كشف وفد مركز "كوك تشلدرنز" الأميركي لنظام الرعاية الصحية، الذي يتخذ من ولاية تكساس مقرا له، عن انتشار مرض فرط الأنسولين بين الأطفال في الكويت، وهو من الأمراض النادرة، ومن أعراضه وتأثيراته الجانبية تأثر دماغ الطفل المريض وفقدان البصر والصرع والصمم.وأكدوا أن الهدف من زيارة الكويت، التي تمت يومي 27 و28 يناير الماضي، هو مساعدة الأطباء في الكويت وفهم الصورة كاملة عن مدى احتياجهم من ناحية الاستشارات الفنية والأمراض النادرة. وأعلنوا زيارتهم لمستشفيات الصباح والبنك الوطني للأطفال والعدان.
وقال مدير برنامج الغدد الصماء والسكري في المركز د. بول ثورنتون لـ "الجريدة" إن هذه المرض النادر يصيب 1 من بين 50 ألف مريض، مؤكدا أن أحد المتخصصين في وزارة الصحة أخبره بأن هناك 10 حالات تعاني فرط الأنسولين، وهي حالات عالية جدا، مقارنة بعدد السكان في الكويت، وقد يرجع ذلك إلى العامل الوراثي.وذكر "أننا لاحظنا حالات متعددة لمرض الأعصاب والسكري والسرطان والأمراض الجينية الوراثية في الكويت"، مؤكدا أنه سيكون لنا "عمل مباشر في هذه التخصصات بالتعاون والتنسيق مع المتخصصين في الكويت، وهناك زيارات مستقبلية لعدد من المستشفيات في الكويت خلال الفترة المقبلة".وأعلن ثورنتون العمل على بحث علمي لتطوير دواء لفرط الأنسولين، مشيرا إلى أن الزيارة إلى الكويت تهدف إلى إنشاء علاقة تعاون بين الأطباء في الجانبين ومعرفة آليات العلاج.وأوضح "أننا ساعدنا الكويت في إدخال أدوية متطورة مثل أدوية الضمور العضلي التي لم تكن متوافرة من قبل، وأصبحت حالات الضمور العضلي تعالج في الكويت وكانت تعالج في الخارج قبل ذلك".وشدد د. ثورنتون على أن الأطباء في الكويت ذوو مستوى عال من العلم، والتحدي الذي يواجههم هو نقص الأجهزة والإمكانات".
جراحة العظام
من جانبها، أكدت مديرة قسم جراحة اليد والأوعية الدموية الدقيقة بقسم جراحة العظام في مركز "كوك تشلدرنز"، د. باميلا شيرمان، أن نقص فيتامين "د" بين الأطفال يعد سببا رئيسيا في كسور العظام بين الأطفال.وأكدت أنها قامت بزيارتين الى مستشفى البنك الوطني للأطفال بالكويت، مؤكدة ان المستشفى ذو مواصفات عالية، ولافتة الى أن الزيارة الثانية للمستشفى تركت انطباعا أكبر في التقدم، وأضاف الكثير من الخدمات العلاجية، مشيرة الى ان المستشفى يوفر أغلب ما يحتاج إليه المرضى في كبريات المستشفيات العالمية.بدوره، أكد مدير برنامج اضطراب الحركة وإعادة التأهيل العصبي د. وارن ماركس أن مركز "كوك تشلدرنز" يملك قسما متطورا في علاج الصرع لدى الأطفال، وهو من الأقساك المتقدمة ليس على مستوى الولايات المتحدة فقط، وإنما على مساوى العالم كله.وأشار إلى وجود برنامج خاص لأمراض الصرع الوراثية، كاشفا عن التوجه لاستخدام الروبوت في إجراء العمليات الجراحية. وأعلن عن وجود 100 بحث علمي في المستشفى، تتضمن أبحاثا متخصصة في الصرع والأعصاب.وأضاف أن زيادة الحركة لدى الأطفال وعدم علاجها قد لا تؤثر على الطفل في المستقبل، ولكن هناك احتمالا بالتضرر، ولهذا من الأفضل أن يتم علاجه بعمل برنامج حياتي للطفل، لممارسته بشكل متكامل لكل مناحي الحياة، لأوقات الأكل واللعب وغيرهما، حتى يستوعب أن لكل شيء وقته.وقال ماركس إن الحركة الزائدة عن الحد أمر طبيعي في الأطفال، ولكن قد تكون هناك مشكلة يمكن رصدها إن كانت الحركة الزائدة للطفل يصاحبها عارض آخر مثل عدم الانتباه، وإن كان في المدرسة مثلا لا ينتبه لما يقدمه له معلمه.المرضى الدوليون
بدورها، أكدت المديرة التنفيذية لخدمات العناية بالمرضى خارج الولايات المتحدة لدى "كوك تشلدرنز" لنظام الرعاية الصحية، سينثيا غونزاليس، إن المركز يعتزم توسيع نطاق برنامج المرضى الدوليين المكثف من خلال توفير علاجات متخصصة في تقويم العظام مع رعاية رفيعة المستوى لأطفال الشرق الأوسط، إضافة إلى التخصصات الأخرى التي يتميز فيها من علم الأعصاب والغدد الصماء وأمراض الدم والأورام إلى أمراض القلب وعلم الوراثة والمسالك البولية.وأضافت غونزاليس: "يوفر أطباؤنا أفضل العلاجات والتقنيات المتطورة، في جين تتفانى جهات الدعم في اهتمامها بمختلف التفاصيل وتوحيد الجهود لبلورة رؤية قابلة للتنفيذ وتحويلها إلى تأثير ملموس في حياة الأطفال".وقالت: "لدينا فريق متخصص يجيد عدة لغات، بما في ذلك العربية، ويتحلى بوعي كبير على المستوى الإنسانيين والثقافي، مع التزامٍ راسخٍ بإضفاء طابعٍ من الخصوصية إلى تجربة المريض والأسرة والارتقاء بها، حيث يتألف من مواهب مذهلة حائزة على الجوائز، وتتميز بحبها الكبير للأطفال وتكريس جهودها خدمةً لصحتهم الوقائية والعلاجية".وأوضحت أن مركز "كوك تشلدرنز" يتميز بقربه من مطار دالاس فورت وورث الدولي الذي يتعامل مع أبرز شركات الطيران في الشرق الأوسط مع رحلات جوية مباشرة يومياً، ويوظف المركز فريقاً من المرافقين الشخصيين الذين يتحدثون عدة لغات ومستعدين على مدار الساعة للمساعدة في مختلف مسائل السفر وغير ذلك.وأشارت إلى أن المركز توصل إلى عدد من الإنجازات في عام 2017 بما في ذلك إنشاء برنامج السكتة والجلطة الدماغية، بهدف توفير تشخيص سريع وتطوير علاج أكثر فعالية والخروج بأفضل نتائج ممكنة في حالات السكتة الدماغية لدى الأطفال.