بينما رجّح خبراء أن ترتفع أسعار النفط لاستمرار الأزمة في فنزويلا، التي تعد واحدة من أكبر احتياطيات النفط بالعالم، لم يتردّد رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض خوان غوايدو، الذي اعترفت به نحو أربعين دولة رئيساً مؤقتاً، في السماح بتدخل عسكري أميركي في بلاده لطرد نيكولاس مادورو من السلطة.وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، قال غوايدو رداً على سؤال عما إذا كان سيسمح بتدخل عسكري أميركي: «سنفعل كل ما تقتضيه الضرورة، لإنقاذ أرواح بشرية، ولنوقف موت أطفالنا، وسنبذل قصارى جهدنا بطريقة مستقلة وسيادية لإنهاء حالة اغتصاب السلطة، وإقامة حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات حرّة».
وحذّر غوايدو ضباط الجيش من عرقلة وصول المساعدات الإنسانية الأميركية المتكدّسة منذ أيام بمستودعات على الحدود في كولومبيا، قائلاً: «أريد أن أرى عدد ضباط الجيش المستعدين لارتكاب جرائم ضد الإنسانية بعدم السماح بإنقاذ أرواح الناس الأكثر ضعفاً. نحو 300 ألف شخص يواجهون خطر الموت إذا لم يلقوا اهتماماً فورياً».في المقابل، اعتبر مادورو، أن سياسات واشنطن تجاه بلاده «تشبه سياساتها في دول مثل ليبيا والعراق وسورية وأفغانستان»، مؤكداً أنه لن يسمح «بحدوث فوضى عبر تشكيل معارضة مسلحة في البلاد، على غرار ما يجري في ليبيا».وذكر مادورو أن «الشعب العراقي كان سيعيش في ظروف أفضل اليوم لو أن الولايات المتحدة لم تشن الحرب على العراق، أو أرسلت المساعدات الإنسانية إليه».
ورفض في مؤتمر صحافي أمس الأول إدخال «المساعدات الإنسانية المزعومة، لأننا لسنا متسوّلين»، مضيفاً «إنهم يقدمون لنا ورق المراحيض مثل الذي يلقيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشعب بورتوريكو».في غضون ذلك، رأى الخبير الاقتصادي حجاج بوخضور، والخبير النفطي عبدالسميع بهبهاني، أن الأوضاع المضطربة التي تشهدها فنزويلا من شأنها قيادة أسعار النفط إلى الارتفاع على المدى الطويل، لتأثر معروض النفط العالمي سلباً هذا العام بفعل تراجعات كبيرة بصادرات الخام من كاراكاس.وأوضح بهبهاني أن المؤشرات الأولية تظهر انخفاض الإنتاج بواقع 300 ألف برميل منذ اندلاع الأزمة الأخيرة، متوقعاً أن تبلغ أسعار مزيج برنت معدل 70 دولاراً للبرميل نهاية العام الحالي.