بعد الجدل الذي تلا زيارته لقاعدة عين الأسد في الأنبار، وعدم لقائه أي مسؤول عراقي في ديسمبر الماضي، أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب زوبعة جديدة في العراق بإعلانه أن القوات الأميركية الموجودة هناك ستقوم بمراقبة إيران، في تصريح أحرج الحكومة العراقية وحلفاء واشنطن في بغداد.

وأذكت هذه التصريحات السجال الحامي في بغداد، بشأن الوجود الأميركي العسكري، الذي عاد إلى الواجهة بسبب الحديث عن إعادة تموضع أميركي في العراق سيعقب الانسحاب الكامل من سورية، وكذلك بسبب تحركات ميدانية غير مسبوقة منذ عام 2011 للجيش الأميركي في صحراء الأنبار (غرب) والموصل (شمال)، تسببت في احتكاك محدود مع قوات الحشد الشعبي العراقية.

Ad

الرئيس العراقي برهم صالح، رفض تصريحات ترامب بطريقة حاسمة، لخصت الموقف الرسمي الذي لا يرغب في التصادم مع واشنطن ويريد احتفاظها بقوات عسكرية على أراضيه، أمنية وجيوستراتيجية، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن يقبل أن يُستغل هذا الوجود ضد دولة أخرى، فكيف بالأحرى إذا كانت هذه الدولة هي إيران التي باتت تملك نفوذاً متصاعداً بين القوى العراقية؟!

وقال صالح، وهو سياسي كردي محنك مقرب من واشنطن، إن الرئيس الأميركي لم يطلب إذناً من العراق لتقوم القوات الأميركية الموجودة على أراضيه بـ«مراقبة إيران».

وبانتظار زيارة متوقعة لرئيس الحكومة عادل عبدالمهدي لواشنطن، توالت المواقف العراقية الرافضة لتصريحات ترامب من حلفاء واشنطن وخصومها على حد سواء، وكان أبرزها موقف الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، الذي قال إنه بإمكان الأجهزة العسكرية العراقية أن تخرج القوات الأميركية بـ«ليلة ظلماء».