كم بلغ سعر الابتزاز الإعلامي؟
يتعرض الكثير من المسؤولين والسياسيين في الدولة للابتزاز ممن يعلونهم منصباً أو من بعض أصحاب النفوذ، أو من الإعلاميين الذين جعلوا لكل تغريدة مبلغاً، يهددون بها من لا يرضخ لأوامرهم وأهوائهم، فإذا كان هذا المسؤول أو الموظف أو السياسي إنسانا نزيها واثقا بنفسه، فلن يعبأ بالابتزاز، ولن يرضخ له.
مسؤول شاب ذو منصب رفيع في البلد عرف عنه الاستقامة في خدمته والنزاهة في عمله حتى أثار حفيظة بعض أصحاب النفوذ ممن تعرضت مصالحهم الخاصة للضرر بسبب مواقف هذا الرجل، أخبرني مرة أن إعلامياً معروفاً اتصل به وأبلغه أن مجموعة ما قد عرضت عليه (الإعلامي) مبلغاً محترماً مقابل تسخير قلمه في الهجوم على هذا المسؤول صاحب المنصب، والإساءة إليه بشكل مباشر، والتشكيك في ذمته وأمانته حتى يتوقف عن منهجه الذي يتبعه، ويرضخ لضغوط أصحاب المصالح، وسبب اتصال هذا الإعلامي كان للطلب من هذا المسؤول وبكل وقاحة دفع مبلغ أكبر مقابل امتناعه عن الهجوم عليه أو الاستعداد لما سيواجهه في الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وبالطبع رفض المسؤول هذا الابتزاز القبيح وقرر الاستمرار في واجباته ومواقفه.الابتزاز أسلوب الخبثاء، وهو واقع مر يتعرض له الكثير من المسؤولين والسياسيين في الدولة، إما ممن يعلونهم منصباً، وإما من بعض أصحاب النفوذ، وإما من إعلاميي الشوارع وبعض مرتزقة وسائل التواصل الاجتماعي الذين جعلوا لكل تغريدة مبلغاً ولكل تعليق قيمة، يهددون بها من لا يرضخ لأوامرهم ومن لا يتبع أهواءهم، فإذا كان هذا المسؤول أو الموظف أو السياسي إنسانا نزيها واثقا بنفسه، ويعرف ما له وما عليه فلن يعبأ بالابتزاز، ولن يرضخ له، وأما إن كان هذا المسؤول أو السياسي ذا نفس ضعيفة أو صاحب سوابق أو يده امتدت للحرام فإنه سينكسر أمام المبتزين، ويخضع لهم ويدور في فلكهم طمعاً في جائزتهم وخوفاً من هتك أستاره.
أعتقد أن أقوى سلاح في مواجهة الابتزاز هو كشفه والإعلان عنه، ثم الاستمرار في التمسك بالمبادئ النزيهة لآخر لحظة، ففي النهاية لن يصح إلا الصحيح، وسيحمل كل امرئ ما اكتسبت يداه من الإثم، وبقدر صمود أصحاب المواقف على مبادئهم ترتفع مكانتهم بين الناس وتظهر سلامة قراراتهم، وأما التردد والضعف وقبول الابتزاز فإنها بداية السقوط وبوابة الخيانة للأمة والمجتمع.هل تتعرض للابتزاز والمساومة في وظيفتك أو تجارتك أو نشاطك المهني أو عملك الاجتماعي والسياسي؟ واجه هذا الابتزاز بشجاعة، واقطع دابر أهل الشر، ولا تتأخر لحظة في التمسك بما تعتقده مرضياً لربك ومصلحاً لنفسك ونافعاً لوطنك، فهاهنا تكمن قيمة الحياة الحقيقية. والله الموفق.