ميكانيكية الصداع وعلاجه
كثير من الناس الذين عاشوا أعراض الصداع النصفي يعرفون كم هو مؤلم ومزعج، لما يسبقه من ترجيع ودوخة واضطراب في النظر، وكثير من الانزعاج من الصوت والضوء والروائح وتقلبات الجو عامة كالرطوبة، مما يزيد حدة الألم في إحدى الجهات من الرأس والعينين أو في الجهتين، والتي قد تستمر 15 يوما! وقد اختلف العلماء في أسباب الصداع عامة وشدّته، وكثير منهم أيقنوا أنه يحدث بسبب عدم انتظام عملية انقباض الأوعية الدموية وتدفق الدم على الدماغ، كرد فعل غير عادي لأسباب كثيرة (سنذكرها)، فتغير خط سير التفاعلات الكيميائية للدماغ، إما نتيجة ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، أو نقص في المواد الغذائية، وقد يزيد نوبات الألم في الرأس الأكل المالح أو المعتق (قديم)، والقهوة، واختلاف مواعيد الوجبات الغذائية والأنيميا! كما أن بعض مواد التحلية الصناعية كالأسبارتام، والمواد الحافظة كالمونوجلوتاميت، أو التعرض لأشعة الشمس فترة طويلة، أو التعرض للروائح القوية كلها قد تزيد نوبات الصداع بأنواعه، في حين اضطراب النوم والهرمونات عند معظم النساء هو السبب الرئيس للصداع الشديد ونوباته المتكررة، هذا بالإضافة للإمساك أو الاستفراغ المزمن، أو بعض الأمراض المزمنة وعلاجاتها التي تؤدي إلى السعال المتكرر فتؤدي إلى الصداع، ويختفي العارض باختفاء المسبب.
لقد كثرت العلاجات المسكنة للألم على أرفف الأسواق المركزية والصيدليات، ويمكن لأي شخص أن يتناوله، ولكن للأسف بدون معرفة سبب الألم، أو مدى حساسية الشخص لهذا الدواء، مما يزيد الأعراض سوءاً نتيجة تحسسه من المواد الموجودة في المسكن، أو حساسيته من المادة نفسها. وأرى هنا أن هذه الأدوية يجب أن تصرف من الصيدليات فقط، ليتسنى لنا مساعدة أكبر عدد ممكن منهم في حسن اختياره للدواء، وإفادته بما يهمه، وإن عرف عن المسكنات البسيطة مثل الباراسيتامول أن مضاعفاته قليلة، لكنه معروف أيضاً بسُمِيّته على الكبد، ويسبب إتلافه خلال 48 ساعة إذا أخذ الشخص جرعات عالية منه خلال يوم ما مقداره 5000 ملغرام وما فوق، وأحياناً يضطر الفريق الطبي لاستئصال العضو إذا خاب إسعافه بالجلوتاثيون أوتحفيزه به أو بالأستيل سيستين المعروف ترياقاً ضده! لكن نقول لمن يشتكي من آلام أو قصور في الكبد أو الكلى، ألا يُكثر من مسكنات الألم عامة، وأن يبحث عن وسيلة أخرى مكملة وتعتبر أسلم له، وقد تكون من الطب التكميلي كالهيموباثي أو الأعشاب أو الطب العربي القديم لإزالة الصداع هذا، كربط الرأس مثلاً بقطعة قطنية لتقليل تدفق مادة الألم إلى الرأس، أو باستعمال زيت الكافور أو اليوكاليبتوس أو Valeriana Oil دهاناً خارجياً لتهدئة الأعصاب ريثما تتم معالجة السبب في ذلك.* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية