«يمكن خيرة»
![محمد العويصي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1556955806395198900/1556955806000/1280x960.jpg)
وفي إحدى رحلات الصيد قطع إصبع الملك وكالعادة قال له وزيره "يمكن خيرة"! فغضب الملك غضبا شديدا، وقال لوزيره: "أين الخير لقد قطع إصبعي"؟ ثم أمر الملك بسجن وزيره، فمشى الوزير إلى السجن مرددا "يمكن خيرة، يمكن خيرة".لبث الوزير في السجن بضع سنين، وفي يوم من الأيام خرج الملك للصيد، وأثناء مطاردته لفريسته ابتعد عن حراسه وبقي وحيدا، فإذا بقوم من عبدة الأصنام يقبضون عليه مستبشرين بذلك القربان الثمين لآلهتهم، فلما بدؤوا بتجهيزه فإذا بكاهن يصرح فجأة، توقفوا فآلهتنا تستحق أفضل من ذلك الرجل المقطوع الإصبع، وأمر الكاهن بفك قيده وإطلاق سراحه. انطلق الملك إلى قصره فرحاً بعد أن أنقذه الله من الموت، وأمر الحراس بإحضار وزيره من السجن ليقدم له اعتذاره عما صنعه معه، وقال له: لقد أدركت معنى كلمتك "يمكن خيرة"، عندما قطع إصبعي، لكني مستغرب من ترديدك "يمكن خيرة" عندما أمرت بسجنك؟ فأين الخير في ذلك؟! فأجاب الوزير الحكيم: لو لم تسجني لذهبت معك في رحلة الصيد، وصرت قربانا لآلهتهم بدلاً منك، فكان من صنع الله كل الخير". فأنت عزيزي القارئ إذا حدث لك أمر تكرهه فلا تجزع ولا تيأس بل قل "يمكن خيرة"، وارفع يدك إلى المساء وقل: "يارب امنحني الصبر والأمل وفرج كربتي، وأذهب همي، فأنت وحدك القادر على ذلك".نستفيد من القصة الرضا بقضاء الله وقدره خيره وشره، وأن على كل مبتلى أن يطمئن قلبه، وأنها ستفرج، وقديماً قالوا في الأمثال: "الصبر مفتاح الفرج"، في هذا الابتلاء كل الخير له في الدنيا والآخرة، يقول الشاعر:قل لمن يحمل هماإن همك لن يدوممثلما تفنى السعادةهكذا تفنى الهموم