البشير: نسعى لإعداد مسودة دستور دائم
لام واشنطن و«النظام العام» على «تفجر غضب الشباب»
استخدم الرئيس السوداني عمر حسن البشير، الذي يواجه احتجاجات شبه يومية ضد حكومته، نبرة تصالحية جديدة مع المتظاهرين، متعهداً بالعمل على اعداد مسودة دستور دائم للبلاد وإطلاق سراح جميع الصحافيين المعتقلين لدى جهاز الأمن، وحل جميع القضايا المتعلقة بالصحافة والإعلام.وقال خلال لقائه قادة أجهزة الإعلام والصحافة مساء أمس الأول، في «بيت الضيافة» بالخرطوم، إن هناك اتجاهاً لتكوين لجنة برئاسة شخصية قومية مقبولة لدى كل الناس لإعداد مسودة الدستور الدائم للبلاد.وأكد أن باب الحوار مفتوح مع أي جهة لتحقيق السلام وإخراج البلاد من الأزمات السياسية والاقتصادية.
وأعلن البشير (75 عاما) انه سيتم الافراج عن الصحافيين الـ16 المسجونين على خلفية الاحتجاجات، وأوضح استعداد الدولة لرفع كل التكاليف وإلغاء الضرائب والجمارك على مدخلات صناعة الصحافة، مشيراً إلى ضرورة إيجاد مؤسسات صحافية قوية تخدم قضايا البلاد. وأقر البشير، بأن «الذين خرجوا إلى الشوارع شباب، وغالبيتهم فتيات، وهناك دوافع لخروجهم الى الشارع، من ضمنها التضخم الذي ادى الى ارتفاع الاسعار، والوظائف المحدودة التي لا تتوازن مع عدد الخريجين». وأضاف أن قانون النظام العام هو «واحد من أسباب تفجّر غضب الشباب، والاجراءات الحكومية التراكمية خلقت غبنا وسط هؤلاء الشباب، خصوصاً فيما يتعلق بالتطبيق الخاطئ لقانون النظام العام بعيدا عن مقاصد الشريعة الاسلامية».وأشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية عموماً، بما في ذلك التضخم المرتفع، تُشكل أيضا سببا في اندلاع الاحتجاجات. وقال إن الشباب «طموحاتهم أعلى من الواقع، إضافة إلى قلة الوظائف في القطاعين العام والخاص». وحمّل البشير مجددا الولايات المتحدة مسؤولية المشاكل الاقتصادية التي تُعانيها بلاده. وقال: «منذ عام 1993 ونحن في قائمة الدول الراعية للإرهاب، رغم أن تقارير CIA منذ عام 2001 تقول إن السودان لا يؤوي ولا يدعم مجموعات إرهابية».حديث البشير مساء قابلته صباحاً مواجهات بين الشرطة ومئات المتظاهرين بمنطقة السوق العربي في قلب الخرطوم، الذين فرقتهم بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.