توازن الأمن والاقتصاد
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
فأدرك العالم أنها المواجهة الأولى مع بداية الحرب الباردة، وغمرت ردود الأفعال مناطق متفرقة مولدة أزمات في أماكن متفرقة من هذا العالم، وبالطبع كان لمنطقة الشرق الأوسط نصيب الأسد منها، وابتدأت الولايات المتحدة وبريطانيا في رسم الملامح الجديدة لهذا العالم. فابتدأ تشرشل بإطلاق مصطلح الستار الحديدي على الكتلة الشرقية، وأسدل الستار عليها بمساعدة الرئيس الأميركي ترومان، الذي ساهم أيضا في التحذير من الدول التي ترزح تحت القبضة الحديدية السوفياتية متسببة في عزلة بينها وبين العالم المتطور، الذي قطف ثمار الثورات الصناعية، وبادر بالتصنيع والاستثمار في الشق الاقتصادي، تاركة للدول في الكتلة الشرقية تعزيز الشق الأمني فقط. وتأثرت دول الشرق الأوسط بتداعيات الحرب الباردة، فتبنت سلوكيات الحذر والحيطة ورسم الاستراتيجيات الأمنية، والتعامل مع هواجس الحروب الأهلية والتدخلات الخارجية، ولم تستثمر في الصناعة والتكنولوجيا، وما إن انتهت الحرب الباردة 1990، حتى استعادت الدول قواها بعد كارثة الغزو. لقد آن الأوان لتستمتع بمزيج من الاقتصاد، وتقطف ثمار الثورة الصناعية الخامسة على حد تعبير قادة مؤتمر الحكومات الذي انعقد في دولة الإمارات قبل عدة أيام.