صاحب الصندوق الأسود

أول العمود

آخر أخبار الاتجار بالبشر أن تجد في ملف الإقامات الخاص بك أسماء عاملات منزليات لم تقُم باستقدامهن! يحدث هذا في وزارة الداخلية التي يتم فيها تزوير الجنسية بشكل مشين أيضاً!

***

تابعت معظم حلقات برنامج المُحاوِر المُمَيز عمار تقي، والموسوم "الصندوق الأسود" والتي تتوافر جميعها على "اليوتيوب".

وفي الحقيقة لم نشاهد منذ برنامج "قضايا وردود" الذي كانت تشرف عليه جمعية الخريجين لمقدميه الإعلامي يوسف الجاسم والكاتب الصحافي والإعلامي السابق مبارك العدواني، وبرنامج "المجلس" للمحاور والكاتب محمد عبدالقادر الجاسم، وقبل ذلك في سبعينيات القرن الماضي برنامج "المائدة المستديرة" للمفكر د.عبدالله النفيسي.

أقول لم نشاهد برامج حوارية رصينة كالتي أتي بها الإعلامي الشاب عمار تقي، فبرنامج "الصندوق الأسود" كما أراه، عبارة عن توثيق يتضمن جرعة كبيرة من الدقة ويعكس الإعداد الجيد لصاحبه، وفي ظني أن حلقات البرنامج وضيوفه المتنوعين سيكون سجلاً توثيقياً لحقب زمنية من تاريخ الكويت السياسي والاجتماعي والاقتصادي بحسب الموضوعات التي يتم التطرق لها.

ويتميز البرنامج عن تلك التي ذكرناها، أو لنقل يختلف عنها من زاوية شغف مقدم البرنامج بتوثيق المعلومة وتأكيدها من فم الضيف، والتي تتسبب أحياناً في "نرفزتهم"، وشخصياً استطعت استيعاب مسار الحركة الوطنية السياسية المطلبية من خلال مشاهدة أكثر من عشرين حلقة لضيوف كانت لهم اليد الطولى في رسم حركة النضال الوطني المعنية بترسيخ أسس الديمقراطية في الكويت ومعارضة السياسات الحكومية.

"الصندوق الأسود" مختلف عن البرامج الحوارية السابقة كما قلنا، لأنه يعتمد على استنطاق الضيف وتثبيت الأحداث لا مجرد الحوار، ولذلك يجد المتابع أحياناً بعض المعلومات المتعارضة أو إنكار من ضيف محدد لمعلومة أدلى بها ضيف سابق وهكذا، مما يحفز مزيدا من البحث والتمحيص.

أنصح كل مهتم بالشأن العام مشاهدة البرنامج لأنه يمثل بالفعل محاولة جادة لتثبيت أحداث التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمع الكويتي بشكل يقترب من الموضوعية بشكل لافت.

وشخصياً أعتبر أن أسلوب الزميل عمار تقي في التقديم والمُحاورة أسلوباً جديداً في الساحة الإعلامية ونقلة نوعية مضافة للجهد الإعلامي الذي يقدمه لنا شباب الكويت.