استدعى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أمس، وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب إلى السرايا الحكومي بعد زيارة الأخير إلى دمشق، أمس الأول، ولقائه وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري حسين مخلوف، بناء على دعوة رسمية.

ونفت مصادر متابعة أن «يكون الغريب أطلع الحريري على عزمه زيارة سورية»، مشيرةً إلى أن «الزيارة السريعة التي استبقت الجلسة الأولى العملية لمجلس الوزراء أثارت جدلاً سياسياً وتحفظاً من البعض، واعتراضاً من آخرين لأنها تخرق مبدأ النأي بالنفس وتشكل تجاوزاً للقرار الحكومي الرسمي».

Ad

واعتبرت أوساط رئاسة الحكومة أن «الزيارة شخصية وغير رسمية ومجرد زيارة إعلامية لا تعبر عن سياسة الحكومة وتوجهاتها»، لكن الغريب أكد من سورية أن «هناك تنسيقاً مع رئيسي الجمهورية والحكومة ومش جايين بالسر».

وزار الغريب، أمس، رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا، ولفت بعد اللقاء إلى «أنّنا وضعنا الرئيس عون في أجواء زيارتنا إلى سورية»، مضيفاً: «ندعو الجميع لإخراج ملف النازحين من التجاذبات السياسية».

وكان الحريري رعى في السراي الحكومي، أمس، حفل توقيع مذكرة تفاهم بين الدولة اللبنانية و»اتحاد المهندسين اللبنانيين» و»نقابة مقاولي الأشغال العامة والبناء اللبنانية»، لإطلاق مشروع النُظم الإلكترونيّة الموحّدة لتصنيف المتعهّدين ومكاتب الدروس.

وقال: «هناك الكثير من الأشخاص الأوادم والشرفاء والأمناء على المال العام ومصلحة المواطنين في كل إدارات الدولة، الحمدلله. وكما أن واجبنا جميعاً، وهدفنا جميعاً، أن نغلق أبواب الفساد، واجبنا أيضاً ألا نظلم الموظفين الأوادم والأمناء الذين يفنون حياتهم في خدمة الدولة والمواطنين، وألا يذهب الصالح بعزا الطالح كما يقول المثل الشعبي».

وتابع: «الخطوة التي نقوم بها اليوم، هي من خطوات الشفافية والمعايير التي تغلق باباً من هذه الأبواب. فطالما عملية تصنيف الشركات وتأهيلها للمشاركة في المشاريع، موزّعة على إدارات عدة، وكل إدارة في استطاعتها أن تضع المعايير التي تجدها مناسبة، فإن باب الشك عند الشركاء الدوليين وعند الرأي العام يبقى مفتوحاً لجهة وجود عمليات خضعت للمحسوبيات أو السمسرات أو الرشاوى لا سمح الله. إن مذكرة التفاهم التي توقع اليوم بين الدولة واتحاد المهندسين ونقابة المقاولين، تهدف إلى إنشاء هيئة تصنيف موحّدة تتمثل فيها كل الوزارات والإدارات والمجالس التي تملك صلاحيات تلزيم أشغال أو دراسات هندسية تتمثل فيها نقابة المهندسين ونقابة المقاولين».

كما استقبل الحريري، أمس، في السراي الحكومي السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد على رأس وفد من طاقم السفارة في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وتم خلال اللقاء عرض لآخر المستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وقالت ريتشارد بعد اللقاء: «كنت صريحة مع رئيس الوزراء حول قلق الولايات المتحدة من الدور المتنامي في الحكومة لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة، وتستمر في اتخاذ قراراتها الخاصة بالأمن القومي وهي قرارات تعرض بقية البلاد للخطر، وتستمر في خرق سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة من خلال مشاركتها في نزاع مسلح في ثلاث دول أخرى على الأقل. وهذا الوضع لا يساعد على الاستقرار، بل يشكل زعزعة له بشكل أساسي».