ما سر الأحجار الكريمة؟!

هذه قصة ماسة كبيرة الحجم، وتُعد من روائع الأحجار الكريمة، والتي كانت من ممتلكات أحد مهراجات الهند، واستولى عليها المغامر البريطاني كليڤ، وقام بإهدائها إلى الملكة ڤيكتوريا، وبمجرَّد أن مسكتها الملكة بيدها ارتعدت رعدة شديدة، وألقت بها بعنف إلى الأرض، ثم صاحت مذعورة:

- يا إلهي... لقد تلوَّت في يدي كما تتلوَّى الأفعى، كأنما ضرب صاحبها عليها السحر ليؤذيني... أبعدوها عني، لا أريد أن أراها أبداً.

• ولم يمس الماسة الكبيرة الرائعة أحدٌ من أمناء المتاحف البريطانية إلا أُصيب بأزمة صحية، أو تعرَّض لكارثة مالية، أو فقد منصبه.

وقد حُفظت الماسة في المتحف البريطاني، حتى جاء الملك جورج الخامس، الذي قال:

- أنا لا أصدق بهذه الخرافات، وهذه الماسة أروع وأثمن من أن تبقى في صندوق زجاجي في المتحف... آمركم بترصيعها في التاج الملكي البريطاني.

وبعد شهرين مات جورج الخامس، وحين اقترب تتويج إدوارد السادس حذره البعض:

- يا صاحب الجلالة هذه الماسة مشؤومة، انزعها من التاج، ولا تدعها تعلو هامتك أبداً.

رفض إدوارد السادس الإصغاء إلى التحذير، لكنه سرعان ما فقد العرش البريطاني قبل التتويج، إذ تنازل عنه، بسبب الزواج من الأميركية سيمبسون.

وحان دور ملكة بريطانيا الحالية إليزابيث الثانية، ولدى اقتراب موعد تتويجها عام 1952 استمعت إلى نصيحة مستشاريها:

- يا صاحبة الجلالة، بإمكاننا أن نضع مكان هذه الماسة قطعة من البلور المصقول بمثل شكلها وحجمها ولونها تماماً، فلا تضعي على رأسك التاج الذي يحمل هذه الماسة الملعونة.

استحسنت الملكة نصيحة المستشارين، وبعد مراسم التتويج أُعيدت الماسة الحقيقية إلى مكانها في التاج البريطاني.

***

• وليست هذه القصة إلا واحدة من القصص الكثيرة التي أشار إليها التاريخ عن دور الأحجار الكريمة في كل العصور، فمنذ العهود السحيقة تحتل هذه الأحجار، من ماس وزمرد وياقوت، وغير ذلك، مكانها المرموق في خواتم وعقود وتيجان الأباطرة والملوك والأمراء والأثرياء...

فراعنة مصر، أباطرة الرومان، والصين، ومهراجات الهند، والملوك، والملكات، والأثرياء في معظم الأمم والشعوب جميعهم مولعون بتلك الأحجار الكريمة، من مختلف الأشكال والأحجام، بعضهم يتخذها للأبهة والتفاخر، وبعضهم الآخر يتقي بها غوائل الدهر والسموم التي تُدس له في الظلام.

• وقد جاء في إحدى برديات رمسيس الثاني قول لأحد الكهان:

"لقد أمرني الملك الإله بإجراء المراسيم المعتادة في معبد الكرنك على الياقوتة الكبيرة التي تحلي تاج الوجهين، فقد نمى إلى علم الملك أن الحيثيين أرسلوا جواسيسهم بهدف اغتياله أثناء تدريباته العسكرية، أو بدس السم له في الشراب، وقد نفذت أوامر الملك، وبعدها بأيام ألقى الحرس القبض على عدد من جواسيس العدو تسللوا ليلاً إلى القصر واعترفوا بما كانوا يعتزمونه، وهو قتل الملك".

• ويزخر التاريخ بأمثال الياقوتة الفرعونية التي ضرب عليها كهنة آمون في معبد الكرنك سحراً يقي الملك من شر أعدائه.

***

• تُرى ما حقيقة تلك الأحجار الكريمة؟! من يرد الإجابة عن هذا السؤال فعليه أن يطلع على كتاب عالم الطبيعيات الأميركي كنييث إمرسون، حيث سيجد فيه العجب العجاب عن عالم الأحجار الكريمة.