المجمعات التجارية... منافسة كبيرة على أذواق الرواد

إقبال محموم على تأجير المحلات لماركات عالمية ودور السينما والمطاعم وإقامة الفعاليات

نشر في 25-02-2019
آخر تحديث 25-02-2019 | 00:00
تشهد المجمعات التجارية في الكويت تفاوتا كبيرا من ناحية إقبال الجمهور، فهناك مجمعات تشهد إقبالا كثيفا طوال أيام السنة، وأخرى تشهد عزوفا واضحا من الجمهور والمستهلكين.

وتحرص معظم المجمعات التجارية على تأجير محالها الى ماركات عالمية، إضافة الى دور سينما ومطاعم، لاسيما أنها تحرص على إقامة الفعاليات والاحتفالات الوطنية، وذلك بهدف جذب الجماهير.

وخلال العشرين عاما الماضية، تم تشييد العديد من المجمعات التجارية، اختلفت في أسلوب تشييدها ومساحاتها ومواقعها على مستوى الدولة، كما أنها اختلفت أيضا في جاذبيتها للجماهير.

«الجريدة» سألت عددا من العقاريين حول معايير نجاح المجمعات التجارية، وعن الأسس التي تعمل على استقطاب الجماهير وجذبها، حيث أشار عدد منهم الى أن هناك عددا من المعايير يجب اتباعها لنجاح أي مجمع تجاري.

ولفت العقاريون الى أن من العوامل الأساسية لنجاح أي مجمع تجاري، أن يتضمن العديد من الماركات العالمية، وأن يكون متنوعا، موضحين أن مواقف السيارات من المسائل المهمة في نجاح أي مجمع تجاري، فكلما كان هناك عدد كبير من المواقف، إضافة الى سهولة الدخول والخروج، أصبح المجمع أكثر إقبالا من غيره، وفيما يلي نص التفاصيل:

أكد الرئيس التنفيذي لشركة المباني، وليد الشريعان، أن نجاح المجمعات التجارية في جذب الجمهور، يعتمد على مجموعة من الأسس، التي يجب العمل بها والمحافظة عليها.

وتابع الشريعان أن التصاميم المعمارية من الأسس، فعلى سبيل المثال، استطاع "الأفنيوز" إدخال التصاميم المعمارية ذات الطابع التراثي مع الحديث، فأصبح هناك تنوع من حيث التصاميم المعمارية.

وأضاف أنه يجب أن يتميز المجمع بالإبداع عند التشييد، وأن يكون متعدد الأنشطة، حيث إن هناك مجمعات لم تلق إقبالا من الجمهور نتيجة سوء التشطيبات، وعدم توافر وتنوع الماركات العالمية.

وأشار الى أن مواقف السيارات من المسائل المهمة في نجاح أي مجمع تجاري، فكلما كان هناك عدد كبير منها، إضافة الى سهولة الدخول والخروج، أصبح المجمع أكثر إقبالا من غيره.

وزاد أن نظافة المجمع وتوافر شروط الأمن والسلامة عاملان أساسيان في زيادة اقبال الجماهير على المجمع، مشيرا الى أنه يجب على إدارة المجمع الأخذ في الحسبان، أن أذواق المستهلكين تختلف بين فئة وأخرى، وفق جنسياتهم وأعمارهم، إذ لابد أن يكون هناك تنوع في الماركات والمنتجات التي تقدمها المحال التجارية.

الأنشطة التجارية

وأضاف الشريعان أن هناك مجمعات ترجّح كفة نوع معيّن من الأنشطة التجارية على الأخرى، فبالتالي يجذب فئة معيّنة من الجمهور التي ترغب في هذه الأنشطة.

وأشار إلى أن مفهوم المجمعات التجارية أصبح مختلفا في الوقت الحاضر، فيجب توفير كافة ما يلزم الأسرة بجميع فئاتها العمرية، إذ إنه في السابق كان مفهوم المجمع بأنه مركز للتسوق فقط، أما حاليا فقد أصبحت المجمعات التجارية بمنزلة منتزه.

وذكر أنه يجب على إدارة المجمع أن تحرص على إقامة الفعاليات الوطنية والمجتمعية، وأن تعمل على تطويره بشكل مستمر، لاسيما أن اهتمامات المجتمع تختلف بين الحين والآخر، فلابد من مواكبة أي تغيرات مستقبلية.

نظام B.O.T

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة مدينة الأعمال، أحمد العقيل، إن مشكلة بعض المجمعات التجارية تكمن في اقتراب موعد انتهاء عقد حق الانتفاع للمشروع بين الشركة المستفيدة والدولة، وذلك وفقا لقانون الـ B.O.T، فبالتالي تكون عملية التسويق المجمع في أدنى مستوياتها، حيث إن جل اهتمام الشركة المستفيدة من المشروع هو تحصيل الإيجارات فقط دون التفكير في التطوير والتسويق.

وأشار العقيل إلى أن تجب إعادة النظر في قانون الـ B.O.T، ويجب عليها إطالة المدة وإفساح المجال أكثر للقطاع الخاص، كما أن الدولة ليست بحاجة الى مجمعات تجارية، حيث إن مردودها ليس مجزيا بالنسبة إليها.

وذكر أن طول فترة الاستثمار في المجمع التجاري يعد من العوامل الأساسية لنجاحه، فكلما كانت الفترة أطول كانت عملية التسويق من الشركة المستفيدة أكبر، وعملية تطوير المجمع أسرع.

وأضاف أن الدولة تحتاج الى مشاريع تنموية عملاقة كمطارات ومصافي النفط والمدارس والجامعات، موضحا أنه يجب أن تكون هناك نظرة مستقبلية وان تنتهج الدولة نهجا جديدا.

مزادات علنية

وتابع أنه يجب على الدولة طرح كل الأسواق التي تكون تحت نظام الـ B.O.T في مزادات علنية، وبيعها، والاستفادة من المبالغ التي قد تصل قيمتها الى مئات الملايين، لافتا إلى أن الشركات ستعمل على إعادة تطوير تلك المجمعات والتسويق لها بالشكل الصحيح.

وتساءل العقيل قائلا: هل يعقل أن يكون وزير المالية الذي يدير أموال الدولة واحتياطياتها، هو نفسه أو وزارته هي التي تدير أسواقا ومجمعات تجارية، وتعمل على حل المشاكل التي تواجهها، كما حدث مع سوق المباركية ومشكلة ارتفاع الإيجارات؟

وأفاد بأن هناك أسبابا أخرى تجعل هناك عزوفا من الجمهور عن بعض المجمعات، ومن تصميم المجمع، وتوافر مواقف السيارات، إضافة الى ماركات المحال التجارية وتنوعها.

ماركات عالمية

من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لشركة العذراء العقارية، فيصل الكندري، إن هناك مجموعة من العوامل والأسس تعمل على نجاح أي مجمع تجاري، تختلف هذه المعايير بين فترة وأخرى بحسب ثقافة المستهلكين.

وأشار الكندري الى أنه، في السابق، كان أحد عوامل نجاح المجمعات التجارية هي موقعها، أما في الوقت الحالي فقد اختلف الوضع، حيث إن الثقافة تغيرت مع مرور الزمن، فأصبح عامل الموقع ليس أساسيا، وذلك بسبب اتساع رقعة المناطق السكنية في البلاد.

وأوضح الكندري أنه يجب أن يكون المجمع التجاري شاملا لكل احتياجات المستهلك، موضحا أن الثقافة العامة نحو المجمعات التجارية اختلفت عن السابق، إذ أصبح المجمع التجاري في الوقت الحالي بمنزلة متنفس للأسرة.

وذكر أن وجود ماركات عالمية متنوعة تعمل على نجاح المجمع وجذب الجمهور، إضافة الى أن الأنشطة الترفيهية والوطنية تعمل على التسويق للمجمع وزيادة الإقبال.

وبيّن أن الاهتمام بالمجمع من ناحية النظافة والأمن من العوامل الأساسية لنجاح أي مجمع، إذ يجب أن تكون هناك إدارة متكاملة تشرف على عمليات النظافة باستمرار، وكذلك إدارة الأمن والسلامة.

وأكد أن هناك منافسة كبيرة في السوق المحلي، مما يتطلب من إدارة المجمع العمل على أخذ حصة من الجماهير، والعمل على تسويق المجمع بطرق مبتكرة، وذلك لمواكبة التطور الحاصل.

الإبداع في التصميم وتنوع الأنشطة التجارية من أهم العوامل الشريعان

اقتراب موعد انتهاء حق الانتفاع أهم أسباب فشل المجمعات العقيل

الموقع أحد عوامل نجاح المجمعات التجارية في السابق الكندري
back to top