انسحاب ترامب من الصفقة الإيرانية خطوة ناجحة بوضوح
![ناشيونال ريفيو](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1584200553489429300/1584200568000/1280x960.jpg)
تشمل الأدلة الجديدة الأخرى على ضعف خطة العمل الشاملة المشتركة وخداع إيران "الأرشيف النووي" الإيراني، وهو مجموعة ضخمة من الوثائق الإيرانية عن برنامجها للأسلحة النووية، وتُظهر هذه الوثائق، التي سرقها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في مطلع عام 2018، أن إيران في تصريحها عن نشاطاتها المرتبطة بالأسلحة النووية عام 2015 كذبت على الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فتشير الوثائق إلى أن إيران كانت تخطط لبناء خمسة رؤوس نووية صاروخية وأنها شيدت مجمّع أنفاق سرياً تحت الأرض في قاعدة بارشين العسكرية حيث كانت تطور مكونات أسلحة نووية. في 25 يناير، تحدث مسؤولون فرنسيون عن احتمال فرض عقوبات جديدة على إيران رداً على اختبارها أخيراً صواريخ بالستية تتمتع بقدرة نووية، وتشير بعض التقارير أيضاً إلى أن دولاً أخرى في الاتحاد الأوروبي تفكّر في عقوبات مماثلة، وكشفت إيران عن صاروخها الأحدث، صاروخ حويزة الجوال الذي يبلغ مداه 1300 كليومتر، في الثاني من فبراير. لا تفتقر خطة العمل الشاملة المشتركة إلى بنود تكبح برنامج إيران الصاروخي فحسب، بل أُضعفت أيضاً، خلال المحادثات التي قادت إلى الاتفاق النووي، والعقوبات المتعلقة بالصواريخ التي فرضتها الأمم المتحدة سابقاً على إيران.أشارت تقارير عدة خلال الأشهر القليلة الماضية إلى أن إيران بدأت نشاطاتها النووية، منها توسيع عملية تعدين اليورانيوم وإنتاجه، مما يتخطى حد ما هو مسموح به بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، كذلك أعلن مسؤول إيراني أخيراً أن إيران تخطط لاستئناف تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20% إلى يورانيوم 235، ولا شك أن هذه الخطوة تشكّل انتهاكاً مباشراً لخطة العمل الشاملة المشتركة.يمثل التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الخطر الذي تشكّله إيران مع مشاركة كاملة من حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين هدف إدارة ترامب الأكبر، صحيح أن هذا الهدف قد يبدو بعيد المنال خلال الأمد القريب إلى المتوسط إلا أن إعادة فرض عقوبات أميركية على إيران هدف مهم قصير الأمد، سبق أن أثبت نجاحه وسيعزز بالتأكيد الأمن الإقليمي والدولي. ويشكّل قرار ترامب الانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية رغم المعارضة القوية التي واجهها من مؤسسة السياسة الخارجية، والإعلام، والديمقراطيين، والقادة الأوروبيين، ورغم مقاومة المجتمع الاستخباراتي الأميركية وعدد من أعضاء حكومته السابقين، عملا رئاسيا يسمح اليوم للولايات المتحدة والعالم بالتركيز على مجموعة المخاطر بأكملها التي تمثلها إيران من دون أن تكون أيدينا مكبلة باتفاق أوباما النووي الإيراني الذي يعاني عيوباً عميقة جمة.* «فريد فليتز*»