض نحو خمسة ملايين دولار.

Ad

ويفتتح المعرض ثاني محطاته (باريس)، في 23 مارس المقبل، على أن يستمر حتى 15 سبتمبر المقبل، وذلك في قاعة Grand Halle del la Villette، التي ستتضمن أكثر من 166 قطعة استثنائية من كنوز الملك توت عنخ آمون، بينها أكثر من 50 قطعة تعرض للمرة الأولى خارج مصر. ويضم المعرض عدداً من قطع الحلي الذهبية والنقوش والتماثيل والأثاث الجنائزي للملك «توت».

وشاهد الفرنسيون كنوز الملك توت داخل فرنسا لآخر مرة عام 1967 في قصر «لوبوتي باليه» في باريس، تحت عنوان «كنز الفرعون»، حيث زار المعرض آنذاك نحو مليون و200 ألف زائر، وكان يضم 45 قطعة أثرية فقط من كنوز الملك الذهبي، التي يبلغ إجمالها خمسة آلاف قطعة.

ويأتي المعرض المقبل وسط الاحتفالات بالعام الثقافي المصري الفرنسي 2019، الذي تُقام فيه أنشطة وفعاليات احتفالاً بالعلاقات المصرية الفرنسية. وعقب انتهاء المعرض في سبتمبر من المقرر أن يواصل رحلته التاريخية في بقية المدن العالمية، ثم يعود الملك توت مع كنوزه في عام 2024 إلى مقره الأخير داخل المتحف المصري الكبير في ضاحية «الهرم»، المزمع افتتاحه عام 2020.

أفضل معارض العالم

المعرض المؤقت لبعض كنوز توت عنخ آمون في باريس تصدَّر أفضل معارض العالم للعام الجاري، طبقاً لما ذكرته مجموعة من صحف العالم، التي أوصى معظمها القراء بضرورة زيارة المعرض، لافتاً إلى أنه سيضم قطعاً نادرة للفرعون الأشهر في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ومن بينها عدد من «الأوشابتي» المذهب والصناديق الخشبية والأواني الكانوبية وتمثال «الكا» الخشبي المذهب وبعض الأواني من الألباستر.

أشهر الفراعنة بكنزه ولغزه

توت عنخ أمون أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديمة. كان فرعون مصر بين 1334 و1325 قبل الميلاد، في عصر الدولة الحديثة. ويعد أحد أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها كما هي الحال مع كثير من الفراعنة؛ وإنما لأسباب أخرى مهمة من الناحية التاريخية، أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل من دون أي تلف، كذلك اللغز الذي أحاط بظروف وفاته، إذ اعتبر كثير من خبراء الآثار والتاريخ وفاة فرعون في سن مبكرة جداً أمراً غير طبيعي، خصوصاً مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعوناً.

تلك الحوادث الغامضة، والاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ آمون في الأفلام وألعاب الفيديو، جعلا من «الملك توت» أشهر الفراعنة، وهو توفي في سن صغيرة ودفن في مقبرته التي تحمل رقم 62 في وادي الملوك (جنوب مصر).

كان توت عنخ أمون بعمر التاسعة عندما أصبح فرعون مصر واسمه باللغة المصرية القديمة يعني «الصورة الحية للإله أمون»، كبير الآلهة المصرية القديمة. عاش في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، بعد أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد، وكانت في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة. اكتشف قبره عالم الأثار البريطاني هوارد كارتر عام 1922 في وادي الملوك. وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم.