مهرجان الأضواء... عالم زاخر بالألوان المبهجة
يستمر حتى 2 مارس في مركز عبدالله السالم الثقافي
يُنظم مهرجان الأضواء للمرة الأولى بالكويت، وهو تجربة فريدة من نوعها، شارك فيه نخبة من الفنانين بتصميمات مبهرة لإضاءة جنبات المركز.
ضمن فعاليات مهرجان الأضواء في مركز عبدالله السالم الثقافي، أقيمت محاضرة انقسمت إلى جزأين؛ الأول تحدث فيه برجيت زاندر من ألمانيا، ومارن بتكوف من بلغاريا عن "سر تخطيط الإسقاط". وفي القسم الثاني تحدث الفنان الكولومبي- الكندي دانييل إريغوي عن "فن الإعلام الجديد"، بحضور السفير الألماني كارلفيلد بيرجنير، وجمع من المهتمين.في البداية، تحدث زاندر وبتكوف في محاضرة بعنوان "سر تخطيط الإسقاط"، بهدف تقديم نظرة ثاقبة في كيفية تطوير مهرجانات الأضواء، وتحديدا الإسقاط الضوئي الثلاثي الأبعاد، وشرحها من وجهة نظر فنية وإبداعية. من جانب آخر، تحدث إريغووي عن "فن الإعلام الجديد"، أوضح أنه لمدة عشر سنوات، خلقت Iregular عروضا تفاعلية تدعو الجمهور للمشاركة فيها، وتأثير النتيجة النهائية.
وشرح أعمال استديو Iregular، والفلسفة والمشاريع الماضية والمستقبلية، وكشف للحضور كثافة المعلومات التي نتعامل معها يوميا، والطرق المختلفة التي نراها ونختبرها في العالم الرقمي، وكل ما تم تحقيقه من خلال التجارب الرقمية التفاعلية. وشارك إريغوي الحضور بعض مشاريعه التي يعمل عليها حاليا، والتي لم يتم عرضها من قبل.وعلى هامش المحاضرة، عبَّر السفير الألماني بيرجنير عن سعادته بحضور هذا المهرجان، والتعاون بين المركز ومهرجان برلين للأضواء الذي يزوره نحو 3 ملايين زائر تقريبا سنويا، وانطلق منذ 12 عاما. وأوضح أن هذا المهرجان يُعد فرصة لتعريف الجمهور بأهمية الإضاءة، وماذا يمكن أن تعمل، متمنيا أن يستمر هذا المهرجان وينشر في أرجاء الكويت.
مجسم التحكم
وعند التجول في جنبات المركز بالخارج، كان هناك "مجسم التحكم"، للفنان دانييل إريغوي، وهو مجسم يجعلك تحس أنك تعزف على الأوتار، ومزين بالأضواء البراقة والأصوات الجميلة التي تشعرك بالرغبة في التفاعل مع كل ما حولك، وكأن هناك قوة سحرية تدعونا لاستخدام أيدينا وأجسامنا وأكفنا للتحكم فيما يعرض على شاشة المجسم، وما ينبعث عنها من أصوات حين نلمسها. أما مجسم المعرفة، فهو من تصميم الفنانة حصة الزايد، وتم تصميمه من الإضاءة الملونة، ويستخدم هذا المجسم مواد مختلفة لتعزيز تجربة بصرية مميزة، وهو مستوحى من التجريد الهندسي، ويتفاعل مع الأضواء والظلال. واستخدم في المجسم اللونان البرتقالي والأزرق اللذان يحاكيان درجات الحرارة الباردة والدافئة. وأيضا كان هناك عمل فني بعنوان "مصفوفات السدو"، من إبداع جواد الطبطائي، حيث تم ابتكار المجسم في إطار مبادرة للفنانين المقيمين بالمشاركة مع طالبات جامعة الكويت، وهو تجسيد ثلاثي الأبعاد لعناصر الجمال التي تميز منسوجات السدو التراثية، كما أنه مجسم تفاعلي يحفز من يراه على النظر إليه من جهات ومسافات متعددة.عروض متجولة
ومن فعاليات المهرجان كانت هناك عروض متجولة، وعروض المسرح الخارجي، وأيضا كشك التصوير باستخدام فن الإضاءة، حيث يمكن للزوار التقاط صورهم خلف تصاميم الإضاءة المخصصة لهم.وتمت إضاءة واجهات متحف الفضاء والمسرح بتنقية الإسقاط الضوئي، بالتعاون بين المركز ومهرجان برلين للأضواء و"MP Studio". ويُعد مهرجان الأضواء في برلين حدثا دوليا وواحدا من أشهر مهرجانات الإضاءة في العالم، و"MP Studio" شركة حائزة جوائز ومتخصصة في المؤثرات البصرية المتطورة وتقنية الإسقاط الضوء ثلاثي الأبعاد. واشتمل العرض على محتوى مختلف باستخدام المؤثرات الخاصة والتقنيات الضوئية.أما فعالية الواقع الافتراضي، والتي جاءت بعنوان "FLoresta Encantada"، فهي عبارة عن رحلة تفاعلية افتراضية من خلال غابة ساحرة مليئة بالشخصيات السحرية التي قادت الجمهور إلى تجربة فريدة من نوعها. وتجمع Vj Suave بين أحدث تكنولوجيات الجيل ومعرفة السكان الأصليين. وفي فعالية العروض المتحركة على الدراجة الثلاثية يمتلك فريق "في جيه سواف" دراجة ثلاثية العجلات مجهزة بآلات سمعية وبصرية وجهاز عرض، ويستخدم الفنان هذه الدراجة لقدرتها على التنقل في المساحات المفتوحة لعرض هذه الرسوم والشخصيات الكرتونية، مع سرد بعض القصص القصيرة. ويسمح هذا العرض بتقديم هذا الفن للجميع، إذ يخلق لحظات فريدة من نوعها للمشاهد.ومن ناحية الورش، حظي المشاركون في ورشة عمل "Tagtool" مع Vj Suave على فرصة رائعة للتفاعل، باستخدام تطبيق Tagtool لاكتساب خبرات واسعة في الرسم الرقمي، واحتراف مهارات الرسوم المتحركة، ويمزج التطبيق بشكل فريد بين عوالم الرسم والرسوم المتحركة والإسقاط الضوئي في الوقت نفسه. جدير بالذكر، أن مركز عبدالله السالم الثقافي ينظم مهرجان الضوء لأول مرة بالكويت، من 21 فبراير الجاري حتى 2 مارس. ويتميز المهرجان بأنه عالم زاخر بالألوان المبهجة يجعلك تحلِّق في أجواء خيالية بديعة تحت الأشعة الساطعة لتصميمات الضوء المذهلة في تجربة فريدة من نوعها. يُشار إلى أن فن الضوء من الفنون التطبيقية، حيث يكون الضوء هو الأداة الأساسية للتعبير، وساهم نخبة من الفنانين المحليين والعالميين في إبداع تلك التصميمات المبهرة لإضاءة جنبات المركز، وإضفاء مزيد من اللمسات الجمالية على الطابع المعماري له.
المشاركون في ورشة عمل «Tagtool» حصلوا على فرصة لاكتساب خبرات واسعة في الرسم الرقمي