واشنطن: عهد جديد في المنطقة... وإيران أكبر تهديد لها

• نتنياهو يشيد بـ «منعطف عربي تاريخي» خلال مؤتمر وارسو... وظريف يسخر من أوهامه
• «صفقة القرن» عقب انتخابات إسرائيل... والفلسطينيون يتهمون كوشنير بـ «تطبيع الاحتلال»
● تركيا تعرض آلية تجارة على غرار أوروبا

نشر في 15-02-2019
آخر تحديث 15-02-2019 | 00:05
شددت واشنطن، أمس، خلال اليوم الثاني من مؤتمر وارسو للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط على ضرورة اعتماد عهد جديد من التعاون في المنطقة لإرساء الأمن، ورأت أن إيران تمثّل أكبر تهديد.
ركزت واشنطن أمس خلال الجلسة الرئيسية لـ "مؤتمر وارسو"، الذي تنظمه بالتعاون مع بولندا لبحث الأمن والسلام في الشرق الأوسط على أهمية بلورة عهد جديد من التعاون بين دول المنطقة لإرساء الأمن والسلام.

وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، خلال كلمة له أمام الاجتماع الذي حضره ممثلون عن 60 دولة من بينها إسرائيل ووزراء خارجية 10 دول عربية: "نحن الآن شاهدون على بدء عهد جديد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقادة البحرين والسعودية والإمارات. جميعهم يتقاسمون الخبز، وسيتشاركون في المؤتمر وجهات النظر الصادقة حول التحديات التي تواجهها المنطقة".

وأضاف: "بولندا والولايات المتحدة ترحبان بهذا الملتقى، الذي يعد رمزا للتعاون وإشارة مليئة بالأمل لمستقبل مشرق ينتظر دول الشرق الأوسط. دعونا نشير إلى أننا أقوى حينما نكون معا".

من جانب آخر، طلب بنس من الحلفاء الأوروبيين الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، محذراً من مزيد من العقوبات الأميركية على طهران.

وندد بنس بإيران التي وصفها بأنها "أكبر تهديد للسلام والأمن في الشرق الأوسط"، واتهم النظام الإيراني بالتخطيط لارتكاب "محرقة جديدة" بسبب طموحاته الإقليمية.

مواجهة التحديات

في موازاة ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في كلمته أمام المؤتمر، إلى عهد جديد من التعاون في الشرق الأوسط، وقال إنه لا يمكن لأي دولة أن تظل بمعزل عن التصدي للتحديات الإقليمية، مثل إيران وسورية واليمن والسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال بومبيو: "تسعى الولايات المتحدة إلى عهد جديد من التعاون بين كل بلداننا بشأن كيفية مواجهة هذه القضايا".

وأضاف: "ما من تحد في المنطقة سيحل نفسه بنفسه. علينا أن نعمل معا من أجل الأمن. ما من سبيل لأي دولة لأن تبقى بمعزل".

وأحجم عن توجيه انتقاد مباشر لطهران، لكنه أدرجها في قائمة التحديات بالشرق الأوسط وأقر بوجود خلافات بين الدول في جميع القضايا.

وفي وقت سابق، قال بومبيو خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط دون التصدي لإيران، التي اتهمها بـ "تنفيذ حملة اغتيالات في أنحاء أوروبا".

توتر ووحدة

وتحدث بومبيو وسط توترات مع "الاتحاد الأوروبي" بشأن قرار واشنطن الانسحاب من "الاتفاق النووي" الذي أبرمته القوى العالمية مع إيران عام 2015 وإعلانها المفاجئ سحب قواتها من سورية.

وعقب كلمة الوزير الأميركي، أكد وكيل وزارة الخارجية الألمانية، نيلس أنين، الذي ترأس وفد برلين إلى وارسو، بعد أن تخلى وزير الخارجية هايكو ماس عن المشاركة: "أوروبا ليست منقسمة حول قضية إيران"، لافتا إلى أن هناك تكاتفا لأجل الاتفاق النووي بشأن منع تطوير قنبلة نووية إيرانية.

ولم ترسل كثير من دول أوروبا الغربية، مثل ألمانيا وفرنسا، وزراء خارجيتها للمشاركة بالمؤتمر، فيما رفضت روسيا والصين وتركيا المشاركة بالمؤتمر، لأنه "يركز على نشاط إيران فقط" من أجل خدمة أهداف واشنطن.

إشادة نتنياهو

من جهته، أشاد نتنياهو خلال كلمته أمس بالعشاء الافتتاحي للمؤتمر مساء أمس الأول، وقال إنه شكل "منعطفاً تاريخياً". وأضاف "في القاعة جلس حوالي 60 وزيرا للخارجية يمثلون عشرات الحكومات، ورئيس وزراء إسرائيلي ووزراء خارجية دول عربية بارزة، وتحدثوا بقوة ووضوح ووحدة غير عادية ضد التهديد المشترك الذي يشكله النظام الإيراني".

وأعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي عن أمله في أن تمهد "وحدة الموقف" هذه الطريق أمام تطبيع أكبر في العلاقات لتشكل كل جوانب الحياة.

صنع التاريخ

وعلّق نتنياهو على جلوسه إلى جانب وزير الخارجية اليمني خالد اليماني في المؤتمر بنشر صورة على تويتر وكتب فوقها بالعبرية "نصنع التاريخ".

والتقى نتنياهو في مقر إقامته بوارسو أمس الأول وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي.

ورداً على سؤال إن كانت مملكة البحرين ستدعو نتنياهو للزيارة، قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد، لدى خروجه من جلسة المؤتمر: "سيحدث عندما يحدث".

وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها قائد إسرائيلي رفيع المستوى ومسؤولون عرب رفيعون في مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991.

يشار إلى أن إسرائيل لا تقيم علاقات دبلوماسية إلا مع دولتين عربيتين هما مصر والأردن.

سخرية ظريف

في المقابل، سخر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مما وصفها بـ "أوهام نتنياهو" بعدما صرح به للصحافيين عن اجتماع مزمع مع ممثلين عرب لـ "دفع المصالحة المشتركة بشأن الحرب مع إيران" على هامش مؤتمر وارسو.

قال ظريف عبر "تويتر": "لقد عرفنا دائما أوهام نتنياهو. والآن، العالم، وأولئك الذين يحضرون سيرك وارسو، يعرفون ذلك".

وهاجم ظريف المؤتمر، في تغريدة سابقة مساء أمس الأول، عقب اعتداء استهدف حافلة

لـ "الحرس الثوري" وسقط فيه 27 قتيلا في محافظة سيستان بلوشستان، واعتبر أنه "ليس من قبيل الصدفة أن يضرب الإرهاب إيران في اليوم نفسه لبدء سيرك وارسو". وتابع: "خاصة عندما يحتفل أصدقاء الإرهابيين بشوارع وارسو، ويدعمونها بواسطة روبوتات تويتر". في إشارة إلى حضور ممثلين عن منظمة "مجاهدي خلق" المتمردة التي تصنفها طهران إرهابية.

ولاحقا ردت وزارة الخارجية البولندية، على تغريدة ظريف، قائلة: "بولندا تدين الإرهاب بكل أشكاله"، مضيفة أنه "لا يوجد إرهابيون في وارسو، توجد ديمقراطية، وحرية تعبير وتضامن".

صفقة القرن

من جانب آخر، قال كبير مساعدي الرئيس الأميركي غاريد كوشنير، إن "البيت الأبيض" سيقدم خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي يطلق عليها "صفقة القرن" بعد الانتخابات الإسرائيلية.

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن كوشنير قوله في جلسة مغلقة مع وزراء خارجية مشاركين في مؤتمر وارسو: "نقدم خطة السلام بعد انتخابات 9 أبريل في إسرائيل".

في المقابل، عبّرت السلطة الفلسطينية، أمس، عن استنكارها للمؤتمر، الذي يهدف برأيها إلى "تطبيع الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية".

تركيا تعرض آلية تجارة على غرار أوروبا

أعلنت تركيا عن استعدادها لوضع آلية تجارية شبيهة بالآلية الأوروبية للتعاون مع إيران، التي وضعتها بروكسل للالتفاف على العقوبات الأميركية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال لقاء مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في سوتشي أمس: "أنقرة ترحب بالآلية الأوروبية الخاصة للتجارة مع إيران، ومستعدة للتعاون معها في إطارها، وكذلك وضع آلية ثنائية".

بولندا تنفي اتهامات طهران وممثل برلين يدافع عن وحدة أوروبا
back to top