صُنع في الكويت
(Maker faire) استضافت الكويت وللمرة الثالثة معرض ميكر فاير الذي يهدف إلى تعزيز التنمية الاجتماعية المستدامة، ودعم ورعاية مشاريع الشباب الكويتيين بمختلف أعمارهم، تحقيقا لرؤية سمو أمير البلاد نحو الاهتمام بالشباب؛ يقينا من سموه بأنهم صُناع المستقبل، حيث شارك فيه ١٥٠ مشروعا محققا زيادة بنسبة ٤٠٪ عن المشاركات السابقة؛ وهذا يطلعنا على قوة العقلية الشبابية إذا ما وجهت رؤاها ورسالتها نحو تنمية البلاد وغرس حب العمل والإنتاج فيها، وهذا يجعلني أعرّج على أخي الذي كان أحد المشاركين تحت اسم (Usfalbader.art) في هذا المعرض والذي استهوته فكرة المعرض السابق، فقرر ألا يأتي هذا العام إلا ويكون أحد المشاركين فيه، وفعلا عمل واجتهد وحقق نجاحا باهرا من خلال هذا المعرض. كان معرضا خياليا، كل مشروع فيه يدعوك لتصوت له من قوته وفوائده الجمة، كان محفزا وداعما لكل من يزوره من الشباب، بحيث تفنن المشاركون في عرض مواهبهم الجميلة، والمساهمة في إبراز كل طاقاتهم فيما يعود عليهم وعلى الوطن بالنفع؛ إلا أن الأسئلة القائمة: ماذا بعد كل هذه الإنتاجات العبقرية والإبداعات الخلاقة والمواهب الفذة؟ هل المكافأة المالية تسد حاجة أولئك الشباب؟ وهل ستؤخذ هذه المشاريع ويتم تبنيها بحيث تكون الكويت دولة رائدة في الصناعات، ونرى في سنوات قريبة عبارة "صنع في الكويت"؟ نعم أنا مع الحكومة بالدعوة لمثل هذه الإبداعات، ولا أنكر أنها وفرت العديد من المراكز التي تساهم في تبني مثل هذه المشروعات، ومع الرؤية السامية لأمير البلاد، حفظه الله ورعاه، إلا أن الشباب عند توجههم لمثل هذه المؤسسات والهيئات تظهر لهم "حمارة القايلة"، و"الطنطل"، و"الأشباح والعفاريت" المتمثلة بالقوانين التي ما أنزل الله بها من سلطان كشوكة في البلعوم، لتهدم أحلامهم وأمانيهم وأهدافهم، فينقلبون على أعقابهم خائبين.
فأرجو أن توضع هذه القوانين وفق دراسات وأنظمة موزونة، وألا يُسن قانون وفق هوى أي مسؤول طمعا في إغاظة مسؤول آخر، أو تتدخل المحسوبية والوساطات في مثل هذه المشاريع، أو أن هذا القانون لا يعجبني فأستبدل به آخر يخدم رغبات المسؤولين. ترفقوا بأحلام وأهداف أولئك الشباب، ولا تكونوا ذلك الباب المسدود الذي يقف عائقا أمام الطموحات، أو حبل المشنقة الذي يدعوكم (للفساد) من أجل مصالحكم.فلنتقِّ الله ولننظر إلى تلك المشاريع الجميلة كمصدر لرقي الكويت ونهضتها، ولنسعَ كلنا جاهدين في السير وفق المسيرة الأميرية، ولنر عندما نسافر إلى البلدان البعيدة "صُنع في الكويت".