«الهجرة السورية» لامس روح الواقع والخيال
بمشاركة 10 فنانين من مدارس مختلفة عبّروا عن حبهم لوطنهم
انطلاقا من سعي معرض The Hub المتواصل لإنعاش الحركة الفنية، أطلق معرض "الهجرة السورية"The Syrian Journey بالتعاون مع الفنانة التشكيلية السورية آية خير، حيث يجمع نخبة من الفنانين السوريين، والذي فتح أبوابه أمام الجمهور وعشاق الفن، وسيستمر على مدار أسبوع كامل. يهدف المعرض الى دعم الجوانب الفنية لدى الفنانين السوريين، تزامنا مع الأحداث الإنسانية الحالية في الجمهورية العربية السورية، وتشجيعهم على خطى دولة الكويت الدائمة. وتشمل أسماء المشاركين في المعرض كلاً من: آية خير، ومهند عرابي، ومحمد خياطة، وريما سلمون، ونور بهجت، وتالة خير، وسحر شان، وزهير حسيب، وخلود سباعي، ونعمان عيسى. وتميز المعرض بأعماله الفنية التي لامست روح الواقع والخيال معا في أنساق تشكيلية متنوعة وذات أبعاد ومضامين مختلفة.
الفن السوري
وبهذه المناسبة قالت خير: "أطلقت على المعرض الهجرة السورية، وجمعت 10 فنانين سوريين، وأنا شاركت أيضا معهم في المعرض"، ولفتت إلى أن بعض الفنانين يقيمون في دمشق، وهم فنانون معروفون من المدرسة القديمة، أما الفنانون الآخرون فيقيمون في دبي، وهناك فنانة تعيش في أوروبا، مضيفة أن كل فنان شارك في المعرض كتب رأيه عن سورية. وعن مشاركتها تقول خير إن لوحاتها تحكي عن المرأة التي جسدت سورية، فجاءت تارة بصورة الملاك وتارة أخرى بصورة المعطاءة.وكتب الفنانون عبارات مختلفة عبّرت عن حبهم لسورية، وقدموا أعمالهم الفنية التي فاضت بأساليب فنية، ومدارس وأفكار تحفل بتجليات لونية، فكتبت خير "إنها أنثى مزحومة... وامرأة نجد في بساطتها جاذبيتها.. ومن الحب لها صارت الحروب عليها.. ليتهافتوا على إزعاج المساء الجميل فيها، لكنها بقيت أما.. أطيب مما ينبغي.. تحضن أبناءها لتبقى راحة الياسمين فيهم وفي كل الشوارع والحارات العتيقة.. ولتبقى سورية الحبيبة.. كانت لكي تبقى وبقيت لأنها كانت"، وشاركت خير بلوحات جاءت بعنوانين منها "ياسمين الشام"، و"ملاك"، و"لمسات حنين للوطن"، و"شام"، و"أمل". أما الفنان التشكيلي مهند عرابي فكتب "رغم البعد نحمل في داخلنا قصصنا وحكايات جداتنا ورائحة أزقتنا القديمة وصباح مدننا".روح ووجدان
أما التشكيلية خلود السباعي فكتبت "يتضاعف نزيف اللوحة مع اغتيال مدينتي الأم حلب الحبيبة، التي عشت فيها الطفولة وعايشتها بالروح والوجدان، وأمسيت شاهدة على تفتيت نسيجها الروحي"، ثم ماذا بعد كل هذا الدمار؟ ثم ماذا بعد كل هذا الحنين...؟ هل تسجل اللوحة اليوم نزيف مدينتي العريقة؟ هل يندمل الجرح بعد هذا الترحال؟ وعبّرت تالة خير عن حبها لسورية "سورية وطن خلاق تلاقت فيه كل التناقضات وتوحدت الأضداد، عالجت دوما الخوف بالأمل، والكراهية بالمودة، والموت بحب الحياة. مرآتها وعينها عكستا حقيقة تاريخ الإنسان. في زمن أفرغت فيها كلمة الإنسانية من كل معانيها ورمت الأغوال في أحشائها كل قبائحها.لكن سورية ستبقى نقطة علام وموعد استحقاق في ذاكرة الإنسان.. أسطورة خلق دائم". وأخذت لوحات خير عناوين، ومنها لوحة جاءت بعنوان "عويل أب"، "خرق الأقنعة".وكتب الفنان نعمان عيسى: "بإمكاننا أن نستخدم الرمزية للإنارة على بعض القضايا أول لطرح مفاهيم مختلفة بصيغ مختلفة، لكن ثمة قضايا توجد في المستوى البعيد جدا من القلب. ربما لا ينفع معها الترميز، مفاهيم غائرة في القلب للدرجة التي قد تشكّل القلب ذاته. وعبّر محمد خياطة من خلال مشاركته بعبارة جاء فيها: "هناك خيط رفيق يربطني دائما بك، يجعلني أسترق النظر إليك كالعاشق، أتوق لعناق سمائك وبيتي الذي لم أعد أعرفه عنوانه... إلى لقاء قريب". وجاءت بعض أعمال خياطة بعنوان "الأم العملاقة".أما سحر شان فكتبت "على مر العصور والأزمان كانت سورية، وستبقى بلد المحبة والسلام، على الرغم من كل المتاعب والظروف التي مرت بها وبالمعول، وليس بحد السيف، بنيت على أرضها الحضارات، وجاءت هذه الجدارية بالخط المسماري لتخلد هذه المعاني الرائعة: "حطم سيفك.. وتناول معولك واتبعني لنزرع السلام والمحبة في كبد الأرض"... رسالة من الإله بعل، 5000 سنة قبل الميلاد.