اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في كلمة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي، أمس، أن خطر نشوب حرب مع إسرائيل «هائل»، بسبب «تصرفات» إسرائيل والولايات المتحدة، متهما تل ابيب بالسعي الى الحرب. وتعليقا على الضربات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع إيرانية في سورية، قال ظريف: «نحن في سورية بناء على طلب الحكومة السورية لغرض وحيد هو محاربة الإرهاب، لا لأي سبب آخر»، مضيفا أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي بغاراتها، لكن المجتمع الدولي يلوم طهران على وجودها العسكري الذي لا ينتهك القانون.
وأردف: «خطر الحرب هائل، وسيكون أفدح إذا واصلتم التغاضي عن الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي».وندد وزير الخارجية الإيراني بتصريحات نائب الرئيس الأميركي الذي اتهم طهران بالتحضير لهولوكوست (محرقة النازيين بحق اليهود) جديدة، والسعي الى حيازة السلاح النووي.وقال ظريف إن بنس «طلب بغطرسة من أوروبا، على أرضها، أن تنضم الى الولايات المتحدة وتنسحب من الاتفاق النووي، وأن تضر عبر ذلك بأمنها». وأضاف أن «اتهاماته المشينة لإيران، بما فيها مزاعمه الجاهلة عن معاداة السامية (...) سخيفة وخطيرة في الوقت نفسه».وإذ وصف السياسة الأميركية حيال إيران بأنها «هاجس مرضي يتسبب في معاناة المنطقة منذ أربعين عاماً»، ردّ ظريف على اتهام واشنطن لإيران بالتدخل في شؤون دول الشرق الأوسط مثل العراق واليمن وسورية ولبنان والبحرين بالقول «الأميركيون يؤكدون أن إيران تتدخل في شؤون المنطقة، لكن هل سأل أحد نفسه، لمن هذه المنطقة؟ انظروا إلى الخريطة، الجنود الأميركيون قطعوا 10 آلاف كيلومتر ليطوقوا حدودنا بقواعدهم»، وأضاف: «هناك طرفة تقول إن الحدود الإيرانية تموضعت بين القواعد الأميركية». وسعت واشنطن في مؤتمر وارسو للوقوف في وجه ما أسمته بـ «التموضع الإيراني في المنطقة».في سياق متصل، قال الوزير الإيراني إن الآلية الأوروبية للتجارة مع إيران لا تفي بالغرض، وإن على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بذل جهد أكبر لإظهار التزامهم بالاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015.وأضاف ظريف أمام مؤتمر ميونيخ للأمن «ينبغي أن تكون أوروبا مستعدة لتحمّل المخاطر إذا أرادت أن تسبح ضد تيار الأحادية الأميركية الخطير».الى ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في خطاب ألقاه بإقليم هرمزجان جنوب البلاد: «إيران مستعدة للعمل مع دول المنطقة للحفاظ على الأمن في الشرق الأوسط... نريد إقامة علاقات أخوية مع كل دول المنطقة... إيران لم تبادر مطلقا بأي عدوان في المنطقة». وتابع: «دول المنطقة التي تعتقد أن باستطاعة إسرائيل وأميركا تحقيق الأمن مخطئة. يجب علينا نحن المسلمين أن نضمن أمن المنطقة»، وردت الحشود بهتافات «الموت لأميركا» و»الموت لإسرائيل».في سياق آخر، وبينما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية أمس السفير الباكستاني للاحتجاج على الهجوم الذي الانتحاري الذي استهدف الحرس الثوري في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد، وتبنته جماعة «جيش محمد»، أكد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان) أن «على الحكومة الباكستانية تحمّل المسؤولية بشأن الهجوم الذي خططت له ونفذته مجموعة إرهابية انطلاقا من أراضيها». وهدد الحرس الثوري السعودية والإمارات وباكستان بالرد.في سياق آخر، أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) الحكومية بأن نوابا في مجلس الشورى يعتزمون استدعاء روحاني على خلفية الأزمة الاقتصادية المستمرة. ووفقا للوكالة، سيتم الاستماع إلى تعليق الرئيس بشأن 14 قضية، بينها البطالة والتضخم. ولم يتم على وجه الدقة تحديد الموعد الذي سيتم فيه استدعاء روحاني الذي سيكون الثاني له منذ انتخابه رئيسا عام 2013. وأشارت «ايسنا» إلى أن الاستدعاء ربما يقود إلى تصويت بالثقة.
«تويتر» يجبر خامنئي على حذف تغريدة
علق موقع «تويتر» حساب المرشد الإيراني علي خامنئي مؤقتاً بعد نشره تغريدة تتضمن فتوى مؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل الخميني بهدر دم الكاتب البريطاني الهندي سلمان رشدي، في عام 1989.وتسببت التغريدة بحملة تبليغات ضدها بوصفها تحرّض على العنف. ووفق قوانين «تويتر»، فإن هذا الخطأ من جانب خامنئي كان يجب أن يقابل بإغلاق حسابه، لكن موقع التواصل الاجتماعي علّق النشر حتى تم حذف التغريدة.وقال المتحدث باسم «تويتر»: «هذه التغريدة من المرشد الإيراني انتهكت شروط الخدمة الخاصة بالموقع، وتمت إزالتها، لافتاً إلى أن ذلك «ينافي قواعدنا أن نضع تهديدات بالعنف أو نرغب في الأذى الجسدي الخطير أو الموت أو المرض لمجموعة من الناس أو لأي شخص».وتعتمد السلطات الإيرانية سياسة مزدوجة حيال موقع «تويتر»، فهو محظور رسمياً لكن المسؤولين الإيرانيين جميعهم لديهم حسابات موثقة عليه.