رياح وأوتاد: دور القبيضة في صفقة القرن
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
وذلك لأن العرب لا يملكون أي عامل من عوامل القوة لدعم مطالبهم في المفاوضات، وبالتالي فإنهم بالتأكيد لن يقبضوا شيئاً من صفقة القرن المزمع عقدها من أجل التطبيع، أي أنه سيكون تطبيعاً من غير مقابل حقيقي، وضمان لسلام دائم يتم التنازل فيه عن حقوق شرعية يكفلها القانون الدولي. وهذا التنازل يشبه تنازل القبيضة عندنا، وهم الذين عُرفوا بشطارة القبض واستغلوا فرصة عدم وجود قوانين تجرم فعلهم حتى الآن، فتنازلوا عن حقوق مشروعة ومبادئ مستقرة.وقد يكون هؤلاء القبيضة أقل سوءاً من المنادين بالتطبيع مع الصهاينة لأنهم لم يتنازلوا عن الأرض والمقدسات لمصلحة أسوأ خلق الله، أما المطبعون فرغم اجتماعاتهم الكثيرة مع الصهاينة فلم يستطيعوا إنقاذ ولا قطعة مقدسية صغيرة، ولا شريحة خليلية متواضعة، وما زالوا يطالبون بالتطبيع، ربما بسبب مكاسب دخلت في جيوبهم.الحقيقة أن الضعف أمام العدو مهانة، والتطبيع تنازل عن المبادئ والكرامة والمقدسات، وصفقة القرن جريمة شرعية وقانونية حتى في القوانين التي صنعها الغرب بنفسه. والمؤلم حقاً، وهذه هي حال الأمة، أن يتم تصوير زعماء وحكام العرب أمام شعوبهم أنهم أبطال ومصدر العز والكرامة، ولكن في صراعهم مع أقرانهم فقط.