الجامعة الأميركية في القاهرة تدشِّن مئويتها بمعرضين تشكيليين
«أن تسكن الأحلام» يستلهم الفن الفرعوني و«بنت النيل» يتناول نضال المرأة
تشهد قاعة «الفنون» داخل مقر الجامعة الأميركية في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية، معرضين تشكيليين للفنانتين هدى لطفي وشيرين جرجس، ضمن احتفال الجامعة بمئويتها التي بدأت في فبراير الجاري وتستمر حتى فبراير العام المقبل، وتشمل الفعاليات تدشين مركز التحرير الثقافي الذي افتتح قبل أيام داخل حرم الجامعة.
يقام معرض هدى لطفي في قاعة «مارجو فيون» بعنوان «أن تسكن الأحلام»، فيما يحمل معرض شيرين جرجس عنوان «بنت النيل»، ويقام في قاعتي Future وLegacy. ونظمت مستشارة رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة والرئيس الأكاديمي للفنون والبرامج الثقافية شيفا بلاغي، المعرضين كبداية لسلسلة معارض فنية وأنشطة ثقافية بمركز التحرير الثقافي، الذي يستهدف افتتاحه أن يكون قبلة ثقافية لسكان وزائري القاهرة، إلى جانب طلاب وخريجي الجامعة الأميركية في القاهرة.وقال رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة، فرنسيس ريتشياردوني، في بيان بمناسبة افتتاح المعرضين: «ندرك دائماً في الجامعة الأميركية بالقاهرة أن مصر هي أم الدنيا، وأنها أساس الإبداع والفنون في المنطقة، ولذلك فإن إقامة هذه المعارض الجديدة للفنانتين المصريتين المعروفتين دولياً هدى لطفي وشيرين جرجس ترسخ هذه الحقيقة مُجدداً».
ويعد هذا أول معرض لهدى لطفي في الجامعة الأميركية بالقاهرة منذ نحو 20 عاماً، ويتألف «أن تسكن الأحلام» من رسومات ولوحات ومنحوتات وتركيبات فنية، وتتأثر أعمالها بالسريالية والفن الفرعوني والفلسفة الشرقية والتأمل. وتقول لطفي: «ثمة سكون وهدوء في اللوحات. الشعور العام هو التأمل والتفكير في صمت».وفي لوحاتها تصور لطفي مشاهد للمساحات الداخلية والبورتريهات الشخصية العميقة، ويمثل الصوت الذي يتضمن موسيقى تأملية لأستاذ الفلسفة والروحانيات روبرت سبيرا، جزءاً أساسياً من المعرض، كذلك تقدم الفنانة رسماً متحركاً قصيراً مع الموسيقى، يصور شخصيات مستمدة من الفن الفرعوني.يشار إلى أن هدى لطفي مؤرخة ثقافية ونسوية، تترجم أعمالها في مجال الفنون البصرية هذه الانتماءات بطرائق مركبة متعددة، وقد بدأت مسيرتها الفنية عندما كانت تعمل أستاذة في الجامعة الأميركية في القاهرة، حيث درّست لنحو 25 عاماً، وعُرضت أعمالها الفنية في أماكن عدة حول العالم.
درية شفيق
يأتي «بنت النيل» كأول معرض تقيمه الفنانة المصرية الأميركية شيرين جرجس في مصر، وتعرض من خلاله سلسلة لوحات ومنحوتات مستوحاة من درية شفيق، إحدى رائدات الحركة النسوية في القرن العشرين، والتي كانت عقدت في يوم 19 فبراير 1951، ما سمته «المؤتمر النسوي» في حرم الجامعة الأميركية في القاهرة. واحتشد في ذلك اليوم 1500 امرأة وأعلنت شفيق آنذاك: «اجتماعنا اليوم ليس مؤتمراً بل هو برلمان، وبرلمان حقيقي! برلمان المرأة! نحن نصف الأمة!». ثم خرجت المجموعة من قاعة إيوارت في الجامعة إلى شارع قصر العيني إلى بوابات البرلمان وطالبت بمنح المرأة حق التصويت وتولي المناصب العامة، وأدت الاحتجاجات في نهاية المطاف إلى إعلان الحكومة المصرية في يناير 1956 منح النساء المواطنات حق التصويت.ودمجت الفنانة أفكاراً ومفاهيم من حياة درية شفيق في تاريخها الشخصي وتطورها الفني، ويُعد الورق المقطوع يدوياً سمة مميزة للوحات جرجس التي تستخدم مواد وطرائق مختلفة لتعكس الوقت والمكان، وتبرُز الزخرفة في أعمالها من خلال عناصر مثل الصحراء، وتدفق المياه، والضوء المتسلل في الهواء.يُذكر أن شيرين جرجس وُلدت في مدينة الأقصر (أقصى جنوب مصر) عام 1974، وحصلت على درجة البكالوريوس من كلية الدراسات الإبداعية في جامعة كاليفورنيا، ودرجة الماجستير من جامعة نيفادا، وتشغل حالياً منصب أستاذة مساعدة في الفنون الجميلة ونائب عميد الكلية في جامعة جنوب كاليفورنيا، وأقامت معارض عدة حول العالم.عملة تذكارية بمناسبة اليوبيل الماسي للجامعة
وافقت الحكومة المصرية على إصدار عملة تذكارية بمناسبة الاحتفال بمئوية الجامعة الأميركية بالقاهرة. وقالت نجلاء سمير، أستاذة مساعدة بقسم الفنون بالجامعة وعضو فريق العمل الذي سيضطلع بإعداد المواد الترويجية الخاصة بمئوية الجامعة: «تعد هذه الموافقة تقديراً من الحكومة المصرية لأهمية تخليد احتفال الجامعة بمرور مئة عام على إنشائها».يذكر أن العملات التذكارية الصادرة، فئة الجنيه الذهب، و100 جنيه فضية.