أطرب الفنان محمد المطيري أسماع الجمهور في ليلة «أغنيات طلال مداح»، أمس الأول، في مركز اليرموك الثقافي، ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ 24 لدار الآثار الإسلامية، بحضور الشيخة انتصار الصباح، والزميل رئيس تحرير «الجريدة» خالد هلال المطيري، ومدير إدارة البرامج الإعلامية والتقنية والعلاقات العامة بدار الآثار أسامة البلهان، وجمهور عاشق للموسيقى والغناء الخليجي.قدم الحفل عضو ديوانية الموسيقى بدار الآثار، م. صباح الريس، وقال في حديث مقتضب: «نقضي أمسيتنا مع فنان هاو، عبر رحلة حجازية من خلال أغنيات المطرب الراحل طلال مداح».
بدوره، قال الفنان محمد المطيري: «هذه الليلة ليست ليلة مع أغنيات الحجاز، بل مع ألوان عديدة قدمها طلال مداح».وبصوته العذب، أشجى المطيري الجمهور بـ 7 أغنيات للمطرب الراحل طلال مداح، في لمسة وفاء وعرفان وتقديراً لمكانة هذا الفنان السعودي الكبير، إذ غنى على مدار ساعة كاملة أجمل أعمال الراحل الذي وافته المنية في 11 أغسطس 2000.واستهل المطيري فقرات برنامج الحفل، التي أطربت حضور هذه الليلة الطربية الجميلة، من خلال أغنية «صفالي حبي اليوم»، للمطرب طلال مداح، من كلمات محمد الإدريسي وألحان عبدالله محمد، التي يقول مطلعها: «صفالي حبي اليوم .. بعد الجفا واللوم/ عادت ليالي الهنا .. والفرح بيدوم/ صفالي عيشي وطاب .. من عودة الأحباب/ كان القليب مصاب .. وأصبح سليم اليوم».
لون تونسي
ومن اللون التونسي، أدى المطيري، أغنية «طوّل يا ليل» كلمات لطفي زيني وألحان طلال مداح، التي يقول مطلعها: «طوّل يا ليل.. واسهري يا عين.. طوّل وعاد ثاني.. يسلم محبوبي اللي لقاني».ثم اتبعها، بأغنية «لا تقول خلي العيون» كلمات الأمير محمد العبدالله الفيصل وألحان مداح، ليتحوّل بعدها إلى اللون السوداني مع أغنية «هل تذكر يا أسمر» كلمات سعيد الهندي وألحان مداح.«اسمع حياتي» كلمات لطفي زيني وألحان طلال مداح، التي يمكن اطلاق عليها من أغنيات الموقف التي تعبر عن شعور اللحظة نفسها، ننهل من كلماتها: «اسمع حياتي لا تسئ الظن فيا/ حكم ضميرك قبل ما تحكم عليا/ المحبة هيه هيه كل مالها تزيد شوية/ حبي أغلى من عينيه أبتدى مني إليه».ومن اللون المصري، غنى المطيري «يا قمرنا ليه» وهي من كلمات المنتظر وألحان المبدع الراحل بليغ حمدي، وأعقبها بأغنية «تعلق قلبي» امرؤ القيس وألحان مطلق الذيابي، التي سبقها موّال يقول: «صوني جمالك عنا إننا بشـرٌ/ خلق التراب وهذا الحسن رباني/ قومي اطلبي فلكاً تأوينه ملكاً/ لا تنصبي شركا للمغرم العاني». وبمناسبة أعياد الكويت الوطنية، اختتم الفنان محمد المطيري ليلته مع الأغنية الوطنية الشهيرة «عالية رايات الوطن» للمطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر، التي تحمل كل مفردات الحب للكويت الغالية، وصاغها الشاعر الرائع بدر بورسلي ولحنها المتميز د. عبدالرب إدريس.لقب المداح
ولد طلال مداح، واسمه بالكامل طلال بن عبد الشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري، في الخامس من أغسطس 1940، في مدينة مكة، وانتقل إلى الطائف، اكتسب لقب المداح من زوج خالته علي المداح الذي رباه بعد وفاة أمه، قبل أن يبلغ العامين من عمره، درس طلال المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في الطائف، وفي هذه الفترة بدأ يغني ويشاركه في العزف على العود زميله عبدالرحمن خوندنه.التحق بوظيفة في مركز البريد ليحصل على مصدر رزق لكنه سرعان ما ترك الوظيفة وجازف بالمال القليل الذي كان يملكه عندما اكتشف أنه يعشق الغناء ولا يستطيع الحياة بعيداً عنه.بدأ مشواره الفني بأواخر الخمسينيات من القرن الماضي، عندما أطلق أغنيته الأولى «وردك يا زارع الورد»، من كلمات عبدالكريم خزام وألحان مداح، لتشكل هذه الأغنية انطلاقة لأحد أبرز فناني الخليج عبر التاريخ. بعد هذا النجاح بدأ طلال تسجيل أغانيه للإذاعة وشارك في العديد من الحفلات. وكان ينافسه في ذلك الوقت طارق عبدالحكيم وفوزي محسون وعبدالله محمد وعمر كدرس.اشتهر مداح بأغنيات «سويعات الأصيل» و«أغراب» و«زمان الصمت» و«مقادير» و«تصدّق ولا أحلفلك»، وهي من أهم الروائع التي قدمتها الأغنية الخليجية عبر التاريخ، وانتشرت الأغنيات في أرجاء الوطن العربي.تعاون مداح مع عمالقة الفن في مصر وغيرها من الدول العربية مثل محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي ومحمد الموجي، كما اشترك بغناء أوبريت «الله البادي» مع محمد عبده.