دفع فريق الكويت لكرة القدم فاتورة سنوات عجاف غابت فيها الكرة الكويتية عن المشاركات الخارجية بسبب الإيقاف، وودّع الأبيض ملحق دوري أبطال آسيا من الجولة التأهيلية الثانية أمام ذوب آهن الإيراني بهدف من دون رد.

وحاول الأبيض أن يتجاوز كل الصعاب في الملحق الآسيوي، فحقق فوزا صعبا على الوحدات الأردني في الجولة الأولى، وحوّل تأخره بهدفين في بداية اللقاء إلى فوز بالثلاثة.

Ad

وفي مباراة أصفهان، واجه الكويت أجواء باردة لم يتعودها، إلى جانب فريق متحمس وحكم "ظالم" لا يعرف الحياد، وهو ما أجهض حلم الاستمرار في دوري الأبطال.

وجاءت مشاركة الكويت في الملحق الآسيوي بنظامه المجحف ظالمة، وكان جلياً أن الفرصة تبدو ضئيلة وربما تكون معدومة، فالوجود في 3 مباريات خارج الديار وأمام فرق قوية، وبفارق زمني ضئيل، أمر من الصعوبة أن تتحمله الفرق الخليجية وليس الكويت فقط.

ما سبق لا يعني أن الفريق الأبيض كان مثالياً في مواجهة الفريق الإيراني، فهناك أخطاء بالجملة سواء فنية أو فيما يخص مستوى بعض اللاعبين المتواضع في المباراة.

مبالغة دفاعية

ورغم الأنباء المتواترة عن الفريق الإيراني، وأنه متراجع في الدوري الإيراني إلى المركز قبل الأخير، وما يمر به من أزمات، فإن الجهاز الفني في الكويت بقيادة محمد عبدالله اعتمد توليفة غلب عليها الجانب الدفاعي، بوجود 3 لاعبين دفعة واحدة في وسط الملعب بمهام دفاعية، هم عصام العدوة، وطلال الفاضل، وحميد ميدو، إلى جانب تقييد الأطراف فهد الهاجري، وسامي الصانع، الأمر الذي أبعد المهاجمين جمعة سعيد ويعقوب الطراروة وفيصل زايد عن باقي الفريق، وسهّل من مهمة الدفاع الإيراني لفرض الرقابة عليهم.

ومن خلال توليفة الأبيض والأسماء الموجودة على دكة البدلاء، كان الأولى الدفع بحميد ميدو في مركزه كظير أيسر بدلاً من الاستعانة بفهد الهاجري، لاسيما أن شريدة الشريدة المـتألق في المباريات الأخيرة كان قادرا على القيام بمهام ميدو في الوسط، وكذلك تأخرت تبديلات عبدالله كثيراً، ولم يحرك الجهاز الفني ساكنا حتى الدقيقة 80، رغم ابتعاد العديد من اللاعبين عن مستواهم المعهود.

وجاءت الاستعانة بالبرازيلي لوكاس غير الجاهز بدنيا على حساب يعقوب الطراروة، في غير محلها، في ظل وجود طلال جازع على مقاعد البدلاء، لاسيما أن الأخير يملك المهارة والسرعة، التي افتقدها الأبيض في فترات كثيرة.

كذلك بدت العشوائية على أداء الأبيض لاسيما في الشوط الأول، وهو ما جرّأ الفريق الإيراني رغم حالة الرهبة التي دخل بها أصحاب الأرض المباراة في ظل سمعة كبيرة للفريق الأبيض، وقدرته على تخطي عقبة الوحدات وتقديمه مستوى مميزاً.

ولم يكن المستوى في الشوط الثاني على قدر الطموح في ظل تراجع مبالغ فيه للدفاع، وفتح الطريق أمام ذوب آهن لتكرار هجماته على مرمى حميد القلاف، الذي أنقذ مرماه من هجمات كانت كفيلة بزيادة غلة الأهداف.

إجمالا لم يكن الكويت في يومه، ولم يظهر بمستواه المميز، وهو ما يجب عليه تداركه في كأس الاتحاد الآسيوي، حيث عاد على حساب كاظمة في المجموعة الثانية والتي تضم النجمة البحريني، والجزيرة الأردني، والاتحاد السوري.

الحكم متهم

حمّل مدرب الكويت محمد عبدالله الحكم الياباني مينورو توجو مسؤولية خسارة فريقه أمام ذوب آهن أصفهان، مشيرا إلى أن توجو تغاضى عن احتساب ركلة جزاء صحيحة واضحة وضوح الشمس، وكانت كفيلة بتغيير شكل المباراة.

وأضاف عبدالله أن الحكم جعل المباراة غير متكافئة ليزيد الصعاب التي واجهها الأبيض في الملحق الآسيوي، مؤكداً أن الخسارة ستكون درساً للمستقبل في مشاركات الكويت المقبلة.

من جانبه، اعتذر نائب رئيس جهاز الكرة عادل عقلة إلى جماهير الكويت عن الخسارة، مؤكدا أن الأبيض حاول بكل جهده الوصول إلى ملحق الأبطال.