ديزي الأمير وإدفيك شيبوب وغادة السمان... قصص حب لم تكتمل
• رسائل الأدباء إليهن أجمل ما كتب في أدب الرسائل
لا شك في أن أدب الرسائل لا سيما رسائل الحب، أحد أجمل الأنواع الأدبية الذي يتجدد باستمرار، مع كل خفقة قلب ورسم قصة حب على الورق، وعندما نقول أدب الرسائل، يتبادر إلى الذهن جملة من الأدباء من بينهم: جبران خليل جبران ورسائله إلى مي زيادة، الشاعر خليل حاوي ورسائله إلى الأديبة العراقية ديزي الأمير، الزعيم أنطون سعادة ورسائله إلى الأديبة اللبنانية إدفيك شيبوب، غسان كنفاني ورسائله إلى الأديبة السورية غادة السمان، واللائحة تطول.
جمعت بين الشاعر اللبناني د. خليل حاوي والأديبة العراقية ديزي الأمير علاقة كادت تكلل بالزواج، إلا أن الحرب التي عصفت بلبنان في سبعينيات القرن الماضي والاجتياح الإسرائيلي لبيروت وضعاً حداً مأساوياً لها، إذ انتحر خليل حاوي في ثمانينيات القرن الماضي احتجاجاً على الاجتياح الإسرائيلي لمدينته بيروت. تخللت هذه العلاقة رسائل متبادلة بين الاثنين، عندما تفرق المسافات بينهما، لا سيما خلال أسفار كل منهما، هي إلى العراق وهو إلى أميركا وإنكلترا... في أواخر الثمانينيات، نشرت ديزي الأمير رسائله إليها في كتاب «خليل حاوي، رسائل الحب والحياة»، من دون أن تذكر اسمها، واعترفت بأنها حذفت مقاطع منها لأنها تسيء إلى الآخرين، ولم تنشر رسائلها إليه لأنها مع ورثته.ارتبطت ديزي الأمير مع خليل حاوي برابطة فكرية وثقافية وأدبية قبل الرابطة العاطفية، فواظبت على حضور محاضراته التي كان يلقيها في الجامعة الأميركية في بيروت وكانت تستشيره في كتاباتها وأمور أدبية، لذا حفلت الرسائل بمواقف تجاوزت العواطف إلى أمور تتعلق بشؤون الحياة كافة...
أنطون سعادة وإدفيك شيبوب
إدفيك شيبوب أديبة لبنانية دافعت طوال حياتها عن قضايا المرأة، وأنطون سعادة زعيم سياسي ومؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي، التقيا ذات وقت في القرن العشرين وعاشا قصة حب كتب لها أن تبقى في السر نظراً إلى محرمات فرضتها التقاليد في ثلاثينيات القرن الماضي... بعد سنوات على غياب أنطون سعادة، أصدرت إدفيك شيبوب كتاب «رسائل حب من أنطون سعادة إلى أدفيك جريديني شيبوب» (1997)، مؤرخة بين 2 أكتوبر 1937 و14 أبريل 1938، تحفل بأفكار فكرية وفلسفية وبنظرة جريئة إلى الحب تخرجه من سجن العادات، وترسم صورة إنسانية جميلة لزعيم سياسي كان الناس يعتبرون أنه يضع العواطف في المرتبة الثانية فيما هو برز في الرسائل رجلاً عاطفياً شفافاً يخفق قلبه للحب. وتعتبر هذه الرسائل الوحيدة التي تضمنت رأي أنطون سعادة في الحب والعلاقات الإنسانية...غادة السمان وغسان كنفاني
بين غسان كنفاني وغادة السمان علاقة اختلطت فيها الصداقة بالحب ونتجت عنها رسائل في الحب والفكر والسياسة، أصدرتها غادة السمان في كتاب «رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان» موثقة بالصور وموقعة بين 1966 و1967، رغبة منها في إبراز أن هذا المناضل العنيد، يحمل قلب شاعر داحضة بذلك الصورة التقليدية للمناضل، وقد أحدث هذا الكتاب جدلا في الأوساط الثقافية واستياء لدى مناضلي فلسطين لرفضهم الصورة التي رسمتها الرسائل عن غسان كنفاني العاشق، لا سيما أن أسلوبه أظهر شخصيته الرقيقة والشفافة، خصوصاً في وصف حبيبته وتأكيده مدى حاجته إليها، ومدى جنون حبه لها..غادة وأنسي الحاج
لم يكن غسان كنفاني الوحيد الذي كانت له مراسلات مع غادة السمان، ففي عام 2016، أصدرت الأخيرة كتاب «رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمان» (دار الطليعة) كشفت فيه رسائل وجهها إليها الشاعر أنسي الحاج خلال قصة حب ربطت بينهما عندما كان في السادسة والعشرين وهي في العشرين من عمرها، وأوردت في المقدمة: «لم أكتب لأنسي أي رسالة، فقد كنا نلتقي كل يوم تقريباً في مقهى الهورس شو - الحمرا أو مقهى الدولتشي فيتا والديبلومات - الروشة أو مقهى الأنكل سام وهذه المقاهي انقرضت اليوم». وفي ختام الكتاب نشرت شهادة صغيرة كتبها الحاج حول مجموعتها القصصية «رحيل المرافئ القديمة» عام 1973.