وسط مخاوف من ضربة هندية انتقامية رداً على تعرّض قافلة عسكرية في إقليم كشمير لهجوم كبير، أعلن رئيس وزراء باكستان عمران خان، أمس، استعداده للتحدث مع نيودلهي حول الإرهاب، والتعاون معها في تحقيقات الهجوم الذي أودى بحياة 44 من أفراد الشرطة الهندية.

وقال خان، في كلمة وجهها إلى الشعب، إن "الهند شنت ادعاءات ضد باكستان دون أي أدلة". وأضاف: "سمعت ورأيت في وسائل الإعلام الهندية، أن السياسيين هناك، يطالبون بالثأر من باكستان. إذا كانت الهند تعتزم شن هجوم ضد باكستان. فإننا سنرد وسننتقم".

Ad

وأوضح خان أنه امتنع عن الردّ في وقت مبكر على الاتهامات الهندية، بسبب زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى باكستان الأحد والاثنين، ولعدم "صرف الانتباه" عنها.

وتابع: "حتى من دون هذه الزيارة، ما الذي ستكسبه باكستان من مثل هذه الحوادث في وقت تتوجه نحو الاستقرار"، مشيرا إلى أن بلاده مرّت بـ "15 عاما من الحرب ضد الإرهاب، خسرنا خلالها 70 ألف شخص".

واقترح خان على الحكومة الهندية "إجراء التحقيق الذي ترغب به بشأن المشكلة لمعرفة ما إذا كان باكستانيون متورطين" في الهجوم الذي تبنته جماعة "جيش محمد"، متعهدا بالتحرك داخل بلاده بناء على المعلومات التي يتوصل لها التحقيق.

ودعا رئيس الوزراء نيودلهي إلى تقديم أدلة إثبات حول الهجوم الذي استهدف قافلة مكونة من 78 حافلة بسيارة مفخخة تحمل 350 كلغ متفجرات، مشددا على أن بلاده ليس لها علاقة بالتفجير الانتحاري.

وحول مساعي نيودلهي لحل القضية عسكريا، لفت عمران خان، إلى أن ذلك "لم يكن إجراء ناجحا".

ورأى أن "قضية كشمير مثل القضية الأفغانية. سيتم حلها من خلال المحادثات".

طلب وساطة

ولاحقاً، هاجمت الحكومة الهندية باكستان، وطالبتها بالتوقف عما أسمته "تضليل المجتمع الدولي".

ودعت نيودلهي إسلام آباد إلى اتخاذ إجراء موثوق وواضح ضد الجماعات الإرهابية التي تورطت في الهجوم وتنشط بمناطق سيطرتها، ورفضت عرض خان لتقديم المساعدة في التحقيق.

ووسط تصاعد للتوتر بين الجارتين النوويتين، بعث وزير الشؤون الخارجية الباكستاني شاه محمد قريشي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، كتب فيها: "يتعين اتخاذ خطوات لخفض التصعيد. يجب على الأمم المتحدة التدخل السريع"، محملاً الهند مسؤولية تصعيد الأوضاع لأسباب سياسية داخلية.

في المقابل، اتهم أكبر قائد عسكري هندي في كشمير اللفتنانت جنرال كيه ديلون وكالة المخابرات الباكستانية بالضلوع في استهدف القافلة الأمنية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنه يتعقب القادة الذين يقفون وراء الهجوم.

وقال ديلون في العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير، "جيش محمد ابن من أبناء جيش باكستان والمخابرات الباكستانية الرئيسة. والعقل المدبر للهجوم هو إسلام آباد"، ملوحاً إلى أن هناك صلات وثيقة تربط الوكالة بالمتشددين.

وبعد أن استدعت الهند مبعوثها في باكستان، للتشاور، احتجاجا على الهجوم الذي وقع الخميس الماضي. قدمت مذكرة دبلوماسية تطالبها، بالتحرك ضد الحركة المتمردة.

وفي حين هددت الهند بعزلها دبلوماسيا، والرد على التفجير عسكرياً، ردت إسلام آباد بالتنديد بالهجوم، ورفضت أي تلميح يرمي إلى ربط الهجوم بها دون تحقيقات.

إقليم كشمير

ويطلق اسم جامو كشمير، على الجزء الخاضع لسيطرة الهند، ومنذ 1989، قُتل أكثر من 100 ألف كشميري، وتعرضت أكثر من 10 آلاف امرأة للاغتصاب، في الشطر الخاضع للهند من الإقليم.

وتتهم الهند باكستان بدعم وتشجيع المسلحين وقادة الانفصاليين في إقليم كشمير الذي تسكنه أغلبية مسلمة، وهي اتهامات تنفيها إسلام آباد التي تعتبر الانفصاليين مناضلين من أجل الحرية.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات متوترة بالفعل بين الدولتين الواقعتين في منطقة جنوب آسيا، في ظل وقوع عمليات إطلاق نار متفرقة على الحدود بين الجانبين.

وفي تطور مواز، أعلن قائد القوة البرية بالحرس الثوري الإيراني العميد محمد باكبور أن الانتحاري منفذ الهجوم على حافلة الحرس الأربعاء الماضي بمنطقة سيستان وبلوجستان، باكستاني الجنسية.

وقال باكبور إن "استخبارات الحرس الثوري تمكنت من تفكيك خلية أعدت لوجيستيا للتفجير وجهزت السيارة المفخخة التي هاجمت الحافلة وأودت بحياة 27 من عناصر الحرس".

وأوضح أن "ثلاثة من عناصر الخلية الإرهابية هم من منطقة سيستان وبلوجستان، إضافة إلى عنصريين باكستانيين، كما أن العنصر الانتحاري باكستاني".