ضمن فعاليات الموسم الثقافي لمركز جابر الأحمد (جسور ثقافية)، حلَّ الكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل ضيفا على «حديث الاثنين» بالقاعة المستديرة، للحديث عن تجربة «القراءة من أجل الحياة»، وسط حضور كبير توافد لمعرفة تجربة كاتب استطاع أن يبث الروح في بعض الأفكار، ويترجمها إلى فعل على أرض الواقع.وقد تحدث مانغويل عن القراءة، وتجربة القارئ الفريدة مع كل كتاب، لاسيما أن القراءة عنده عن القراءة، وهي واحدة من تلك الأشياء القليلة التي «تأخذنا إلى غبطة مضاعفة»، لأنها تشبه الواقع في حب الحب ذاته. وقال مانغويل إنه يكتب عن القراءة مدافعا عن حقنا كقراء في أن نجيء مختلفين، ومثلما أنه «لا يمكن لقارئين أن يقلبا صفحات الكتاب نفسه في المكتبة ذاتها، فالأمر أيضا كما أنك لا تستطيع عبور النهر ذاته مرتين، فلكل منا تجربته الفريدة مع الكتب، وبهذا المعنى تصبح رحلتنا القرائية هي سيرتنا الذاتية في أكثر صورها جلاء».
مانغويل هو مترجم ومحرر وجامع للأعمال الكتابية، وكاتب وأديب عالمي عشق القراءة منذ الصغر، دفعة حبه وعشقه للقراءة، الذي وصل إلى حد الجنون، إلى جمع الكثير من الكتب والأعمال الأدبية، فظل عدة سنوات طويلة يقوم بجمع الكتب، حتى أصبح في النهاية صاحب أكبر المكتبات الشخصية بأوروبا والعالم.
موظف في مكتبة
وقال مانغويل عن مسيرته المهنية: «كنت أحب القراءة بشكل جنوني إلى درجة أنه الطبيعي عندما تسأل صغيرا؛ ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ سيقول لك على الفور أريد أن أصبح طبيبا أو طيارا أو مهندسا، لكن بالنسبة لي كنت أحلم بأن أصبح موظفا في مكتبة».وبالفعل عندما وصل مانغويل إلى سن المراهقة التقى الكاتب خورخي بورخيس، لكن خورخي كان لديه مشكلة في النظر جعلته شبه كفيف، فظل مانغويل يذهب معه إلى مكتبة بيغماليون، وعمل بها قارئا له، بعد عودته من المدرسة، وهذا الأمر جعله يتعلق بالقراءة بشكل أكثر بكثير. وظل مانغويل يقوم بالقراءة لبورخيس لأربع سنوات (1964 - 1968)، وليبدأ فيما بعد بجمع الكتب وترجمتها إلى عدة لغات مختلفة، من بينها العربية، ثم عمل كمراسل صحافي، وفي كتابة المقالات، ثم عمل كمحرر.وقام مانغويل بكتابة الكثير من الأعمال الأدبية المهمة، مثل: «قاموس الأماكن الوهمية»، كما كتب العديد من الروايات، أشهرها «أخبار جاءت من بلد أجنبي»، وكتب أيضاً مجموعة من المؤلفات السينمائية، أشهرها «عروس فرانكنشتاين» عام (1997) و«تاريخ القراءة» و«فن القراءة» والمكتبة في الليل» و«الفضول» و«مدينة الكلمات»، إلى جانب مجموعة كبيرة من المقالات المهمة، مثل: «البحث من خلال الزجاج الخشبي». وفي ديسمبر عام 2015 عُين مانغويل مديرا للمكتبة الوطنية في الأرجنتين.