الطاقة المتجددة في حسابات الإنتاج والأسعار
التطورات التي شهدتها أسواق الطاقة العالمية في الأيام القليلة الماضية كانت متوقعة– وربما مرجحة– في ضوء تقلبات المصادر، وأهمها النفط الصخري– والكندي خاصة– إضافة إلى الارتفاع الواضح في أسعار الخام، كما حدث في الكويت نهاية الأسبوع الماضي، والذي يؤشر على أي حال إلى مسار تصاعدي، ولو في المستقبل القريب على الأقل.وربما تشهد الأسواق تقلبات متباينة أيضاً تبعاً لوتيرة النمو الاقتصادي في الكثير من دول العالم، وخاصة الآسيوية، والسعي إلى النأي عن الحسابات التقليدية في خطط المستقبل.وقالت شركة بي بي، في تقريرها السنوي، الذي أصدرته في منتصف شهر فبراير الجاري حول صورة الطاقة في العالم، إن الطاقة المتجددة سوف تكون المصدر الأسرع نمواً في العالم، و"ستتغلغل بطريقة تفوق أي وقود في التاريخ"، لتصبح المصدر الأكبر للطاقة بحكم تنوعها وسهولة توافرها.
في غضون ذلك، يتوقع أن تشكل الطاقة المتجددة حوالي ثلثي الارتفاع في توليد الطاقة على الصعيد العالمي، وأن تصل حصتها في قطاع الطاقة العالمي إلى ما يقارب الثلاثين في المئة بحلول عام 2040 مرتفعة عن النسبة الراهنة البالغة حوالي 10 في المئة.ويقول محللون إن الاتحاد الأوروبي سيستمر في التوسع بهذا القطاع، وستصل حصته فيه إلى أكثر من 50 في المئة بحلول عام 2040، بحسب تقرير بي بي. من جهة أخرى، سوف تنخفض حصة الفحم على الصعيد العالمي بصورة كبيرة، وسوف تتفوق عليه الطاقة المتجددة كمصدر رئيسي للطاقة في السنوات القليلة المقبلة. كما سوف يرتفع الطلب على النفط خلال تلك الفترة ولكن بوتيرة أبطأ من الماضي.من جهة أخرى، ورغم أن التوقعات تشير إلى أن الطلب على النفط قد يصل إلى ذروته في نهاية العقد المقبل، فإن شركة بي بي لاحظت أن الخام سوف يستمر في لعب دور بارز ضمن كل السيناريوهات في قطاع الطاقة بحلول عام 2040. ويضاف إلى ذلك أن خبراء الطاقة يرون أن "مستويات معينة من الاستثمارات مطلوبة من أجل تلبية الامداد النفطي في تلك السنة وألا تقل تلك الاستثمارات عن تريليونات الدولارات على أي حال".ومقارنة مع تقرير بي بي في السنة الماضية كان التغير الأبرز في الطاقة المتجددة وفي استهلاك الصين منها. وقد عدلت "بي بي" توقعاتها للطاقة المتجددة بنسبة 9 في المئة، في حين خفضت استهلاك الصين الى 7 في المئة، "مما يعكس الوتيرة التي تعدل فيها الصين خططها إلى نمو اقتصادي أكثر استدامة".وتشكل الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي معاً أكثرية النمو في الطاقة الرئيسية، وتشير التوقعات إلى احتمال حدوث تحول لافت على هذا الصعيد في المستقبل القريب بغض النظر عن التطورات الجيوسياسية وفرص المواجهة أو التسوية في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وضغوط الغرب الرامية إلى تشكيل ائتلاف لمواجهة ايران.وفي تطور لافت، قالت صحيفة سيدني مورننغ هيرالد الأسترالية إن علماء الصين أعلنوا أخيراً خططاً لبناء وإطلاق محطة شمسية تستطيع التقاط الأشعة على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع، وفي وسعها طرح "طاقة نظيفة إلى البشر" بنسبة 99 في المئة، وكثافة تبلغ 6 مرات أكثر من المزارع الشمسية العاملة على الأرض. وبحسب الصحيفة سوف تبدأ الصين تنفيذ هذه الخطة بين 2021 و2025، قبل أن تتطور إلى مجالات أوسع تشكل نقلة نوعية في الاقتصاد الصيني.