الأرض وذاكرتها في فيلم وثائقي حول الهنود بأميركا واللاجئين الفلسطينيين في لبنان
في حدث هو الأول من نوعه يشهده لبنان في مجال السينما، عرض في متحف سرسق في بيروت الفيلم الوثائقي Spaces of Exception للمخرجين مالك رسامني ومات بيترسون، الذي يسلط الضوء على قضية اللاجئين في مقاربة واقعية جريئة تتناول واقع محميات الهنود في الولايات المتحدة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
أعقب العرض الافتتاحي لفيلم Spaces of Exception (90 دقيقة)، حوار ونقاش حوله، بين الحضور والمخرجين مالك رسامني ومات بيترسون أداره وشارك فيه البروفسور ساري حنفي من الجامعة الأميركية ببيروت. الفيلم نتاج ثلاث سنوات من العمل على أفلام قصيرة ومحاضرات، وامتد تصويره بين 2014 و2017 في مناطق عدة هي: أريزونا ونيومكسيكو ونيويورك وساوث داكوتا في الولايات المتحدة، ولبنان والضفة الغربية. يشكل الفيلم محاولة لفهم أهمية الأرض، ذاكرتها وانقساماتها، وظروف الحياة والمجتمع والسيادة، ويأتي ضمن مشروع الوسائط المتعددة طويل الأجل الذي يحمل عنوان «السكان الأصليون واللاجئون» The Native and The Refugee الذي قدم في أكثر من 50 مركزاً ثقافياً وجامعة مرموقة من بينها جامعات هارفرد وكامبريدج وكولومبيا.
بدأ دورته العالمية بمهرجان السينما في الشارقة، ثم في متحف سرسق في لبنان، على أن ينتقل عرضه إلى الأردن والضفة الغربية والمخيمات الفلسطينية، ومنها لاحقاً إلى جامعات ومهرجانات عالمية ودول أوروبا وأميركا.
آراء قوية وجريئة
يوضح مالك رسامني أن «الفيلم يأتي تتويجاً لمشروع كبير امتد لسنوات، ويحكي عن الهنود في أميركا واللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط والتشابه بينهم، لافتاً إلى أن الهدف الأساسي أن يتعرف الناس أكثر إلى واقع وحياة اللاجئين والمحميات البشرية، فلا تعدّ هذه الأماكن استثنائية مهمشة يعيش قاطنوها على هامش المجتمعات.ويضيف: «لم يكن الهدف أن نسمع قصصهم ونرصد معاناتهم فحسب، بل أن نسمع آراءهم وتحليلهم للواقع الذي يعيشونه ولكل حياتهم ووجودهم في أماكن لا يزالون فيها حتى الآن غرباء عن محيطهم سواء الهنود أو الفلسطينيين».ويشير رسامني إلى أن «اختيار الأشخاص لم يأت بشكل عشوائي ولكنه لم يشمل المثفقين الذين يعيشون خارج المخيمات، بل شخصيات من داخل المخيمات ورواد وقياديين ولكن غير رسميين، لديهم آراء قوية وجريئة ومجموعاتهم التي تتبعهم، ليكون تحليلهم خارج الأمور الكلاسيكية التي تحكى عادة.نبذة
مالك رسامني: ولد في نيويورك من أصل لبناني، تخصص بعلم الحضارات والإخراج السينمائي وهو أيضاً باحث وكاتب، عمل مع مخرج الأفلام الوثائقية ألبرت ميزل، وأسس مع شريكه مات بيترسون Red Ensemble Films. يقيم رسامني في كل من نيويورك وبيروت. نُشرتْ كتاباته في صحيفة «ذا ديلي ستارز» وغيرها. عمل في مركز مايسلس للأفلام الوثائقية، وكان أحد الأعضاء المؤسّسين لمساحة LERFE في هارلم وRed Channels.مات بترسون: أخرج أفلاماً قصيرة من بينها فيلم عن الثورة التونسية، بموجب منحة إنتاج من معهد الدوحة للأفلام، حمل عنوان Scenes from a Revolt Sustained الذي عرض في مراكز عدة من بينها Lincoln Center وMOMA PS1 في مدينة نيويورك.عرضتْ أفلامه ومقاطع الفيديو التي أخرجها في صالات عرض مختلفة. كان عضواً في مجموعتي Red Channels وBeaver Group16، وأصبح في عام 2014 عضواً في Woodbine في مدينة نيويورك.
الفيلم يندرج ضمن مشروع الوسائط المتعددة طويل الأجل «السكان الأصليون واللاجئون»