أعلن رئيس قطاع الأسواق في هيئة أسواق المال، رئيس اللجنة التوجيهية لمشروع نظام الإفصاح الإلكتروني، مثنى الصالح، إطلاق النظام الجديد باستخدام لغة XBRL. وذكر الصالح أن الهيئة ستتيح المرحلة التجريبية والتـأهيلية للمشروع، لضمان استيعاب التطبيق بالشكل الأمثل حتى 30 سبتمبر، مؤكدا أن تلك الخطوة نقلة نوعية للسوق ككل، وستوحد لغة الإفصاح من جانب الشركات، وتتيح المعلومات بمعايير دقيقة لكل الجهات الرقابية.
وتوقع الصالح أن يتم تطبيق النظام فيما يخص بيانات وإفصاحات الشركات في البورصة، بالتنسيق مع شركة البورصة خلال الربع الثاني بين شهري أبريل ويونيو تقريبا. من جهته، قال رئيس لجنة التنفيذ لمشروع الإفصاح الإلكتروني، عبدالله التركيت، إن النظام الجديد سيوفر ما بين 70 و80 في المئة من الجهود التي كانت توجه لتقديم إفصاحات وبيانات لجهات رقابية مختلفة من ذات الشركة، مما سيجنب هذا النظام ازدواجية البيانات بأكثر من لغة ولأكثر من جهة، فضلا عن أنها ستكون محدثة ودقيقة.وأكد الصالح، في مؤتمر صحافي، عقد أمس بمناسبة إطلاق النظام، أن الخطوة تأتي من جانب الهيئة ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها الهيئة للارتقاء بمختلف التعاملات ذات الصلة بأنشطة الأوراق المالية وتعزيز مستويات الإفصاح والشفافية في السوق المالي الكويتي، بعد أن أطلقت هيئة أسواق المال اعتبارا من أمس، نظامها الجديد للإفصاحات الإلكترونية باستخدام لغة الـ XBRL - «نظام إفصاح - iFSAH.
المعنيون بالنظام الجديد
وذكر الصالح أن الجهات المعنية بتطبيقات هذا النظام تتمثل في الأشخاص المرخص لهم، صناديق الاستثمار، الشركات المدرجة، الأفراد والمؤسسات «المتعاملين» في السوق المالي الكويتي، مراقبي الحسابات، الجهات الرقابية الأخرى، وشركة بورصة الكويت، أما تفاصيل بيانات ومتطلبات الإفصاح المحددة في النظام، فتتضمنها بواباته الخمس وفق الآتي:• بوابة إفصاح خاصة بالبيانات المالية (Financials Reporting Domain)• بوابة إفصاح خاصة بمتطلبات مكافحة غسل الأموال (Anti-Money Laundering Reporting Domain)• بوابة إفصاح خاصة بالجمعيات العمومية (General Assembly Reporting Domain) • بوابة إفصاح خاصة بمتطلبات الحوكمة (Corporate Governance Reporting Domain)• بوابة إفصاح خاصة بإفصاحات السوق (Disclosures Reporting Domain)وأكد أن الهيئة استبقت موعد إطلاق النظام بإعداد خطة شاملة تضمن الانتقال التدريجي لهذا النظام الالكتروني الجديد بشكلٍ مرن وبلا معوقاتٍ، وفق مرحلتين رئيسيتين: الأولى مرحلة تأهيلية تعقبها مرحلة التطبيق الإلزامي. وأضاف أن المرحلة التأهيلية تنقسم بدورها إلى مراحل عدة، تبدأ بعملية إطلاق بـوابة الإفصـاح الخـاصة بـ «البيانات المالية»، وكذلك بوابة الإفصاح الخاصة بـ «متطلبات مكافحة غسل الأموال» كمرحلة أولى تمتد حتى آخر سبتمبر المقبل، حيث ستكون الأطراف المعنية مطالبة بتقديم متطلبات الإفصاح الخاصة بتلك البوابات للسنة المالية المنتهية في (31/ 12/ 2018). وسيتم إطلاق بوابات الإفصاح الأخرى فور استكمال عمليات الربط مع بورصة الكويت والجهات الرقابية الأخرى، وتهدف هذه المرحلة إلى تعريف المعنيين بخصائص هذا النظام ومزاياه وآليات التعامل معه، إذ سيتاح لهم في هذه المرحلة وخلال فترة زمنية محددة، التقدم بالإفصاحات والتقارير المطلوبة من خلال هذا النظام الجديد عبر بواباته المحددة (بصورة تجريبية)، إضافة إلى استمرارهم بتقديم الإفصاحات والتقارير ذاتها، وفقا للطرق التقليدية المعمول بها قبل تطبيق هذا النظام، الأمر الذي يمثّل فرصة لهم لامتلاكهم مقومات التعامل مع هذا النظام، ويُمَكن في الوقت ذاته من إجراء المزيد من الاختبارات العملية لتجاوز أي عقبات قد ترافق عملية تطبيقه، سواء كانت فنية أو تقنية.نهاية الإفصاح التقليدي
أما مرحلة التطبيق الإلزامي، فستشهد إيقاف العمل بطرق الإفصاح التقليدية المعمول بها قبل تطبيق نظام الإفصاح الإلكتروني باستخدام لغة الـ XBRL (إفصاح iFSAH)، ليبقى هذا النظام الآلية الوحيدة المتاحة لكافة الجهات المعنية بالإفصاح للتقدم بإفصاحاتها وتقاريرها إلى الهيئة، وذلك اعتبارا من تاريخ دخول هذه المرحلة حيز التنفيذ.وتكمن أهمية هذا المشروع في اعتباره أحد أهم المشاريع الاستراتيجية للهيئة، التي تنفذها بالتعاون مع مكتب إرنست ويونغ للاستشارات وشركة أيرس لخدمات الأعمال المحدودة، والتي ستساعدها إلى حد بعيد في تحقيق أهدافها وممارسة دورها الرقابي بصورة فاعلة باعتباره أحد المرتكزات الرئيسة لإرساء البنية الأساسية المطلوبة لأسواق المال، ويسهم في زيادة تنافسيتها وتحسين المناخ الاستثماري المحلي على وجه العموم في الكويت.ويمكن القول إن تطبيق هذا النظام يمثل خطوة حاسمة لتحقيق عدد من أهداف الهيئة الأساسية، لاسيما ما اتصل منها بتعزيز مبادئ الشفافية والإفصاح في أسواق المال، إذ يتيح هذا النظام الآلي فائق الحداثة استقبال الإفصاحات عن المعلومات والبيانات المالية وغير المالية من الشركات المدرجة والأشخاص المرخص لهم، وأنظمة الاستثمار الجماعي بعد توحيد أشكال عناصر تلك الإفصاحات والتقارير وفق لغة الـ XBRL، الأمر الذي يضمن دقة البيانات والمعلومات التي تتضمنها تلك الإفصاحات ويسهل التعامل معها من جميع متعامليها. وعلى صعيد بيئة الاستثمار المحلية تحديدا، سيتيح هذا النظام فرصة تجاوز المعوقات العديدة المتصلة بعملية تبادل البيانات والمعلومات بين مختلف الأطراف المعنية والمتعاملة في السوق المالي الكويتي (من شركات وأفراد ومكاتب تدقيق وجهات رقابية أخرى).وتجدر الإشارة إلى أن نظام الإفصاح الإلكتروني هذا يعتمد لغة الـ XBRL (Extensible Business Reporting Language)، وهي لغة معيارية رقمية مرنة (قابلة للتوسع) تم تطويرها خصيصاً لدعم الإفصاح وتبادل المعلومات بين جهات وأطراف النشاط الاقتصادي ومختلف مستخدمي البيانات والمعلومات (المالية وغير المالية)، أما المعيارية الخاصة بتلك اللغة، فترجع للاتفاق العالمي حول مفاهيمها ومصطلحاتها تحت مظلة منظمة الـ XBRL العالمية، وهي منظمة دولية غير ربحية معنية بوضع المعايير الخاصة بلغة الـ XBRL، وتعمل على إعداد وإصدار التصنيفات والمحددات الخاصة بتلك اللغة، هذا فضلا عن تطويرها بهدف الارتقاء وتحسين عملية الإفصاح في الأسواق المالية.